إن العقل السليم يقول بأن كل شيء يشير إلى الطريقة الموضوعية والواقعية التي تحصل عند جميع البشر في الحصول على العلم والمعرفة هي الطريقة العقلية وتشير هذه الطريقة إلى وجود بعض القضايا قبلية ضرورية (بديهية )بأن العقل يملك قضايا ومعارف ضرورية فوق التجربة وقبل التجربة والبرهان والاستنباط وهذه القضايا البديهية القبلية تعتبر المقياس الأول والمرجع والأصل في التفكير البشري ,فكل العلوم والقضايا ترجع إلى هذه البحوث من القضايا الضرورية مثل علاقة التضاد وعلاقة التلازم بين السبب والمسبب والعلة والمعلول وعلاقة التقدم والتأخر...فها هو ابن تيمية يخالف العقل والمعرفة ويؤكد رؤية الرب في اليقظة لا في المنام فقد تصدى الأستاذ المحقق الكبير المرجع الصرخي لابطال الفكر التيمي الداعشي الذي أدى إلى تكفير المسلمين وإباحة دماء كل من يخالفهم في محاضراته (سلسلة محاضرات في العقائد والتأريخ الإسلامي )المحاضرة الثامنة من بحث ( وقفات مع .... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري) بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي:
قال ابن تيمية: {{وقول الإمام أحمد: هذا قول الجهمية، لأن أحاديث المعراج تدلُّ على أنَّ الله فوق وغير ذلك مما تُنكِرُه الجهمية ويدفعون ذلك بأنَّ أحاديث المعراج منام فقال أحمد {منام الأنبياء وحي{ وذلك يفيد أنّ ما ذكر فيه منها أنه في المنام كحديث شَرِيكَ بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس، وكذلك لو قدر أن جميعها منام، فإن ذلك لا يوجب أن يُشبه برؤيا غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأن رؤياه وحي وهو تنام عينه ولا ينام قلبه، كما جاء ذلك مصرحًا به في حديث شريك فإنّ لفظه الذي في الصحيح عن أَنَسَ قال: {لَيْلَة أُسْرِىَ بِرسولِ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ: أنّه جَاءَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ، قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ، وَهُوَ نَائِمٌ فِي المَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ، وَقَالَ أحدُهُم[آخِرُهُمْ]: خُذُوا خَيْرَهُمْ، فَكَانَتْ تِلْكَ، فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أتَوْهُ[جَاءُوا] لَيْلَةً أُخْرَى، فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وتنامُ عينُه ولا ينامُ قلبُه، [وَالنَّبِىُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) نَائِمَةٌ عَيْنَاهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ] وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ، [فَتَوَلاَّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ]}، وإذا كان كذلك كان هذا بمنزلة المُغمِضِ(المُغمِّض) العين إذا تجلّى لقلبه حقائق الأسباب وعرج بروحه إلى السماء وعاينت الأمور فهذا ليس من جنس منامات الناس وهو يقظة لا منام{{
أقول : الكلام واضح جدًا فتيمية يؤكد أنّه يقظة لا منام، ويؤكد جدًا أنّ منام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليست كمنامات باقي الناس بل نومه يقظة يرى الأشياء ويرى الرب الأمرد الجعد ويرى نعليه وحُلته علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، نعم إنّه يقول وهو يقظة لا منام.
فعلى التيمية الرجوع إلى أهل العلم والوقوف عند الحدود التي حددوها في كل مذهب من المذاهب الإسلامية في الأقوال والأفعال التي يكون فيها المسلم مرتداً ..
مقتبس من المحاضرة (8) من بحث (وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري)- 1 ربيع الثاني 1438 هـ - 31 - 12 - 2016 م
https://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=469574