معالجة العُجُب والتكبّر.. من فكر المحقق الأستاذ
بقلم/ باسم البغدادي
إن العجب والتكبر, هما صفتان مذمومتان عند الله - سبحانه وتعالى- ونهى عنهما في أكثر من موضع في القرأن, وهذا المرض يصيب نفس الإنسان الذي يحصل على جاه أو منصب أو علم, فبطبيعة نفس الإنسان تميل إلى هذا, ومن آيات القرأن التي تنهى عن هذا وتوعد بالعقاب والعذاب الدنيوي والأخروي قال تعالى (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)الاعراف 146,وقال ايضاً (إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ * لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) النحل 22_23, وهناك كثير من الآيات التي تنهى عن التكبر والعجب وتوعد الفاعل بالعقاب والطرد من رحمة الله.
ولكن الله-سبحانه وتعالى- رحيم ودود عطوف, جعل علاج لهذه الأمراض وهو العبادات التي تجعل من الإنسان خاضع لله لينشأ على هذا, ليكون دحر الشيطان الغاوي سهل على العابد المتهجد.
ففي كلام روحاني من المحقق المرجع الصرخي يبين فيه أفعال الصلاة وما هي المصلحة منها, قال المحقق في بحثه الأخلاقي معراج المؤمن مانصه..
((أفعال الصلاة تمثل أحد الأساليب العملية المناسبة لمعالجة العجب والتكبر عند الإنسان، كما في وقوفه ذليلًا صغيرًا أمام الله - تعالى - وعندما يركع ويسجد لله على نحو الذُّل والعبودية، وكما في إلتحاق المصلي بصلاة الجماعة فيكون في صفوف المصلين من هو أقل منه مالًا وولدًا وحسباً ونسبًا.))
وختامًا نقول على كل مسلم متهجد لله أن يكون خاضعًا فعلا لله في صلاته لأن الله عندما وضع العبادات ومنها الصلاة لم يكن محتاج العبادة والتوحيد والصلاة بقوله تعالى (({ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّه غَنِيّ عَنْ الْعَالَمِينَ)) وكذلك الصلاة والعبادة لاتغير من مقام الله وقدسيته, ولكنها وضعت رحمة للإنسان لتربية نفسه على الخضوع وعدم التكبر والعجب.