إضاءات مرجعية
أدرك الأولون، رحمهم الله، خطورة الهوى، فوقفوا عنده الوقفات الطويلة، وقالوا فيه المقالات الكثيرة، محذرين و منبهين من عظيم خطره، وفداحة عواقبه، وسوء تجارته وبضاعته، وفساد حياة صاحبه، وذهاب مروءته، وخراب عقله، وضلال سعيه..
وأن الهوى أصل الفساد، في السماوات والأرض، ومن فيهن، قال تعالى: «وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ» (المؤمنون:71)، لذا ما نجح من سار في ركابه، ولا أفلح من اتبع سبله.. وهي كثيرة متعددة، تكون أحياناً كثيرة في لباس الحق.. أو هكذا يزينها لهم الهوى، فترى الواحد الذي استبد به هواه، صلباً في الدفاع، قوياً في البيان، حاداً في القول، مندفعاً في الهجوم، فاقتضى الأمر التحذير منهم، في آيات عديدة، قال تعالى: «وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً»(الكهف:28)، وقال تعالى: «فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى»(طه:6) وقال تعالى: «فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ»(القصص:50).
هذا ما أشار إليه الأستاذ المحقق في كتبه
إضاءات مرجعية
............................
العمل المخالف للهوى والذي يلقى مقاومة من نفس الإنسان، فمثل هذا العمل يكون أكثر احتمالًا لتسجيل وتحقيق الإخلاص التام لوجهه الكريم سبحانه وتعالى .
..................................................................
إن العمل على مخالفة الهوى هي أعظم جهاد
....علي البغدادي