تضرب العرب المثل لمرتكب الخطأ الذي أوشك من كثرة شكه بنفسه، ومن كثرة خوفه أن يفتضح أمره، أوشك أن يقول: أنا المخطئ فخذوني، فتقول العرب " كاد المريب أن يقول خذوني " وتقال فيمن يفضح نفسه بنفسه بتلميح أو تصريح ويهتك الله ستره بلسانه, ومن أوضح المصاديق لهذا المثل هو ما جاء به إبن تيمية في إستدلاله بقول احمد في إثبات رؤيا الأنبياء في الأحلام, حيث يقول ابن تيمية في كتاب " بيان تلبيس الجهمية " (( وذِكرُ الخلاّل لهذا مع هذه الأحاديث قد يقال إنّما ذكره لقول أحمد {رؤيا الأنبياء في الأحلام رأي عين وليس حُلْمهم كسائر الأحلام}، وإنّ قوله(أحمد) {رأي عين} لا ينفي أن يكون في المنام لأنَّ في الصحيح عن ابن عباس {عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه ولهذا كان لا يتوضأ إذا نام ))...
وهنا يطبق هذا المثل " كاد المريب أن يقول خذوني " على ابن تيمية حيث تتضح جلياً سقطات إبن تيمية وتكشف مستوى الإلتفاف والمغالطات التي تفوح برائحتها أفكار إبن تيمية, وهذا ما أثبته المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في المحاضرة التاسعة من بحثه ( وقفات مع ... التوحيد التيمي الجسمي الأسطوري ) حيث علق المرجع الصرخي على كلام إبن تيمية بقوله :
{{{... أقول: من أغرب الغرائب وأعجب العجائب وأجهل الجهل ما قاله هنا ابن تيمية: 1ـ فإنّه بعد أن أتى بقول الإمام أحمد الذي لا علاقة له بمورد الكلام وكما بينّا أعلاه، فإنّه تحدث عن أنّ قول احمد{ رأي عين} لا يَنفي أن يكون في المنام!!! وقد غفِل ابن تيمية بل عَمي عن كون كلام الإمام أحمد في المنام في الأحلام!!! فما معنى أن يقول تيمية {{وإن قوله(أحمد) {رأي عين} لا ينفي أن يكون في المنام}}، فأصل كلام أحمد عن الأحلام والمنام فأيّ منافاة للمنام يا تيمية تريد أن تدفعها؟؟!! (( ماذا قال أحمد؟ قال: رؤيا الأنبياء في الأحلام. إذن يتحدث أحمد عن رؤية خارجية؟ عن رؤية البصر ورؤية العين في الرأس أم إنّه يتحدث عن الأحلام والرؤيا في المنام؟ لاحظ: أحمد ماذا يقول؟ يقول: رؤيا الأنبياء في الأحلام رأي عين. ويؤكد بعد هذا ويقول: وليس حُلْمهم كسائر الأحلام. إذن يتحدث عن الأحلام، يتحدث عن الرؤى في المنام، يا تيمية أين أنت من هذه المعاني ومن هذه البديهيات؟ فأصل كلام أحمد عن الأحلام والمنام فأي منافات للمنام يا تيمية تريد أن تدفعها؟!! ))
2ـ لكن عنده شيء، يكاد المريب يقول خذوني، إنّه يعلم ويتيقن أنّ القول الذي نقله لا يتضمّن رأي أحمد في مسألة رؤيا العين في اليقظة، ويعلم يقينا أنّ رأي ابن حنبل ثابت جزمًا في رؤيا العين في اليقظة، فهو أي ابن تيمية يحوم حول هذه، فأوقع نفسه في فخ أراد إيقاع الآخرين فيه فصار في مأزق.
3ـ نعم لقد وقع في وَرْطة وضيق وشِدّة، وكما بيّنّا لكم قبل قليل رأي أحمد في رؤيا العين وفي اليقظة المخالف لرأي تيمية وما يَبني عليه ويختارُه، فحاول تيميّة الخروج من مَأزَقه بتأويل وتوجيه كلام ابن حنبل مستدلًا على تأويله بالصحيح الوارد عن ابن عباس{{ وإن قوله(أحمد) {رأي عين} لا ينفي أن يكون في المنام، لأنَّ في الصحيح عن ابن عباس {عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه ولهذا كان لا يتوضأ إذا نام}}، فهو يريد أن يثبت {رأي عين} فإذا به يأتي بما يدل على خلاف ما يريد فأتى بما يدل على{تنام عينه} أي على نوم العين وعدم تحقق {رأي العين}، فقال{{ لأنَّ ..عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه}، التفت جيدًا وتذكر جيدًا {تنام عيناه ولا ينام قلبه}، ومن هذا يريد إثبات {رأي العين}!!!! خذوا فتوحات أسطورية من ابن تيمية!! ....}}}.
فهل بعد هذا البيان الذي طرحه المرجع الصرخي لفكر إبن تيمية الملتوي والمتلون الذي يضحك من خلاله على عقول الناس ويحاول أن يسحرهم بشعوذة الشاب الأمرد الجعد القطط الإسطوري, وكأن لسان حال إبن تيمية يقول خذوني كما بن ذلك المرجع الصرخي.
بقلم نوار الربيعي