بين الإمام المهدي والنبي موسى نصر إلهي موعود
بقلم: ضياء الحداد
يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم : {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿٥﴾وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿٦﴾} القصص
موسى عليه السلام يولد في زمن أقوى الطغاة ، ويولد وسط انتظار مشؤوم من قبل السحرة والمنجمين ، وتحذير شديد للطاغية فرعون بأن نهايته على يد الطفل الذي سيولد ، لكن قدر الله نافذة لا محال ، فرعون يذبح آلاف الأطفال كي لا يأتي موسى، وعندما جاء موسى يربيه فرعون فى بيته ! والإمام المهدي يولد وعائلته في سجن كبير وتحت الإقامة الجبرية لكن إرادة الله نافذة وحامية وراعية للإمام عليه السلام.
من قصة موسى وفرعون علمنا أن أحدا لا يفسد أحدا، ففي القصر الذى كان يردد فيه فرعون : «أنا ربكم الأعلى» كانت زوجته آسيا في الغرفة المجاورة تقول: سبحان ربي الأعلى! ووسط حكم وجبابرة العباسيين كان هناك أنصار الإمام المهدي ومؤيديه.
في قصة موسى عليه السلام الجيش بحالة يعجز عن رد مؤمن عن إيمانه، فلا السحرة ارهبهم جيش فرعون ، ولا الماشطة أخافها الزيت المغلي! وهذه الشجاعة سيحملها أتباع الإمام المهدي عليه السلام.
من قصة موسى تعلمت ان الله اذا اراد ان ينصر عبدا نصره بعصا لم تكن صالحة من قبل الا ليتكئ عليها، ويهش بها على غنمه، وأنه إذا أراد أن يهزم عبدا هزمه وهو في عقر جيشه! إذن أي معجزة تنتظر إمامنا المهدي الذي أوكله الله بإقامة دولة العدل الإلهي العالمية الموعودة؟؟
اعداء الامام المهدي سيخططون ويتهيئون ويضعون الخطط لكن الله سيمكر بهم وهو خير الماكرين حيث تعلمنا من قصة موسى ان كل ما في الأرض اسباب تجرى على الناس ولا تجرى على الله! وان النهر الذي من المفترض أن يغرق الأطفال صار ساعى بريد وحمل إلى فرعون طردا فيه طفل كان يبحث عنه! وان البحر الذي لا يعبر الا بالسفن عبر القوم مشيا على الاقدام بعد ان صار طريقا يابسا!
من قصة موسى عليه السلام تعلمنا أن إرادة الله تكون باشكال مختلفة وأن كل ما في الارض جند من جنود الله، وأنه سبحانه هو من يختار سلاح المعركة، وأن فرعون حين جاء بجيش عظيم كان الله سبحانه قادرا على أن يأتي له بجيش مثله، ولكن فرعون أهون على الله من هذا، فقتله وجيشه بالماء الذي جعل منه كل شىء حى!