قال تعالى {لا أكراه في الدين...}. وروي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له: أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فأدبر ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن احب، أما إني إياك آمر، وإياك أنهى وإياك اعاقب، وإياك اثيب .
وعن الاصبغ بن نباته، عن علي (عليه السلام) قال: هبط جبرئيل على آدم عليه السلام فقال: يا آدم إني امرت أن اخيرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنتين فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين، فقال آدم: إني قد اخترت العقل فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه فقالا: يا جبرئيل إنا امرنا أن نكون مع العقل حيث كان، قال: فشأنكما وعرج.
هذا المقطع القرآني والأحاديث يؤصلان الى أمران مهمان : الاختيار. وحجية العقل. فعن الاختيار قيل "ان الاختيار علة الاختلاف" . فرب الجلالة عندما كرم الانسان بالاختيار. اراد له ان يؤمن بمحض ارادته. ولا يجبره على شيء. بعد ان زوده بأداة التمييز "العقل" والإنسان عندما يستخدم عقله لفهم النصوص ويُحكم القواعد ويقطع سيكون لقطعه "المعذرية والمنجزية" وهذا ما يقوله اهل الاصول. والله تبارك وتعالى. اطلق العنان للعباد بالمجادلة بالحسنى وبيان ما يرونه حق. وفق ضوابط الشرع والاخلاق. لكن هناك فئة ضربت كل ذلك بعرض الجدار. وجمدت على ظواهر النصوص. ولم تعطي العذر لكل من خالفها. مخالفة بذلك قواعد الشرع ونواميس العقل. وكفرت الناس وقتلتهم خصوصا إتباع اهل البيت (عليهم السلام) الذين وجدوا حجتهم في كتب من خالفهم فما ذنبهم يا خوارج العصر!. يقول المرجع الديني السيد الصرخي الحسني. بهذا الصدد "عندنا الحجة الدامغة التي فيها مرضاة الله تعالى
" احترموا عقولكم وإنسانيتكم يا جماعة الإرهاب والتكفير ويامن غُرِّر به، واسألوا أنفسكم ما ذنب شيعة أهل بيت النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام، وَقد وَجَدوا الحجة الدامغة الواضحة التي فيها مرضاة الله تعالى وشفاعة رسوله الكريم عليه وعلى آله الصلاة والتسليم والفوز بالجنان والنعيم فيما لو أحسنوا العمل والاتباع بالنهج القويم لأئمّة الهدى عليهم الصلاة والتسليم وتبرءوا من أئمة المارقة الخوارج الضالين المضلين؟! . ..."
مقتبس من المحاضرة 16 من بحث: الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول (صلى الله عليه واله).
علي زهير الفراتي