وعلى الإسلام السلام إذ قد بُلِيَتِ الأمةُ براعٍ مثل يزيد
مما ورد عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه قوله :" أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،"
، فقد حدد صلوات ربي وسلامه عليه المسؤولية لولي الأمر أمام الله أولاً ورعيته ثانياً ، فكيف إذا كان هذا الراعي يكون أميراً أو ولياً على المسلمين ، لذا نجد الإمام الحسين عليه السلام قد وصف حال الأمة الإسلامية بوصف دقيق ليس فقط إذا ابتُلِيت بيزيد وإنما براع مثله ، أي كل من انتهج هذا المنهج الإجرامي القاتل السافك للدماء، حينها ماذا سيكون حال الأمة ياترى !!؟ ، ولو القينا نظرة تاريخية خاطفة على المثالب التي ارتكبها يزيد والتي ذكرها المؤرخ الأندلسي ابن عبد ربه ، فمنها شرب الخمر وقتل ابن الرسول ولعن الوصي وهدم البيت واحراقه ، وسفك الدماء والفسق والفجور ... وغيرها .
فكانت خلافة يزيد والتي ابتدأها بقتل الحسين عليه السلام وصولاً إلى وقعة الحرة والتي قتل فيها من وجوه الناس من المهاجرين والانصار، حتى قيل أَن الدماء وصلت قبر الرسول صلى الله عليه وآله من شدة القتل وامتلأ مسجد الرسول بالقتلى ولم يسلم مكان فيه من القتل حتى حجرة الرسول ومنبره ، ويُروى أيضاً أنه في هذه الواقعة قتل فيها جميع من شارك في معركة بدر انتقاماً لهزيمة الأمويين فيها ، هذا هو حال الدولة الأموية التي ملكت بحد السيف ، فكان امتداد هذه الدولة إلى يومنا هذا ، فإننا نجد ونلمس على أرض الواقع نفس الفكر والمنهج المنحرف سوى الاختلاف في العنوان العام لهم ، فكانت دولة أموية ظالمة ، والآن دولة المارقة الدواعش التكفيريين ، فهم يقتلون الناس دون تمييز، فبالأمس القريب قتلوا الشيخ المُسِن أبا حراز ذبحاً بحد السيف لا لشيء إلا لأنه ينتمي إلى احدى الفرق الإسلامية – الصوفية – التي تخالفهم في الرأي ، واليوم ارتكبت مجزرة شنيعة أخرى في سيناء مصر في احدى المساجد والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص علاوة على الجرحى .....
وقد قارع هذا الفكر التيمي التكفيري المنحرف سماحة المحقق الأستاذ السيد الصرخي في محاضراته التاريخية والعقائدية ، فقد نعى سماحته ( دام ظله ) الشيخ أبا حراز واصفاً إياه بقوله :" افتراء وجريمة بشعة نكراء:
هو أحد أكبر شيوخ سيناء، رجل صوفي زاهد ضرير عمره تجاوز 100 عام، كان معلمًا وقدوة للناس في التقوى والزهد والأخلاق، وعلى العادة والمنهج الأصيل في الكذِب والافتراء والتكفير والذبح وقطع الرقاب فقد ادّعى تنظيم داعش الإرهابي أنّه ذبح أبا حراز بحد السيف وقطع رقبته بدعوى أنّه كاهن ساحر دجال وينشر الشرك بالله!! " وأضاف سماحته مستقبحاً بشاعة الجريمة ناعياً للشيخ بقوله : " فأيّ جريمة وقبح وبدعة خطيرة في قتل الأولياء الصالحين الزهّاد فأخزاكم الله يا مارقة ولعنكم وأئمتكم الضالين المضلين، ورَحِمَك الله يا شيخنا أبا حراز وتقبلك الله قبولًا حسنًا وجعلك في الجنان مع الشهداء والصالحين والأنبياء والمرسلين والسلام عليك وعليهم أجمعين. "
ومن هنا نقول للمنصفين والشرفاء والمعتدلين ، أنه لا حل من هذه الأزمة إلا بإنهاء هذا الفكر ومقارعته ليس فقط بحد السلاح وإنما القضاء عليه فكرياً وإنهاءه إلى الأبد ..
https://l.facebook.com/l.php... بقلم : ثائر محمد القريشي