المحقق الاستاذ.. لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالة
بقلم/ باسم البغدادي
ان من اهم الفروع الاسلامية التي يستقيم بها شرع الله_سبحانه_ ويصلح حال الامة من الاسقام والامراض التي تحيط بها, هي فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر, ولهذا تجد الله _سبحانه_ في كتابه العزيز يؤكد عليها ويعد من يعمل بها من خير الامم, ولهذا تعد امة النبي الاكرم وصفها الله من خير تلك الامم لأحيائها هذه الفريضة, قال الرب الكريم (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) [آل عمران:110].
فنجد الامام الحسين(عليه السلام) قد عمل في هذه الفريضة منذ خروجه من مدينة رسول الله الى كربلاء, معلناً مشروعه الاصلاحي بمقولته (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق،..), فمالنا نرى هذه الفريضة معطلة عند اتباع الحسين والاسلام عامة, نرى الامة تقاعست وتنصلت وضاع حقها وداهمها الفساد وحكمها ظلام خونة, والامة مكتفية بالسكوت او التنديد الخجول.
وفي محطات توعوية من بيان (69) للمرجع المحقق الصرخي, الموسوم (محطات في مسير كربلاء) والتي وجه فيها الامة الى احياء هذه الفريضة المعطلة التي تحيا بها النفوس والعقول وتستقيم بها الامم ,على نهج الامام الحسين(عليه السلام) قال المرجع...
(لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نُثبت فيها ومنها وعليها صدقًا وعدلًا الحبّ والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين- عليه السلام- ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين- عليه وعلى آله الصلاة والسلام- في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار), انتهى كلام المرجع.
وعليه نقول الى محبي الامام الحسين(عليه السلام): استثمروا هذا الايام وراجعوا انفسكم وصححوا مساركم في انقاذ دينكم وشعبكم وبلدكم , في تشخيص العلة الحقيقية في تدهور الامور والتسافل الحاصل الاخلاقي والمجتمعي, وتصحيحه على نهج الامام الحسين ولا مجاملة على حساب هذا الضياع الحاصل.