نصٌ قرآنيٌ يدلُّ على وجوبِ الإمامة
الإمامة : " هي رياسة عامّة في أمور الدّين والدنيا لشخص إنسانيّ بحقّ النّيابة عن النبيّ (صلى الله عليه و آله وسلم) " .
التقييد بالعامّة مُخَرِّجٌ لولاية القُضاة والنوّاب ، والدّين والدّنيا بيان لمتَعَلَّق الرياسة ، فإنّها كما تكون في الدّين كذا في الدّنيا . وكونها لشخص إنسانيّ إشارة إلى أنّ مستحِقَّها شخص معيّن معهود من الله تعالى ورسوله ، ولا يكون أكثر من واحد في عصر واحد . أمّا حقّ النّيابة عن النبيّ (صلى الله عليه و آله وسلم)، فهو مُخَرِّج للنبوّة ؛ فإنّ لها ما تقدّم من التعريف ، ولكنّها ليست بحقّ النيابة عن النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) .
هذا ما اشار اليه الاستاذ المحقق في محاضرته الرابعة عشرة من بحث
" الدولة..المارقة...في عصر_الظهور...منذ عهد_الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) "
بحوث : تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ_الإسلامي 30 ربيع الأول 1438 هـ - 30 - 122 - 2016 م
نصٌ قرآنيٌ يدلُّ على وجوبِ الإمامة
قال تعالى {{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً * قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ * قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}}البقرة30
أقول : هذا النص القرآني بمفرده أو بانفراده كافٍ للدلالة على وجوب الإمامة والإمام؛ وجوب تنصيب وتحديد وتشخيص الإمام من الله سبحانه وتعالى، فالملائكة وهي العقول النورانية لم يؤخذ برأيها ولا اجماعها في تحديد وجعل الخليفة، ولم يؤخذ برأي أهل الحل والعقد منها لتحديد وجعل الإمام والخليفة، فالله سبحانه وتعالى تجاوز هذه العقول الملائكية النورانية والملكوتية واختار بنفسه الخليفة والإمام، وتصدى بنفسه لتحديده، فهذا الحال مع الملائكة وهم العقول النورانية فكيف مع الناس، الذين يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء بتصريح الملائكة وإمضاء الله سبحانه وتعالى لهذا التصريح .
....علي البغدادي