المحقق الأستاذ: الشعائر الحسينية العبادية تحصين للفكر والنفس من الانحرافات
بقلم/باسم لبغدادي
إن الشعائر الحسينية متوارثة من أجيال لأجيال, فلم تكن يومًا عبثا أو لغواً يحث عليها أئمتنا-عليهم السلام- لا وفيها منفعة لتربية الإنسان اجتماعيًا وأخلاقيًا ودينياً, ليكون شخص مثالي محتذي بصاحب تلك الشعائر وهو الحسين الشهيد-عليه السلام- وعلى طول الزمان هذه الشعائر أخذت مفعولها وخرجت أجيال مؤمنة بقضيتها ولم تقتصر التربية على المسلمين فقط بل ذهبت أكثر من ذلك لقادة العالم اللامعين أمثال غاندي الهندي وجيفارا وغيرهم من الكتاب والفلاسفة وباحثين انصهروا في قضية الحسين لأنهم تمعنوا فيها وغاروا في طياتها, فمنفعة الشعائر الحسينية خالدة ومعروفة.
فلم تكن الشعائر يومًا للرياء والسمعة أو للعادة لابد لي كل سنة أفعلها هذا وحسب بل لأنها عبادة لله معرفته حق معرفة, وذلك يرجع لتضحيات الإمام الحسين-عليه السلام- وقراءة بداية نهضته واعلانه لها أنه أمر بالمعروف ناهي عن المنكر على سيرة جده الرسول الأعظم محمد-صلى الله عليه وآله وسلم- ولذا نجد المرجع المحقق السيد الصرخي يبين لنا الخط القويم لهذه الشعائر من خلال بيانه (69) محطات في مسير كربلاء حيث قال ..
((لا بُدّ من أنْ نتوجه لأنفسنا بالسؤال: هل إنّنا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء والمقدّسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبّقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لأنّه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى وتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والإفساد فلا نكون في إصلاح ولا من أهل الصلاح والإصلاح، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الأمين- عليهما الصلاة والسلام-؟)) انتهى كلام المحقق.
وعليه نقول لكل محب للحسين-عليه السلام-أن يراجع نفسه ويستفاد من الشعائر التي يقيمها لأنها رحمة من الله أهداها لنا فعلينا استثمار تلك الرحمة في التقرب لله من خلال شعائر الحسين -عليه السلام-لأن الحسين لم يفدي نفسه إلا لله ودين جده -صلوات الله عليهم-.