بقلم :قيس المعاضيدي
يمر الانسان في حياته في ثلاث مراحل .،وهي مرحلة الطفولة ثم مرحلة الشباب ثم مرحلة الكهولة او الشيخوخة ونركز حديثنا على مرحلة الشباب ، وهي تبدأ بعد مرحلة الطفولة فهي تتبلور فيها شخصية الفرد وتتميز بالقوة والفطنة والنباهة واكتساب الافكار والمهارات. وقد عرّفها البعض بأنها مرحلة النظرة للمستقبل نظرة موضوعية فيصبح الجسم فيها يتمتع بالنضج، والقوة والرشاقة وخير من وصف مرحلة الشباب هو الباري عز وجل في محكم كتابة الكريم قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم: 54]، حيث جاء في تفسيرها ان الانسان يخلف ضعيفا لا يقوى على فعل شيء وبعدها تأتي مرحلة القوة والنشاط والحيوية ثم تأتي بعدها مرحلة الضعف والكهل .
يقول علماء الاجتماع ان مرحلة الشباب ،ان الفرد يتخلص من اوامر الكبار التي مرت به في مرحلة الطفولة .ويبدأ بالتمرد ،والتعبير بما في داخلة مما أكتسبه من معلومات وافكار ،فيبحث عن فضاء رحب للتعبير عن ذلك وبدون قيود .وان وجدت قيود ستجد مقاومه منه عنيفة بما يمتلكه من قوة وثقة .
ففي هذه المرحلة يبدأ السؤال عن اي شيء يواجهة فتحدث بداخلة مرحلة فكرية . فيبحث عن الحلول لها .غير عابئ بما يفرض عليه .وهو مستعد لتبني اي فكرة يقتنع بها لذا يفترض علينا الاهتمام بهم .فهو قادر على تحمل الرسالات والمبادئ .وهذا تجسد في بداية الدولة الاسلامية عندما بعث الله سبحانه وتعالى النبي محمد صلى علية واله وسلم لنشر الدعوة الاسلامية .فأول من آمن به هم الشباب مثل بلال بن رباح وعلي بن ابي طالب .وقد احتج شيوخ قريش على النبي محمد صلى الله علية وآله وسلم بان النبي أفسد شبابنا . اما اليوم والمرحلة التي نعيشها ندعوا شبابنا الواعي لتحمل مسؤولياته في محاربة التطرف الفكري الداعشي المجرم والذي اتخذ الاسلام طعم للسيطرة على عقول لناس .فعند تسلح شبابنا بالإسلام الصحيح لتوعية المجتمع لا يبقي مجال لتسمم فكرنا من قبل اصحاب التطرف الفكري .
لقد قلب مشروع الشباب المسلم الواعد أسلوب الحياة الرتيب لمجتمعاتنا التي تنشد الخلاص، وهي أحوج ما تكون في هذا الوقت العصيب من عمرها إلى القوة الشبابية المستخلصة من وعي وإدراك الإنسان الرافض للتطرف الفكري، والمتفهم لموضوعة دحض الأفكار المنحرفة التي جاء بها الفكر الظلامي لابن تيمية الحراني، ليدفع بعجلة التقدم إلى الأمام ، ويجعل كافة شرائح المجتمع على أهبة الاستعداد للانطلاق في مجال تحقيق الطموحات الكبيرة النافعة، التي لم تكن في وقت سابق متيسرة لنقصٍ في الإعداد والتخطيط السليم ، والتصدي الجادّ المبني على الأسس العلمية المهنية الرصينة، في ظل النقص الحاصل في الاندفاع العقلائي ، ليكون أساسه اللهاث الراكض صوب الغد المشرق، المفعم بالأحلام االواقعية التي ستتحقق بهمّة الجميع، مع توفر الظروف الحياتية الداعمة لتحقيق الأفضل للفرد والمجتمع.
ولسنا ممن يفرض على شبابنا ولكن ندعوهم ليكونوا دعاة التحرر والوعي لانهم امل الامة الاسلامية الواعية ،وهم اهل لتحمل الرسالة وحملها بأمانة ويتجشموا العناء والصعاب وهو قادرون عليه لينقضي الارهاب على يديه بالقضاء على التطرف الفكري لينعم المجتمع بما بناه رجالة الصالحون ليكون خير امة اخرجت للناس .
https://b.top4top.net/p_691zcquz1.png