شكلت السقيفة حدثا مفصليا في تاريخ الامة الاسلامية بعد وفاة الرسول الكريم (صلى الله عليه واله). واخذت حيزا كبيرا في وعي الامة. فكتبت فيها البحوث وعقدت المناظرات للتبرير او الادانة. وفي اطار هذه الحركة الفكرية يطل علينا احد المحققين بمادة علمية رصينة. وتسائلات ومفاتيح بحث جديدة. مع الحفاظ على حيثية احترام الاخر. وهذه هي سمة الباحث الحقيقي الموضوعي. انه المرجع الديني السيد الصراخي
قال تحت عنوان : لماذا لا تدين العرب الا لهذا الحي من قريش هل هي جاهلية وقبلية بعد إسلام ؟!
المورد4: قال القرطبي {{ إنّ الْعَرَب لَا تَدِينَ إِلا لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ، ورَوَوا لهم الخبر في ذلك}}،
(( أنا سأذكر بعض الموارد والتي ذكرت سابقًا ولكن لأهميتها ولتوضيح وتبسيط الموضوع سأكرر ذكرها، وربما نفس المقتبس يكرر في موردين؛ مراعاة لذهن المتلقي ))
أقول: 1ـ لماذا لا تدين العرب إلّا لهذا الحي من قريش؟ فهل هي قَبَلِيّة وجاهلية بعد إسلام؟! أو هي قضيّة غير حقيقيّة من نَسْجِ خيال الوضّاعين؟! أو هي رواية ثابتة متواترة أسَّسَت عِلمًا بديهِيًّا ضروريًّا عند العرب بأنّ رسولَ الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم) قد أوصي بوجوبِ أن يكونَ الإمامُ من هذا الحيّ من قريش؟!
2ـ على فرض ثبوت الخبر وصحّته وتواتره وشُيوعه بين العرب إلى المستوى الذي لا تقبل بغير هذا الحي من العرب، لكن أليس الأنصار من العرب وأليس الأنصار من أقرب العرب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فأين إذن الأنصار من هذا العلم البديهي الضروري، ولماذا تسابقوا وتنافسوا على الإمامة والخلافة؟!!
3ـ لكن، هل هو هذا الحي، أو هذا الحي..؟! أو هو نفس الحيّ؟! قال عليه وعلى آله الصلاة والسلام{هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ}، وهذا ثابت يقينًا ولا خلاف فيه أبدًا، ولكن ثبت يقينًا أيضًا التحذير وأشد التحذير من هذا الحيّ حيث قال صلى الله عليه وآله وسلّم{ يُهْلِكُ أُمَّتِي هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ}
(( لاحظ نفس العبارة ( هذا الحي من قريش) فكيف نجمع بين هذا الحي من قريش وهذا الحي من قريش؟ هذا الحي يهلك الأمة ونفس الحي يصلح الأمة؟إذن هل صحيح ما نقلوه للأنصار من وجود خبر تحدث عن هذا الحي من قريش؟ هذا سؤال ومن حق أي إنسان أن يسأل، وهو نقاش نظري وننفتح عن شاء الله مع الجميع في النقاش، فهل هو نفس الحي المقصود أو يختلف؟ فإذا كان نفس الحي اذن ليس المقصود هنا بأنّهم أئمة صلاح وإنّما ائمة الداعشية والدعشنة والإرهاب والتقتيل والمارقة والتيمية أهل التكفير وليس كل التيمية؛ يوجد الكثير من الناس الطيبة المغرر بها تريد أن ترضي الله سبحانه وتعالى ولكن خدعت بالعبارات المزوقة والمزخرفة مثل عنوان توحيد في مقابل الكفر والارتداد والرفض والافتراءات والعبارات التي لا تقال اصلاً ))
4ـ فهل الحيّ المشار إليه هو نفس الحيّ الذي حذّر منه الرسول الأمين(عليه وعلى آله الصلاة والسلام)، وكما جاء في صحيح مسلم كتاب الفتن: {{عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآلهوسلم قَالَ: «يُهْلِكُ أُمَّتِى هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ»، قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ صلى الله عليه وآله وسلم «لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُمْ»}}
5ـ هل أنّ الصحابيين أبا بكْر وعُمَر (رضي الله عنهما ) علِما بذلك وتَيقّنوا خَطَرَه (( أي هل علما بهلاك الأمة على يد من خطط وتآمر وحرّك المجتمعين في السقيفة وفي غير السقيفة )) فسارَعوا لِتدارُكِ الأمرِ ودفْعِ الخطر بما يستطيعون وبحسب ما يعلمون ويقدّرون، فحصل ما حصل في السقيفة وفي المسجد النبوي عند وفاة الرسول العظيم صلى الله عليه وآله وسلّم؟؟!!
6ـ استفهامات كثيرة تُطرح ومورد البحث لا يناسب الإجابة والتفصيل فيها، فالمعلوم أنّه ترافق مع السقيفة حادثة واجتماع كبير في نفس المسجد النبوي الشريف، ومن هنا تأتي الكثير من الاستفهامات منها: هل أنّ ما وقع في المسجد النبوي الشريف كان قبل حادثة السقيفة أو بعدها؟! وهل أنّه قد حصلت حادثتان في المسجد، واحدة قبل السقيفة والأخرى بعدها؟!
7ـ عندما نتحدث عن المسلمين وانقسامهم فالواضح من السياق أنّ الكلام عن قوى وكتل مؤثرة صاحبة قرار وتأثير على أفكار الناس وتوجهاتهم فيكون لها إتِّباع وأتباع بسبب تأثيرها، وهنا نسأل أيضًا عن سبب انقسام المسلمين إلى ثلاث كُتَل، كُتْلة السقيفة وكُتلة المسجد النبوي وكتلة المُصاب بالرسول الراحل عليه وعلى آله الصلاة والتسليم؟!
والمؤكد أنّ الخليفتين الأول والثاني (رضي الله عنهما) كانا ضمن التكتل الثالث برفقة المسجّى الراحل إلى الرفيق الأعلى الرسول العظيم (عليه وعلى آله الصلاة والتسليم)، لكنّهما سرعان ما خرجا لأمر طارئ، فهل كان خروجهما لدفع الضرر والفساد الكبير المتوقَّع من هذا الحي من قريش الذي حذّر منه الرسول الأمين(صلى الله عليه وآله وسلم)، بعد أن وصلهما خبر المؤامرة الكبرى على الإسلام والمسلمين؟! وهل أنّ الخليفتين أبا بَكْر وعُمَر ذهبا للسقيفة أوَّلًا ثم عادا إلى المسجد؟ أو اَنّهما ذَهَبا للمسجِد ثم للسقيفة ثم عادا للمسجد مرة ثانية؟!! " انتهى
هذه المفاتيح البحثية والتسائلات لم تطرق من قبل. وبحثها والتحقيق فيها بانصاف يوصل لا محالة الى نتائج تصب في صالح الامة التي فرقها ومزقها الخط الاموي المعادي للاسلام ولقادته .
علي زهير الفراتي