بقلم :قيس المعاضيدي
عمل الاستعمار ويعمل لتهديم الدول وجعلها في حالة فوضى عارمة وصراعات داخلية وتضارب مصالح وتهديد حريات وانتهاكات أعراض .ماذا نتصور حال الدول وهذه السقم تضربه؟ وكم من أمثلة اليوم ،حيث فتت شعوب وبدأت تمخر عباب الطائفية والجهل والاقتتال وأصبحت لا تقوى على مواجهة أسهل أزمة؛ لأن المستعمر ربطها به بإرجاعها له في كل صغيرة وكبيرة بنشر أفكاره الهدامة والعنصرية بين أفراد الوطن الواحد وهو يتفرج ليأخذ راحته بالاستيلاء والحصول على ما يريد والناس منشغلون بالصراعات الداخلية . وهذا رأيناه في الهند عندما احتلت من بريطانيا بإشاعة مسالة السيخ والهندوس وفي العراق مسألة السنة والشيعة وهذه أخذت مأخذا كبيرا في تقطيع اوصال المحبة بين الشعب الواحد ليزرع أجندته وهم الفاسدين ليتربعوا على كرسي السلطة عنوة ,.ليكمل الصفحة الثانية صفحة تنفيذ أوامره وهو مسترخي .وهو بذلك يهدم الدول وهو ساخط عليها .
ولكن لو توحنا ونبذنا التمايز بيننا وتعايشنا وتحابينا وتعاونا وتحاورنا وتقاسمنا الحقوق والواجبات .ماذا نتصور حال من يريد الخراب بيننا ؟ يصبح حاله كحال ذئب خاب سعية بتفتيت وحدة القطيع وقوة أواصره .وقدم له رسم للقطيع صورة بذهنه وهي صورة يد واحدة حديدة ألجمته وفقدت بصرة جعلته كالمتسول الذليل المتهالك الذي لا يقوى حتى انتقاء عبارات تخدم تسوله .والفاسد لم يجد من يؤويه والضربات تأتيه من كل جانب وأخذ يلوم نفسة ويلعن الساعة التي سمع كلام المستعمر الاجنبي
والتعايش مع الآخرين والحوار معهم والقرب منهم وصداقتهم يدعونا إلى حب الحياة وإن كانت على قذى، فالاستماع والانشغال والتداخل والنقاش الثقافي والمعرفي مع الطرف الآخر، وعلى اختلاف هويته ورأيه وثقافته، مع وضع حساسية الإقصاء والتهميش جانبًا، التي تسبب الامتعاض والنفور والتباعد والتفرقة، وبالتالي التخلف والأميّة والجهل والقبح والغباوة، ضرورة حتمية نضمن فيها معايشة الإنسان لأخيه الإنسان وارتفاع مستوى الصداقة إلى أعلى درجاتها في زمن عزَّ فيه الوفاء، لنردم الهوة التي تسببت في تربّع عدم الثقة والتوجس في التعامل والشك في النية، ونكون متحدين في تحقيق الوحدة المجتمعية ورفض التقسيم الطائفي على حساب الإنسانية ، ومن ثم قطع دابر الفكر التيمي المتطرف وفتاوي ابن تيمية الذي شرع بها وأفتى بقتل البلاد والعباد ، بهمة الفريق الواحد.
وأخيرا نقول لنا في رسول الانسانية اسوة حسنة .فهو بعث ليتمم مكارم الاخلاق بتعايشه بين أطياف المجتمع آنذاك فهو يتفقد جارة رغم أنه يؤذيه .اي يؤذي الرسول .و يطلق سراح الأسرى مقابل تعليم المسلمين القراءة والكتابة . وعنده الضعيف قوي حتى يأخذ له حقة والقوي ضعيف حتى يعطي حق الضعيف والكل متساوون أمام الله سبحانه وتعالى . ليتنعموا بنعم الباري عز وجل وألطافه على البشرية بفيوضاته علينا بأنبيائه ليعلمونا دروسا في الأخلاق الحميدة والتعايش واحترام العقل البشري؛ لأنهم أمروا من الخالق عز وجل ان يكلموا الناس على قدر عقولهم
https://d.top4top.net/p_544ydlo41.jpg .