بقلم :قيس المعاضيدي
تعرف البيعة بأنها عقد الرعية على إطاعة الراعي .وتعرف بالإسلام عقد لتنفيذ أمر الخليفة الإسلامي وفق الشريعة الإسلامية .وأول بيعة في الإسلام هي بيعة النبي من قبل أصحابه ،فقد بايعوه أكثر من بيعة وهي بيعة العقبة الأولى وبيعة العقبة الثانية وبيعة الرضوان .ومن هنا يتبين لنا أنه لابد من مشاركة الناس للخليفة الإسلامي ومعاونته لتيسير أمورهم لإعلاء شأنهم من الباري عز وجل وتكاملهم الأخلاقي وقد ذكر القرآن الكريم البيعة في موارد منها : حيث يقول تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10] وأيضا قوله تعالى : {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْـمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18].ولم يستثني القرآن الكريم أحد من البيعة حيث شمل النساء أيضا بقوله تعالى : {فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الممتحنة: 12].لتأكيد دور كل المجتمع الإسلامي في بناء الإسلام الصحيح .
وبلحاظ ذلك وما أن للرسول الكريم امتدادٌ إسلامي حضاري وانه أيضا لطف إلهي ولما له من أهمية كبيرة لتوجيه المجتمع الإسلامي بل المجتمع عامة ليسلك طريق النجاة. الطريق الإلهي الذي فيه صلاحهم وسلامتهم وهم العباد الصالحين من أهل بيت النبي وأصحابه وضرورة إتباعهم والسير في طريقهم بمبايعتهم والأدلة شاخصة للعيان على عظمة بيعة الإمام لأنها قانون الهي لتكامل الفرد والمجتمع نحو الرقي والفوز بالدارين دار الدنيا ودار الآخرة .
وفي هذا السياق ذكر الأستاذ المحقق الصرخي وأكد على بيعة الإمام المهدي علية السلام حيث قال :
((قانون إلهيّ في ضرورة البيعة للإمام حال حياته حتى يكون الإمام عليهم شهيدًا يوم القيامة، وتطبيقًا لهذا القانون رفع الله (تعالى) عيسى (عليه السلام) وأبقاه، وسيظهره في اليوم الموعود، فيكون حجة على أهل الكتاب، فيؤمنون به، فيكون عليهم شهيدًا يوم القيامة، والمهدي (عليه السلام) والمسلمون يجري عليه نفس القانون والتطبيق الإلهي بإذن الله تعالى .)).انتهى كلام المرجع المحقق
وبعد كل تلك التطمينات والتأكيدات هل يبقى من يعاند ويكابر ويغالط نفسه بإنكار بيعة الإمام المهدي .وقد ذكرت جميع الطوائف الإسلامية . تلك الروايات التي تؤكد على ظهور الإمام المهدي ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعدما ملئت ظلما وجورا .ألا ترون أننا بحاجة ماسة لتلك البيعة لما أصابنا من ظلم واضطهاد وإجحاف ، فليأمن من يؤمن ويكفر من يكفر. .
http://www.up4.cc/imagef-1511672805431-jpg.html