التواضع والخضوع .. هما أقصى درجات العبادة لله
فلاح الخالدي
التواضع والخضوع هما صفتان محمودتان في السماء والارض و عند من عرفها وطبقها التطبيق الصحيح , عندما يكون العبد بين يدي الله (جلت قدرته ) في صلاته ومواقفه العبادية الخالصة لله , ولهذا تجد ان هذه الصفتان متلازمان بل منصهرتان عند الانبياء والرسل والاولياء الصالحون والعباد المخلصون , حيث تجدهم في مواقفهم وعباداتهم يجعلون الله وقدرته وعظمته وجبروته نصب اعينهم , فتراهم مقبولين عند الله ومزكين من الاخطاء , لان الحديث القدسي يقول (عبدي اطعني تكن مثلي تقول للشيء كن فيكون ) وهناك ايات قرأنية حافلة بهذه الصفات , فضلا عن احاديث النبي واله الاطهار (صلوات الله عليهم اجميعين) وتوصيات المراجع الصالحين.
ففي نفحة روحية قدسية جاد علينا المرجع الصرخي في كتابه الصلاة بخصوص التواضع لله والخضوع له ..... قال الاستاذ
(( يصل التواضع والخضوع أقصى درجاته عندما نفترش الأرض بجباهنا ونحن نعترف بالجميل للمولى ونقر له بالعبودية والحاجة الدائمة إليه تعالى ، وبتكرار هذه الأفعال والتفكر والتمعن في معانيها وأهدافها ، يحصل التفكير والتقييم الموضوعي الواقعي النقي المتوازن الصحيح للنفس ومنـزلتها مما يؤدي إلى التحرر مـن النفس الأمارة والهوى والشيطان والدنيا.)).
فعلينا اخوتي الانتباه والحذر من التكبر والاغترار بالنفس لانها من صفات الشيطان عندما اعترض على ربه واغتر بنفسه فلم ينفعه ذلك بل حصد الخزي والعار الى يوم يبعثون ويكون خالداً فيها .
مع ملاحظة ان الخضوع والتواضع هناك محمود وهو لله فقط , ولكن اذا كان للبشر المخلوق من قبل الله ويجعل من الناس عبيد له وتخضع له من خوف او مطامع او سذاجة او لجهل او تغرير , فهذا النوع سيكونون اصحابه مع الشيطان وجنده الخالدين في النار لانهم تركوا عقولهم وذهبوا يجعلون انداداً دون الله .
((سبحانك يا من يشهد بقدرته البنان، وتسبح بعظمته الأغصان، ويعجز عن شكره اللسان .. سبحانك ربي سبحانك , ذو القدرة والكمال ))