مشروع الخلاص هو الحل .بقلم /محمد النائل
سنة بعد أخرى تزداد مسالة الفساد الضاربة في مفاصل الدولة العراقية تعقيدا وخطورة خصوصا إذا أخذنا بنظر الاعتبار الازمة المالية التي يمر بها العراق. واذا لم توضع الحلول لوقف هذه الممارسة التي تتعلق بحياة ومصير الشعب. فسوف نصير الى اسوء مما نحن فيه. من تدهور وعلى كافة الأصعدة. وهناك من همه مصلحة البلد من ابناء العراق ومنهم وفي مقدمتهم المرجع الديني السيد الصرخي الحسني فقد طرح مشروعا متكامل . جاء ذلك في بيان صدر منه بتأريخ 20/شعبان/1436 هـ الموافق 8 -6 – 2015 م على خلفية الرسالة التي بعثها إليه جمع من شيوخ عشائر الموصل وصلاح الدين والأنبار يثمنون فيها مواقفه النبيلة، ويعلنون تأييدهم للحلول والمقترحات التي لطالما أتحف بها الساحة العراقية،وأنهم تحت إمرته فيما يراه صالحاً للعراق وشعبه، وهنا نحاول أن نحلل بصورة إجمالية خطوات المشروع فكان الكلام في وقفات:
الوقفة الأولى: شدد المرجع السيد الصرخي على ضرورة أن تتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة مسؤوليتها في إدارة شؤون العراق لقطع دابر أي تدخلات خارجية، مع التزامها بتنفيذ القرارات التي نص عليها مشروع الخلاص، حيث قال سماحته:
1- قبل كل شيء يجب أن تتبنّى الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً شؤون العراق وأن تكون المقترحات والقرارات المشار إليها ملزمة التنفيذ والتطبيق.
الوقفة الثانية: تناول مسالة النازحين فطرح الحل الأول العاجل قطعَ الطريق فيه على الانتهازيين والنفعين الذي يعتاشون على معاناة النازحين، وسد الباب أمام موجة القتل والاستهداف التي طالتهم، حيث شدد سماحته في الخطوة الثانية على :
2-إقامة مخيّمات عاجلة للنازحين قرب محافظاتهم وتكون تحت حماية الأمم المتحدة بعيدةً عن خطر الميليشيات وقوى التكفير الأخرى .
الوقفة الثالثة:حلُّ الحكومة والبرلمان لأنهما فشلا فشلاً ذريعا بل لم يختلفا عن سابقاتهما، وهذا ما تضمنته الخطوة الثالثة بقوله:
3- حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد إلى التحرير التام وبرّ الأمان .
الوقفة الرابعة: ليس من المنطق والعقل والسياسة أن يبقى نفس الساسة وكتلها ممن ثبت فشلهم وفسادهم وارتباطهم بجهات خارجية، هي من تتحكم في إدارة البلاد، فمن أجل قطع دابر الصراعات والتدخلات الخارجية يشترط المشروع عدم تضمن الحكومة والبرلمان الجديدين أياً من أولئك المتسلطين فقد نصت الخطوة الرابعة على: 4ـ يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن فإنّهم إن كانوا منتفعين فاسدين فلا يصحّ تكليفهم وتسليم مصير العباد والبلاد بأيديهم وإن كانوا جهّالاً قاصرين فنشكرهم على جهودهم ومساعيهم ولا يصحّ تكليفهم لجهلهم وقصورهم ، هذا لسدّ كل أبواب الحسد والصراع والنزاع والتدخّلات الخارجية والحرب والإقتتال .
الوقفة الخامسة:أثبتت التجربة إن من أهم أسباب فشل الحكومة والبرلمان هو انعدام المهنية والكفاءة في اعضائهما، يضاف إليها الولاء لجهات خارجية والحزب والكتلة والمذهب وارتباطها مع المليشيات والتكفير والإرهاب، ولأجل استئصال هذه الأسباب نصت الخطوة الخامسة على:
5- يشترط في جميع أعضاء حكومة الخلاص المهنية المطلقة بعيداً عن الولاءات الخارجية ، وخالية من التحزّب والطائفية ، وغير مرتبطة ولا متعاونة ولا متعاطفة مع قوى تكفير وميليشيات وإرهاب .
الوقفة السادسة:الطائفية والقومية وغيرها، هي السرطان الذي نخر في العراق شعبا وحكومة وبرلمانا، فمن أجل استئصال هذه الغدة لابد من ابعاد عنوان الطائفة والقومية عن الاختيار والتقييم كما نصت عليه الخطوة السادسة:
6- لا يشترط أي عنوان طائفي أو قومي في أي عضو من أعضاء الحكومة من رئيسها إلى وزرائها .
الوقفة السابعة: بناء منظومة عسكرية تعتمد المهنية والكفاءة والولاء للعراق في أدائها واختيار عناصرها، حتى لا تتكرر الأخطاء الكارثية التي وقعت فيها سابقاً، وفتح الباب أمام الضباط الأكفاء المهنيين الشرفاء للانخراط في صفوفها من أجل بناء منظومة تدافع عن العراق وشعبه دون تمييز، كما نصت عليه الخطوة السابعة:
7- ما ذكرناه قبل قليل يشمل وزيرَيْ الداخلية والدفاع ويجب تشكيل منظومة عسكرية جديدة تمتاز بالمهنية والوطنية والولاء للعراق وشعب العراق ولا يوجد أي تحفّظ على المنتسبين لها سواء كانوا من ضباط نظام سابق أو نظام لاحق ماداموا مهنيين وطنيين شرفاء .
الوقفة الثامنة: أبدى المرجع الصرخي استعداده لبذل أقصى الجهود من أجل إنجاح هذا المشروع فيما لو تم الالتزام بتطبيق فقراته حيث قال في الخطوة الثامنة:
8- في حال قبول ما ذكرناه أعلاه فأنا على استعداد لبذل أقصى الجهود لإنجاح المشروع من خلال حث الأبناء والأخوة الأعزّاء من رجال دين وعشائر وشيوخ كرام وعسكريين وخبراء وأكاديميين ومثقفين وكل العراقيين الباحثين عن الخلاص ، نحثّهم للإلتحاق بالمشروع واحتضانه وتقديم كل ما يمكن لإنجاحه .
الوقفة التاسعة:لا يمكن لأي بلد أن يعيش بمعزل عن محيطه الإقليمي أو الدولي خصوصاً إذا كان يعاني من واقع كارثي كالعراق فعليه لابد من الاستعانة ببعض الدول التي ترعى المصالحة المشتركة بين الدول واحترام سيادتها، وهذا ما تضمنته الخطوة التاسعة:
9- لإنجاح المشروع لابدّ من الإستعانة بدول وخاصة من دول المنطقة والجوار ولقطع تجاذبات وتقاطعات محتملة فنقترح أن :
تكون الإستفادة والإستعانة من دول كالأردن ومصر والجزائر ونحوها .
الوقفةالعاشرة: بات من الواضح الدور الخطير والمدمر الذي مارسته وتمارسه إيران في العراق وبالتأكيد فإن مثل هكذا مشروع سترفضه إيران وتعمل على إفشاله، فمن أجل إنقاذ العراق من الاحتلال الإيراني شدد سماحته على ضرورة إبعاد إيران من اللعبة في العراق كما جاء في الخطوة العاشرة :
10- إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائياً من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح .
الوقفة الحادي عشر:في حال عدم استجابة إيران للقرار طرح سماحته حلاً لحماية العراقيين من صراع المصالح والأجندات الشعوبية التي تخوضه إيران بدماء العراقيين وأرواحهم، حيث قال في الخطوة الحادية عشر:
11- في حال رفضت إيران الإنصياع للقرار فيجب على الأمم المتحدة والدول الداعمة لمشروع الخلاص أن تُجنِّب العراقيين الصراع فتؤمِّن مناطق آمنة محميّة دولياً يعيش فيها العراقيون تحت حماية ورعاية الأمم المتحدة ، ونترك جبهة قتال مفتوحة ومباشرة بين إيران والدولة الإسلامية (داعش) يتناطحان ويتقاتلان فيها ولتكن (مثلاً) محافظة ديالى وليستنزف أحدهما الآخر وننتظر نتائج القتال وفي حينها سيكون لنا قرار وفعل مع من يبقى منهما ، فنحن غير مستعدّين أن نجازف بحياة أبنائنا وأعزائنا بحثّهم على دخول حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل بل كل الخسارة والهلاك علينا فلا نرضى أن نكون حطباً لنيران صراعات قوى محتلّة غاصبة طامعة في خطف العراق واستعباد شعب العراق .
فعلى الشعب العراقي أن يعي ويعرف مدى المؤامرة التي تحاك ضده وخيراته تنهب وتسلب وهو واقف على التل يتفرج ,ياشعبي العزيز يجب عليك أن لاتجعل للفاسدين والفساد في أرض العراق الطاهرة وذلك بأختيار الوطنيين الشرفاء الذين تربوا في رحم ذلك البلد الحبيب للوصول بالعراق إلى بر الأمان