مؤازرة رموز الاعتدال ... انقاذ للأمة والدين
بقلم / باسم البغدادي
مما لاشك فيه ان ديننا الاسلامي الحنيف منذ ولوج نوره على الارض منهجه الوسطية والاعتدال , وعدم التعصب للرأي , والمجادلة بالحسنى, ولهذا شواهد كثيرة وافعال قام بها رسولنا الكريم واهل بيته واصحابه النجباء , فكان نبي الاسلام يجادل ويحاور بالحسنى من يسأله ويستفسر عنده , كان لين العريكة مع الغير من الاديان الاخرى لم نسمع او نقرأ ان رسولنا الكريم نهر احدا او تجاوز على احد او امر اصحابه بالتجاوز على المعتنقين لغير الاديان الاخرى , بل كانوا يُسيئون له يقابلهم بالود والاحترام والتعايش , كان (صلوات الله عليه ) يُعيد مرضاهم يحضر جنائزهم وشاركهم افراحهم واحزانهم وعلى هذا سار اهل بيته واصحابه والتاريخ شاهد .
الاعتدال هو الحل الوحيد لتعايش الشعوب بأمن وامان من منطلق الاية الكريمة (لكم دينكم ولي دين ) نعم تكليف الفرد المسلم هو النصح والارشاد بالحسنى ومن امتنع فهو حر بينه وبين الله هو الذي يعاقب وهو الذي يثيب.
ومع الاسف نقولها ان هناك فرقا ضالة اتخذت من التعصب بالرأي وسيلة لبث افكارها بين المجتمعات اوهمت بها الشعوب على انها من دين الاسلام , وهو اما تكون معي او انت ضدي يجب قتلك ويباح دمك وعرضك ومالك , ومن هذه الفرق الضالة المضلة فرقة ابن تيمية التي لا تمت الى الاسلام بصلة ..
ولهذا اصبح الاعتدال اليوم ضرورة مُلحّة من ضرورات الحياة الإنسانية , فلا يمكن للفرد أن يعيش في مجتمع غارق حتى أذنيه في وحل التعصب والرأي المتزمّت الذي لا يرى إلّا ذاته، فينظر إلى الطرف الآخر على حدّ وصفه نظرة ضيّقة ومتطرّفة ومعاملة فوقية وازدراء واحتقار، والفكر التيمي المتخلّف أنشأ ظاهرة سلبية تبنّت ثقافة التعصب وأدخلت الناس في أتون طائفي بغيض، وصل حدّ المساس بالقيم الدينية والتعدّي على أعلامها، لتعيث الفساد في البُنى التحتية المجتمعية الحياتية العامة والخاصة، الداخلة في صلب متطلبات الفرد والتي تمكّنه من قيادة الحياة ومواجهة مشكلاتها البسيطة منها والمستعصية، وعليه فإنّ الواجب الشرعي والوطني يحتّم علينا جميعًا مؤازرة رموز الاعتدال التي تصدّت للفكر التيمي الضال وإبطال مبانيه المارقة.
وأخير على المسلمين جميعا ان يشدوا بعضهم البعض ويؤازروا العلماء العاملين الذين منهجهم الوسطية والاعتدال في طرح الافكار وتفنيد الافكار الاخرى التي تضر بالدين الاسلامي والمجتمعات الاخرى ومن هؤلاء العلماء العاملين المحقق العراقي الصرخي الحسني لما طرحه من فكار متجددة في بحثي (الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ) وبحث (#وقفات مع....#توحيد_التيمية_الجسمي_الأسطوري) التي بين فيهما الافكار المنحرفة للفكر التيمي الداعشي دون تعصب او تزمت وعلى علمائنا الاخرين التصدي وبكل قوة التطرف والعنف والتفخيخ لنعيد للدين هيبته ومكانته خاليا من الافكار الشاذة .