من بين أهم الأسباب التي دفعت بالمرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني بأن يصب ويركز إهتمامه على مناقشة الفكر التيمي من خلال سلسلة محاضرات وبحوث (الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم ") و (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الإسطوري) وسبقتها بسنوات سلسلة محاضرات وبحوث (وقفات تحليلة مع إبن تيمية) لكن أيادي الغدر والنفاق حالت دون إكمال هذه السلسلة في وقتها...
إن من أهم الأسباب التي دفعت بالمرجع الصرخي بأن يأخذ على عاتقه مناقشة فكر وآراء ابن تيمية ودحضها وإبطالها حتى يتم الفصل والتمييز بين الخط الرسالي المحمدي وخط الصحابة والخلفاء وأمهات المؤمنين وآل البيت " عليهم السلام " عن الخط الأموي المرواني الذي مثله الخط التيمي التكفيري الداعشي, لأن هناك حصل خلط عند الناس فهناك من الشيعة من يتصور بأن الفكر الداعشي هو مأخوذ عن الصحابة " رضي الله عنهم " وهذا ما سبب ردود فعل جعلت كل من يحمل عنوان التسنن يدخل ضمن نطاق " الدواعش " الأمر الذي إنعكس سلباً على الحرب العسكرية ضد التنظيم الإرهابي داعش.
الأمر الآخر هو اعتقاد بعض أهل السنة بأن الفكر الداعشي التيمي هو مستوحى من الصحابة والخلفاء " رضي الله عنهم " ويأخذ شرعيته منهم, فأخذ بعض أهل السنة بالإعتقاد بهذا الفكر التيمي على الأقل هذا إن لم يلتحق بعضهم مع تنظيم داعش, ولهذا طرح المرجع العراقي الصرخي تلك المحاضرات والبحوث من أجل التمييز بين الخط الصحابي الذي يمثل الخط النبوي الشريف عن الخط الأموي التيمي الداعشي...
وهذا ما أكده المرجع العراقي الصرخي في كلامه خلال المحاضرة السابعة من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الإسطوري) حيث قال...
{{{.... التفت جيدًا: هذا شاهد آخر على أنّ خط الصحابة سلام الله على الصحابة، خط الصحابة وأهل البيت هو خط النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يبقى عدم فهم، عدم تمامية في فهم بعض الأمور، عدم التمامية في التطبيق، خطأ في التطبيق هذا شيء، لكن هذا الخط هو خط النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع الاحتفاظ بخصوصية النبي وأهل البيت والصحابة وكل من الصحابة حسب درجته ومنزلته، في مقابل هذا يوجد خط المارقة، خط التكفير، خط التيمية، خط التوحيد الأسطوري، التفتوا إلى هذا، هذا هو الخط الأموي، عندما يأتون بحديث للحاكم الأموي المجرم – سلام الله على عمر بن عبد العزيز- الفاسق مرتكب الكبائر شارب الخمر، عندما يأتون إليه بحديث يقول ويفيد ويُفهم المقابل ويَفهم منه الحاكم بأنّه الأصل هو التوحيد، فمن وحّد الله دخل الجنة ومُنع العذاب وإنْ زنا، وإنْ لاط، وإنْ شرب الخمر، وإن قَتل، وإن.. وإن.. وإن..!!! ما أحلى هذا الدين وما أسهل هذا الدين!!! وفي المقابل أيضًا: من كان في قلبه ذرة من حبّ علي دخل الجنة ولا تمسه النار، وإنْ فعل كذا، وزنا ولاط وارتكب كل الفواحش والمحرمات!!! هل هذا دين؟ هذا ليس بدين، هذا فسق، هذا فجور، هذه خيانة، هذا تغرير، هذا شيطان، هذا دجال...
سلام الله على أم المؤمنين عائشة حيث تنَبَّأت بافتراءات ابن تيمية على الله تعالى وبأنّه قد أعظم الفرية على الله بزَعمه أنّ النبي محمدًا "صلى الله عليه وآله وسلّم" قد رأى ربّه في المعراج وإنّه يرى ربه في القيامة، بل قال بما هو أعظم وأفضع وأفحش الفرية بزعمه أنّ الناس يرون ربهم يوم القيامة!!!! لقد قصمت " رض" ظهر التيمية وتجسيمه الباطل وقد ألزمته الحجة الدامغة - لابن تيمية ولأتباعه، وكشفت عن أنّ كل منهم قد أعظم الفرية على الله بزعمه أنّه قد رأى الله شابًا جعدًا قططًا أمردَ عليه نعلان- بالأصل الإلهي القرآني المحكم الذي يرجع إليه كل متشابه قرآني فضلًا عن غير القرآن، فَقَالَتْ السيدة عائشة للشيخ التيمية: أَوَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}, مسلم: الإيمان {{...عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنْتُ مُتَّكِئًا عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَائِشَةَ، ثَلاَثٌ مَنْ تَكَلَّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ. قُلْتُ: مَا هُنَّ؟ قَالَتْ:
1ـ مَنْ زَعَمَ أَنَّ {مُحَمَّدًا} صلى الله عليه وآله وسلم رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ - ابن تيمية قد زعم إن محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم قد رأى ربه، فقد أعظم على الله الفرية - قَالَ وَكُنْتُ مُتَّكِئًا فَجَلَسْتُ فَقُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْظِرِينِي وَلاَ تَعْجَلِينِي أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ} {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}، " التفت جيدًا: محاججة واضحة، محاججة مبسطة بديهية لا غبار عليها" فَقَالَتْ أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الأُمَّةِ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ " صلى الله عليه وآله وسلّم" {{إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ}}، فَقَالَتْ(عائشة): أَوَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} أَوَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِىٌّ حَكِيمٌ} .
2ـ قَالَتْ(رض): وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم كَتَمَ شَيْئًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ وَاللَّهُ يَقُولُ {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} .
3ـ قَالَتْ(رض): وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ فِي غَدٍ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ وَاللَّهُ يَقُولُ {قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ}}}.
انتهت الرواية وانتهى كلام أمّ المؤمنين عائشة وقد بينت أنّ ابن تيمية قد أعظم على الله الفرية لأنّه ادّعى بأنّ النبي قد رأى ربه بهيأة الشاب وبتلك المواصفات التي ذكرناها....}}}.
فنلاحظ وبكل وضوح إن المرجع الصرخي بتلك المحاضرات قد أغلق الأبواب بوجه كل من يحاول أن يتسلق تحت أسم وعنوان الصحابة وأمهات المؤمنين لغرض تمرير فكره المريض, وقد جعل المرجع الصرخي الحد الفاصل في هذه المحاضرات والبحوث بين هذا الخط الرسالي والخط الأموي التيمي الداعشي, فهي محاضرات للدفاع عن الخلفاء والصحابة وأمهات المؤمنين " رضي الله عنهم ".
بقلم :: احمد الملا