المرجع الصرخي ... الشعائر الإلهية هي الحبّ والولاء والطاعة والإمتثال والإنقياد للحسين
بقلم/ باسم البغدادي
لا تخفى أهمية الشعائر في الإسلام, ومدى تأثيرها في تربية الإنسان المسلم, حيث تكون المحرك الخفي في توجيه الإنسان في سلوكه وعمله وعلاقته بين ربه وبين نظيره من البشر, ولهذا تجد ربنا الكريم _سبحانه_ قد جعلها في اية مستقلة في القرآن وعد من يعظمها من التقوى والإيمان الذي يعمر القلوب ويصححها, قال الله ({ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب} [الحج:32], والشعائر جمع مفردتها شعيرة, وهي كل ما يشعر به الإنسان إنه قريب من ربه وعبادته,
والشعائر قسمين مكانية وزمانية, وكل لها تأثيرها في نفس الانسان, ومن هذه الشعائر شعيرة إحياء مقتل ومصيبة أبي عبد الله الحسين_عليه السلام_ والتي اثبتت تأثيرها في استقامة الدين الى يومنا هذا واعطت المبادئ الحقيقية التي سار عليها كبار المفكرين والعلماء والباحثين من غير دين الاسلام, لأن ثورة الامام الحسين_عليه السلام_ شعارها ونهضتها لم تختص بدين أو طائفة, وقوة بقائها ان الحسين خرج منددا بالظلم والاضطهاد الذي وقع على الناس ورفض الطاغية الملحد يزيد ونهى عن الفساد وانتصر للفقراء, بدمه وعياله واهل بيته واصحابة.
ولهذا كان حقًا على من يتبع الحسين_عليه السلام_ ويعلن مشايعته ان يسير على ما سار به الحسين قولا وفعلا مطبقا التطبيق الصحيح للمبادئ الحسين, وان يجعل من تعظيم الشعائر عبادة وليس عادة كل سنة تمر والسلام.
فكان للمرجع الصرخي محطة وتباين لثورة الامام الحسين_عليه السلام_ في بيانه الموسوم(محطات في مسير كربلاء_ قال المرجع,,
((لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نُثبت فيها ومنها وعليها صدقًا وعدلًا الحبّ والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين- عليه السلام- ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين- عليه وعلى آله الصلاة والسلام- في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار.)) انتهى كلام المرجع
وختاما نقول الى من اعلن اتباعه للإمام الحسين_عليه السلام_ ان يكون مطبقا وعاملا بنهج الامام الحسين الذي أعلن عنه في أول ثورته بقوله (إنّي لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنّما خرجت لطلب الإِصلاح في أمة جدّي- صلى الله عليه وآله وسلم- أريد أنْ آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب- عليهما السلام- فمن قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحقّ وهو خير الحاكمين} هذا نهج الحسين هو احياء هذه الشعيرة والا فلا يرضى الحسين في الذل والتقاعس عن الحق والغاء العقل والاتكال على عمائم السوء المستأكلين بأسم الحسين_عليه السلام_.