المحقق الصرخي : نستعمل العقل ونستغله فيما وُضع له من التمييز بين الحقّ والباطل
بقلم/ باسم البغدادي
ان الله سبحانه عندما خلق الانسان, وميزه عن سائر المخلوقات وفضله بالعقل, هذه الجوهرة التي اودعها عنده والتي جعلها الفاصل بين الحق والباطل, فمن يستعملها الاستعمال الصحيح سيصل للحق ويعيش في كنفه وبركاته, واذا فقد التفكير سار في صف الشيطان واهوائه فيتوالى عليه العذاب الدنيوي الاجهاد النفسي بسبب عدم استعماله لجوهرته المودعة عنده وهو العقل, ولذا تجد الامام الباقر(عليه السلام) يذكر لنا كيف خلق الله العقل وماهي العلة من خلقه قَالَ (عليه السلام))) لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ اسْتَنْطَقَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَقْبِلْ ، فَأَقْبَلَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَدْبِرْ ، فَأَدْبَرَ ، ثُمَّ قَالَ : وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ ، وَ لَا أَكْمَلْتُكَ إِلَّا فِيمَنْ أُحِبُّ ، أَمَا إِنِّي إِيَّاكَ آمُرُ ، وَ إِيَّاكَ أَنْهَى ، وَ إِيَّاكَ أُعَاقِبُ ، وَ إِيَّاكَ أُثِيبُ )).
ولهذا تجد المرجع الصرخي في ارشاداته يؤكد على العقل ويجب ان يكون هو الحاضر في كل شيء, قال المرجع في بحث " الاستعداد لنصرة الإمام المعصوم - عليه السلام - "..
((بعد أنْ عرفنا نِعم الله علينا وتفضّله لتشريفنا بالعقل وميزنا به عن البهائم فالواجب أنْ نشكر نعم الله علينا وأنْ نستعمل العقل ونستغله فيما وُضع له من التمييز بين الحقّ والباطل، ومن الواضح أننا لا نريد بالتمييز مجرد التمييز الذهني الفارغ من التأثير على النفس ومشاعرها؛ فإنّ مثل هذا التمييز لا نتصور فيه ترتيب الثواب أو حصول العقاب عليه أو على عدمه؛ بل المراد التمييز الذي يدخل إلى أعماق النفس والذي يحرّك فيها حرارة العاطفة والمشاعر تحريكًا يدفع إلى السلوك المتناسب مع المفهوم الحقّ الذي أدركه العقل وذلك التمييز للعقل.)) انتهى كلام المرجع.
وعليه ننصح كل من يتصدر في المجتمع ان كان سياسيا او دينيا او اجتماعيا, ان يجعل العقل هو القائد والمسير , لمسيرته, ان يستعمل الانسان البسيط عقله وان لايكون معطلاً له يسيره عقل غيره دون تفكير او دراية, فالعقل هو القائد وهو الموجه, بدونه الانسان يصبح بهيمة ناطقة.