بقلم:قيس المعاضيدي
خلق الله سبحانه وتعالى الانسان في أحسن تقويم وجعلة خليفة في الارض بدليل الآية الكريمة (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (ص26).حيث جاء في تفسيرها ان الله سبحانه وتعالى قال مخاطبا نبيه داوود علية السلام ان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ولا يتبع الهوى فيضلّه عن طريق الحق وهو طريق الانبياء قبله .
من يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ هذا تكليف ومن يعمل به ويطبقه هو الامام فخلقه الله قبل التكليف .لان النزاع والخصومة ستقع بسبب ذلك وسيرجعون الى من باستطاعته رفع الخصومة .وقد جعله الله سبحانه وتعالى واختاره من بين عباده وهم النبي محمد صلى علية واله وسلم وامته .ولكم ما يؤيد ذلك قال تعالى في محكم كتابه الكريم {{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً * قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ * قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}} البقرة30
قال ابن كثير: في تفسيرها(يخبر تعالى بامتنانه على بني آدم بتنويهه بذكرهم في الملأ الأعلى قبل إيجادهم بقوله: { وإذ قال ربك للملائكة} أي: واذكر يا محمد إذ قال ربك للملائكة واقصص على قومك ذلك .
وفي هذا المقام قال الاستاذ المحقق الصرخي معرجا على تفسير ابن كثير (أقول : هذا قول ابن كثير وهو من أئمة التوحيد الجسمي، ومفاد كلامه بأن يا محمد، افتخر أن قومك لهم هذه الخصوصية بأن منّ عليهم فذكروا قبل الخلق، إذًا فجعل الإمامة والإمام أيضًا قبل أن يخلق آدم وهي منّة وامتنان وقبل أن يُخلق بنو آدم والأئمة، وقبل أن يخرج آدم من الجنة، وقبل أن يبدأ التكليف على الأرض، وقبل أن يوجد الناس فيحصل التنازع بينهم فتكون الضرورة لوجود الإمام والخليفة ليحكم بينهم، قبل كل هذا جعل الخليفة .).
من هم قوم محمد ؟ عباد الله الصالحون الآمرون بالمعروف الناهون عن ولكم ما يؤيد ذلك قال تعالى (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (التوبه 112).
وبعد كل ذلك هل يبقى مجال للتشكيك بخلافة الرسول وهم أهل بيتة وقائمهم المهدي عليهم السلام الذي يملئ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا .وهذا الذي يقوم به الامام المهدي علية السلام اليس هو اصلاح في الارض واقامة العدل بإقامة دولة الحق دولة العدل الالهي المقدسة .
http://www.up4.cc/imagef-1512036074061-jpg.html