بقلم : احمد المـــلا
تعد مسألة الغيبة للإمام الثاني عشر من أئمة آل البيت " عليهم السلام " التي حصلت في وقت مرحلي في سرداب سامراء حيث حصلت الغيبة في السرداب لمدة معينة استمرت لدقائق أو ساعات أو أيام ومن بعد ذلك انتهى دور السرداب وحصلت غيبة المهدي " عليه السلام" واختفاءه عن أنظار السلطات الحاكمة ومع ذلك حصل القدح والتجريح والتنكيل بشخص الإمام المهدي من قبل ابن تيمية وأتباعه فراحوا يطلقون التسميات والألقاب الإستهزائية بالإضافة إلى إنكارهم لوجود شخصية الإمام المهدي على الرغم من أنهم ينقلون الروايات والأحاديث التي تتحدث عن المهدي الذي هو من ولد فاطمة، لكنهم ومع ذلك يعدونها من الخرافات والبدع أن تحصل غيبة لشخص كونه لم ينتفع به ولم يأمر بمعروف وينهى عن منكر حسب قولهم، متناسين ارتفاع عيسى " عليه السلام " وغيبة يونس " عليه السلام " في بطن الحوت وقضية أصحاب الكهف وقبلها إختباء نبينا محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " بالكهف خوفاً من مشركي قريش, فهذه مسائل ليست جديدة ولا غريبة ومع ذلك ينكرونها...
لعل احدهم يقول إن هذه أمور اختص بها الأنبياء دون غيرهم فنرد عليه بالقول إن كان الأمر كذلك فلماذا آخر الله أقواماً لحين نزول عيسى " عليه السلام " بعدما فتح لهم سرب – أي نفق – في الأرض يمتد إلى ما وراء الصين ساروا فيه سنة ونصف حسب ما ينقل الطبري في تفسيره، حيث يقول الطبري في تفسير قوله تعالى {وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }الأعراف159... وقد قال في صفة هذه الأمة التي ذكرها الله في الآية، جماعةٌ أقوالا نحن ذاكرو ما حضَرنا منها(( حدثني المثني قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن الزبير, عن ابن عيينة, عن صدقة أبي الهذيل, عن السدي: " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون "، قال: قوم بينكم وبينهم نهر من شُهْدِ. )) (( حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قوله: " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون "، قال: بلغني أن بني إسرائيل لمّا قتلوا أنبياءَهم، كفروا. وكانوا اثني عشر سبطًا, تبرّأ سبطٌ منهم مما صنعوا, واعتذروا, وسألوا الله أن يفرِّق بينهم وبينهم, ففتح الله لهم نَفَقًا في الأرض, فساروا فيه حتى خرجُوا من وراء الصين, فهم هنالك، حُنَفاء مسلمُون يستقبلون قبلتنا= قال ابن جريج: قال ابن عباس: فذلك قوله: وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا [سورة الإسراء: 104]. و وَعْدُ الآخِرَةِ ، عيسى ابن مريم، يخرجون معه= قال ابن جريج: قال ابن عباس: ساروا في السَّرَب سنة ونصفًا.))...
وهنا لدينا عدة تعليقات :
1- نعلق هنا بما قاله المرجع المحقق الصرخي في المحاضرة 13 من بحث "الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم " في تعليق له على ما جاء في تفسير القرطبي والطبري حيث قال :
((إذن ليس فقط المهدي المسردب وعندنا أقوام مسردبة أيتها العقول المارقة، أيتها القلوب التي لا تفقهه والعيون التي لا تبصر والآذان التي لا تسمع، الذين كذبوا بآياتنا، إذن عندنا قوم النفق، قوم السرب، وقوم العسل، هذه تضاف إلى المصطلحات، المسردب والمعسل، والمنفق، إذا صحت هذه الألفاظ والكلمات والمسرب أو المسرب أو ما يرجع إلى هذا، هؤلاء أقوام ونحن نتحدث عن شخص )) وهذا رابط التعليق كاملاً لمن يريد أن يطلع :
http://cutt.us/kvG0q .
2- نهر من عسل يحجب بيننا وبين هؤلاء القوم ... أين يوجد هذا النهر ؟ علماً إن التفسير هو للطبري الذي يقول عنه ابن تيمية (أما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري، فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة، ولا ينقل عن المتهمين كمقاتل بن بكير، والكلبي. ) فلا بدعة ولا خرافة في ما يقوله الطبري لذلك فما يقوله هو الواقع إذن أين هذا النهر هل له من حقيقة وواقع على الأرض ؟.
3- يقول إنهم وراء الصين فهم هناك .. أين هم الآن هؤلاء الأقوام ؟ هل يمكن أن يدلنا أحد عليهم أم إن نهر العسل يحول دون ذلك ؟ أم هم مختفون وغائبون عن الأنظار ؟.
4- يقول إنهم يخرجون مع عيسى " عليه السلام " وهنا نسأل خروج عيسى أو نزوله مع من يكون هل مع المهدي الذي هو من ولد فاطمة وعلي " عليهم السلام " أو فقط مع عيسى " عليه السلام " ؟.
5-هل حصل الخير والنفع بهذه الأقوام ؟ هل أمروا أو يأمرون بالمعروف و نهوا وينهون عن المنكر ؟ هل إنتفع بهم أحداً ؟.
ننتظر أن نحصل على إجابة ممن ينتسب لمنهج أبن تيمية ومن أتباعه...