روي عن النبي محمد (صلى الله عليه واله) انه قال : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا "
هذا التبشير والتبيين من النبي. لم يأتي عن عاطفة او محاباة. حاشاه عن ذلك. بل لعلة وحكمة. والحكمة تعني وضع الشيء في محله. مما يعني تحقق المصلحة فيه. والمفسدة بخلافه. ولو افترضنا انه لا يوجد غير هذا الحديث كدليل على مكانة وعلو شأن أهل البيت (عليهم السلام) لكفى. وهذا الموقف من النبي (صلى الله عليه واله) ذو أهمية كبيرة. وذات دلالات عميقة وبالغة. نعم كيف لا!. فالتمسك بأهل بيته. سبب للهداية. ومانع من الظلال. وهذا جدير بالتأمل والتحليل. وبابسط نظره تجد ان منطوق هذا الحديث يدل على انهم دعاة هداية في كل تحركاتهم. فالمتمسك بهم متمسك بالهدى. ومفهومه يدل على ان مخالفتهم وترك التمسك بهم ظلال. وإذا أردنا معرفة سبب ذلك فان سيرتهم العطرة ومواقفهم تحكي وتجيب عن ذلك. وتعامل من عاصرهم مع مقامهم يدل على التقديم والتشريف والإتباع والحب. ينقل لنا السيد الصرخي الحسني في محاضرته الـ 16نموذج من ذلك التقديم والتشريف والحب الواعي.
قال: " البخاري الفتن: {{..عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ الأَسَدِىُّ قَالَ : لَمَّا سَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ بَعَثَ عَلِىٌّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ (عليهما السلام)، فَقَدِمَا عَلَيْنَا الْكُوفَةَ فَصَعِدَا الْمِنْبَرَ، فَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ(عليهما السلام) فَوْقَ الْمِنْبَرِ فِى أَعْلاَهُ، وَقَامَ عَمَّارٌ أَسْفَلَ مِنَ الْحَسَنِ ...}}.
أقول : لاحظ تصرّف الصحابة مع أهل البيت، لا يكون أعلى منه، مع أنّ المرسل علي بن أبي طالب عليه السلام والمرسَل أو الرسول هو عمار بن ياسر، ومع هذا لا يكون في مكان أعلى من الحسن عليه السلام، مع أن عمار هو الوكيل والنائب والمتحدث عن علي عليه السلام، لكنه لا يصعد المنبر قبل الحسن عليه السلام، لاحظ هذا هو نهج الصحابة مع أهل البيت عليهم السلام، وسيأتي الكلام عن الصحابة وعن أجلاء الصحابة وعن الخلفاء من الصحابة، وموقفهم من أهل البيت عليهم السلام " . انتهى كلام السيد الصرخي.
هذا موقف كبار الصحابة. مع اهل البيت (عليهم السلام). بخلاف الخط الاموي الناصبي. ومن سار على نهجه. كابن تيمية وفقهاء التكفير والطائفيين.
بقلم علي زهير الفراتي