يُعتبر الإجماع أحد مصادر التشريع لدى المسلمين. ويستنبط الفقهاء الكثير من الأحكام بواسطته. وهناك أبحاث مختصة في تعريفه وأنواعه وحجيته. وفي هذا الموضوع سوف نعرف أن هذه الأداة المعرفية قد استخدمت من قبل البعض في تضليل الناس. وتمرير أفكار وقضايا على العامة اعتماداً على عدم اطلاع العامة على تفاصيل هذا النوع من الأدلة. وممن استخدم هذا الأسلوب غير الأمين. ابن تيمية. ليلوي عنق الحقيقة ويسُكت ويقنع الناس بقول أجمعت الأمة. أجمع الناس. وما إلى ذلك. والإجماع كما سنعرف لا ينعقد بوجود خلاف ولو من واحد. يقول ابن عثيمين في كتابه الأصول من علم الأصول " ...وجود خلاف ، ولو من واحد ؛ فلا ينعقد معه الإجماع" .. لاحظ لا ينعقد بوجود خلاف ولو من واحد. لكن عندما تأتي لابن تيمية ومن على شاكلته. عندما يتحدثون عن تقديم أبو بكر على غيره وبيعته. تجد أنهم يعيشون التناقض. يقولون: أجمعت الأمة. أجمع الناس. وبنفس الوقت ينقلون روايات وأحداث تتحدث عن تخلف أكثر من واحد عن هذه البيعة. مما يعني عدم تحقق الإجماع. وكما عرفهُ ابن عثيمين وغيره. وقد ناقش هذا الموضوع بشكل مفصل المرجع السيد الصرخي الحسني وطلب من التيمية حل اللغز حول الإجماع والنص!
قال "... المَورِد 5: قال القرطبي {وأجمعت الصحابة على تقديم الصدّيق}، أقول هنا خطوات:
1ـ علينا أن نَفهَم مُسبَقا معنى الإجماع، فلا يُعقل أن نفعل كما يفعل أئمة المارقة التيمية الخوارج فيُدَلِّسون على الجهّال ويُفهِمونهم بأن من الإجماع ما يحصل بالقهر وأساليب الترغيب والترهيب السلطوي المالي!!
2ـ إن كان يُقصَد بالإجماع الإجماعُ الابتدائي فهو غير متحقق جزمًا وإلّا فلماذا حصل ما حصل من ادعاءات ونزاعات بل لماذا حصل اجتماع السقيفة أصلا؟!
3 ـ وإن كان يقصد به الإجماع اللاحق، فإنّه لم يتحقق جزمًا لا في السقيفة لأنّهم لم يكونوا حاضرين جميعًا، ولا بعدَ السقيفة لأنه على الأقل قد تخلّف من ذَكَرَهُم القرطبي نفسُه من الذين يقولون بوجود نص على إمامة العباس(رض) ومن يقول بوجود نص على إمامة عليعليه السلام، ( التفت جيدًا، هو القرطبي قال: يوجد ناس تقول بالنص على إمامة العباس، وتوجد ناس تقول بالنص على إمامة علي، وتوجد ناس تقول بالنص على إمامة أبي بكر. الذي يقول بوجود نص على إمامة أبي بكر طبعًا يدخل في الاجماع، لكن الذي يقول بوجود نص على إمامة علي وإمامة العباس كيف يدخل في الاجماع؟!! ليحل التيمية هذا اللغز!!! ))
4ـ إضافة لذلك فإنّ المتيقن أنّه لا يَثبُتُ اجماعُ الصحابة ممن كان حاضرًا السقيفة؟! فعلى الأقل تخلف سيد الخزرج وسيد الأنصار الصحابي البدري الرضواني سعد بن عبادة (رض) عن البيعة:
أ ـ ابن تيمية:منهاج السنة 8 :{{ بيعة الصدّيق...وقد عُلِم بالتواتر أنّه لم يتخلف عن بيعته إلّا سعد بن عُبادة وأما علي(عليه السلام) وبنو هاشم فكلهم بايَعَه باتّفاق الناس، لم يمت أحد منهم إلّا وهو مبايع له، لكن قيل علي(عليه السلام) تأخرت بيعته ستة أشهر وقيل بل بايعه ثاني يوم، وبكل حال فقد بايعوه من غير إكراه،
ثم جميع الناس بايعوا عمر إلا سعدا(بن عُبادة)،
وأما بيعةُ عثمان فاتّفق الناس كلُّهم عليها وكان سعد(بن عُبادة) قد ماتَ في خلافة عُمَر فَلَم يدرِكْها،
وتخلُّفُ سعد قد عُرِفَ سبَبُه،(( لاحظ ابن تيمية شيخ المارقة، شيخ الخوارج، شيخ الإرهاب والتكفير والدولة والدواعش ماذا يقول بحق سعد البدري الرضواني سيد الخزرج وسيد الأنصار؟ يقول: وتخلُّفُ سعد قد عُرِفَ سبَبُه، فإنّه كان يطلبُ أن يصيرَ أميرًا...)) فإنّه كان يطلبُ أن يصيرَ أميرًا، ويجعلَ من المهاجرين أميرًا ومن الأنصار أميرًا، وما طَلَبَه سعد لم يكن سائغًاً بنص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإجماع المسلمين..}}
ب ـ قال الطبري(وغيره): {{إن سعدًا (بنَ عُبادة) تُرك أيامًا ثم بُعِثَ إليه أن أقبِلْ فبايِعْ، فقَدْ بايَعَ الناس وبايَعَ قومُك، فقال: {أما والله حتى أرمِيَكم بما في كِنانَتي من نِبْل وأخضب سِنان رُمْحي، وأضرِبَكم بسيفي ما مَلكَتْهُ يَدي، وأقاتلَكم بأهل بيتي ومن أطاعني من قومي فلاأفعل، وأيْمُ الله لو أنّ الجن اجتمعت لكم مع الانس ما بايعتكم حتى أعرَضَ على ربّي واعلمَ ما حسابي}،(( إذن لم يبايع ومع الإصرار)) فلما أتي أبو بكر بذلك، قال عمر: لا تَدَعْهُ حتى يُبايِعَ،فقال له بشير بن سعد: إنّه قد لج وأبى، وليس بمبايعكم حتى يُقتل، وليس بمقتول حتى يُقتل معه ولده وأهل بيته وطائفة من عشيرته، فاتركوه فليس تركه بضاركم إنّما هو رجل واحد، فتركوه، فكان سعد لا يصلي بصلاتهم ولا يجتمع معهم ولا يحجّ ولا يفيض معهم بإفاضتهم... فلم يزل كذلك حتى توفي أبو بكر وولي عمر}}الطبري3// وكنز العمال3// الإمامة والسياسة1// السيرة الحلبية4// وابن الأثير2// الرياض النضرة1
مقتبس من المحاضرة 16 من بحث (الدولة.. المارقة ... في عصر الظهور... منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم)
http://cutt.us/MflHn علي زهير الفراتي