بقلم : احمد المـــلا
يبدو أن ابن تيمية عندما يكتب رأياً أو فتوى فإنه لا يرجع إلى رأيه السابق ويكتب بصورة عشوائية وعنكبوتية وبدون أي مرجعية كما بين ذلك المرجع المحقق الصرخي في محاضرته الحادية عشرة من بحث " وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري " حيث قال :
((قد ثبت أنّ في القرآن والأخبار دلائل كثيرة تدلّ على أنّه سبحانه وتعالى منزّه عن الجسمية والحيّز والجهة وبالله التوفيق، بالله عليكم اجلبوا لي مرّة واحدة ابن تيمية بدأ بشيء وانتهى بنفس الشيء، فبحوثه عبارة عن شبكة عنكبوتية!! وكأنما عنده معجزة قد علم مسبقًا بالشبكة العنكبوتية التي استحدثت في هذا العصر!!! بحوثه عبارة عن متاهة وأنت اذهب والتقط من هنا أو من هنا أو من هنا واحكي وتبرّع بأن هذا قول ابن تيمية ويأتي الغير يقول هذا ليس قول ابن تيمية ويأتي ثالث يقول بقول آخر وهكذا رابع وخامس وعاشر وإلى المائة والألف كما هو حال التيمية وجماعة التوحيد الأسطوري، فمنهجه ومنهج من تبعه عبارة عن منهج التقاطي سواء هنا أو حتى في علم الرجال. المفروض كل تيمي إذا كان عالمًا من بداية الأمر عليه أن يثبّت فعلاً ما هي المصادر والمراجع التي يرجع لها. )).
ومن أمثلة ذلك نجده عندما يثبت وجود اليدين للرب - وفي حالة تجسيم واضحة - يقول إن كلتا اليدين في جهة اليمين وذلك لأن اليسار تباشر القذارات والنجاسات، ولهذا نفى وجود اليد اليسرى, وفي كتاب آخر يقول إن الرب يمس - وفي حالة تجسيم أخرى واضحة - يقول بإمان الرب أن يمس النجاسات والشياطين وغيرها...
حيث يقول في كتاب مجموع الفتاوى الجزء السابع عشر وفي الصفحة 92 و93 (( قال غير واحد من العلماء لما كانت صفات المخلوقين متضمنة للنقص فكانت يسار أحدهم ناقصة في القوة ناقصة في الفعل بحيث تفعل بمياسرها كل ما يذم -كما يباشر بيده اليسرى النجاسات والأقذار - بين النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " إن كلتا يمين الرب مباركة ليس فيها نقص ولا عيب كما في صفات المخلوقين))..
وهنا نلاحظ كيف إن ابن تيمية نفى وجود اليد الأخرى للرب في جهة اليسار لأنها ناقصة في الفعل والذي هو مباشرة النجاسات والقذارات ... في حين نجده يقول في كتاب " بيان تلبيس الجهمية " في الجزء الخامس / صفحة 127 (( وليس في مماسته للعرش ونحوه محذور كما في مماسته لكل مخلوق من النجاسات والشياطين وغير ذلك ))!!! وهنا نجد إن ابن تيمية يثبت ان الرب يمس النجاسات والقذارات ويلمسها !!! سبحان الله عما يصف ابن تيمية المجسم المشبه ...
وهنا نجده قد إنقلب من رأي لآخر دون الرجوع لأحدهما فمرة يثبت وجود يدان للرب وبجهة واحدة لأن الجهة اليسار تستلم النقص لأنها تلمس القذارات والنجاسات ومرة أخرى يقول إن الرب يمس ويلمس النجاسات وغيرها من أجل أن يثبت عقيدة التجسيم لديه...
وهنا وعند الآخذ برأيه القائل (( اليد اليسار ناقصة بالفعل لمباشرتها النجاسات والقذارات )) فهذا يعني إن ابن تيمية يقول بوجد النقص عند الله سبحانه وتعالى لأن يمس ويلمس النجاسات والقذارات والشياطين وغيرها كما ثبت ذلك ابن تيمية بقوله (( كما في مماسته لكل مخلوق من النجاسات )) .. للعلم إن قوله بمماسة الرب للنجاسات يبطل قوله بعدم وجود اليد اليسرى لأنها تباشر النجاسات أو العكس فلا يوجد رأي ثابت ومحدد عنده لأنه عشوائي وإنتقائي يكتب ويفتي بما يشتهي ويريد من أجل أن يثبت عقيدته في التجسيم والعياذ بالله من هكذا آراء وأفكار مسمومة خبيثة تقدح بالذات الإلهية المقدسة.