العلاج الفعال للقضاء على داعش والتطرف والارهاب بقلم / محمد الدراجي
عناوين كثيرة وطروحات عديده طُرحت في مواقع النت او في الاعلام كبرامج متلفزة او دراسات مقدمة من مختصين في مراكز البحوث المتخصصة في شؤون الجماعات المتطرفة تناولت أسباب نشوء الجماعات والمنظمات الارهابية كتنظيم داعش وما بعدها وكيفية العلاج للخلاص منها ، وبما ان تنظيم داعش الارهابي يُعتبر من أكبر تلك التنظيمات أجراماً وفتكاً وأنتشاراً فهو يسيطر على مساحات شاسعه من الاراضي العربية وخطره يهدد جميع دول العالم حيث نالت الدول الغربية نصيبا من جرائمه فأزمة داعش بينت لنا مدى الترابط الأمني بين جميع دول العالم ، بحيث أصبح لا يمكن لاي دولة ان تتجاهل ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط فمهما كانت بعيده فتصلها حرارة تلك النيران فهذا التنظيم قد ألغى الحدود بين دول العالم وأصبح يضرب اين يشاء ومتى ما يريد . لذلك يجب ان تتركز كل الجهود والدراسات عليه بأعتباره تنظيم يمثل خُلاصة الافكار والمناهج المنحرفة الشاذه فهو الوريث الشرعي لفكر متشدد أساسه ومنبعه شيخ عاش قبل سبعة قرون ( 661- 728م) هو أحمد ابن تيمية ووجد هذا الفكر من يحييه بعد ستة قرون وهو محمد بن عبد الوهاب حيث اتخذت التنظيمات من هولاء مراجع لتبرير تشددهم المكفر لكل من يخالف عقائدهم المجسمة لله تعالى وأساطيرهم المنحرفة ، فداعش ليست منظمة إرهابية فحسب بل هي عقيدة وفكرة منحرفة خبيثة لا يمكن هزيمتها باستخدام القوة العسكرية فقط بل لابد اتخاذ عدة خطوات في القضاء على هذه التنظيمات في مقدمتها مواجهة فكر داعش الخبيث بفكر معتدل منفتح يناقش الوقائع والاحداث التأريخيه بدون تعصب وطائفية ويبين حقيقة رموز الدواعش فيحرر عقول الشباب حتى لا ينخرطوا بهذه التنظيمات لاننا نعلم جيدا ان البنية العسكرية للتنظيم يمكن هزيمتها بالمواجهه العسكرية ولكن السؤال الاهم هنا ماذا عن البنية الفكرية لهذا التنظيم ؟؟؟ . وأننا كمتابعين للاحداث نتابع كل الافكار والمشاريع والحلول التي تُطرح لمواجهة هذه التنظيمات حيث لاحظنا الفكر العميق والتشخيص الصحيح والخطوات العملية الذي تبناها المرجع الصرخي لأنهاء هذا الفكر المنحرف من جذوره حيث طالب من البدايه بضرورة وجود حكومات وأنظمة عادله تعمل على تقديم الخدمات لشعوبها دون تفرقة او طائفية وتعمل على عدم نشوء البيئة او الحاضنة التي تنشط فيها مثل هذه التنظيمات . كذلك لاحظنا تركيزه على مناقشة ودحض أفكار الاب الروحي للدواعش وهو ابن تيمية حيث بين من خلال المحاضرات العقائدية والتأريخية التي تبث مباشرةً على النت أسبوعياً اسطورية وتجسيم وسذاجة وأنحراف أبن تيمية فخاطب كل الشعوب وبالخصوص الشباب المغرر بهم الساعي للموت والتفجير ودعاهم الى التعقل وتحكيم العقل والضمير فمثل هولاء لن ينقذهم من ضلالهم إلا فكر معتدل يدحض أفكار وعقائد التيمية ويرشدهم لطريق الصواب ويمنعهم من الانزلاق نحو التطرف والارهاب . ولا شك ان هذا الاسلوب أثبت قدرته الكبيرة على تغيير قناعات الكثير نتيجة لأطلاعهم على تلك المحاضرات عبر مواقع النت والتواصل الأخرى حيث كشف المرجع العراقي الصرخي في المحاضرة الثامنة من بحث ( وقفات مع ... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) وهي ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي ان منهج التيمية مبني على التكفير واباحة الدم والعرض والمال لكل انسان لا يقل بما يقولون من سفاهات وخزعبلات !! وان التيمية لا يناقشون من يقل بما يقولون كل ما يأتي به فهو صحيح وتام وكأنّه أتى من النبي وهو عبارة عن وحي يوحى ما دام يصب في التوحيد التيمي الأسطوري حسب تفسيرهم وتأويلهم !! . حيث تطرق لقول ابن تيمية حول الخلة والكلام والرؤية : قال الشيخ تيمية: قال القاضي وروى أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان فيما خرجه من أحاديث الصفات بإسناده عن ابن عباس قال كانت الخُلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم أجمعين ... وعلق المرجع الصرخي على ذلك (( لاحظ: التيمية يقولون إنّ الخُلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد. فإذا لم تُصدّق الخلة والصداقة والألفة والعلاقة الحميمة بين الله وبين إبراهيم كالصداقة بين الناس وبين الأصدقاء فأنت كافر، فأنت جهمي ومباح الدم والعرض والمال!!! وإذا تنكر الكلام العادي بين الناس الذي له مقدمات وأسباب وأعضاء وأجزاء حتى يصدر الكلام ويوجد في المقابل الجهاز والعضو الذي يستقبل الكلام ويفسر الكلام ويحلل ويفهم الكلام، إذا لم تقل بهذا الكلام الطبيعي بين الناس فأنت جهمي كافر، وكذلك في الرؤية فإذا لم تقل بالرؤية الحقيقية، رؤية العين للشاب الأمرد الجعد ولغيرها من سفاهات فأنت جهمي كافر مرتد وثني ملحد يجب أن تُقتل )) . أخيراً لابد التأكيد على قضية مهمة وهي ان هذه التنظيمات اليوم تُركز في تحشيد وأستقطاب الشباب لدولتها المارقه على أدوات تكنولوجية متقدمة قادره على التواصل مع العالم كله لذلك التحدي أكبر بكثير مما نتصوره وسيناريوا سوريا والعراق لا يُستبعد تكراره في دول أخُرى في المنطقة ، لذلك يجب على جميع المجتمعات واخص منهم المسلمين أن لا يترددوا في محاربة داعش المتطرفة التي شوهت منهج الرسول الكريم وخط الخلافة الراشده فهي تستخدم اسم الاسلام للقتل وسفك الدماء وتكفير متّبعي الأديان وأستعباد الأقليات وغيرها ، لقد حان الوقت لأستئصال هذا الفكر من الكرة الأرضية بأستخدام كل الطرق الممكنه والمتاحه كوسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي ، او الالتحاق بالمعارك على الأرض مع الابطال من القوات الأمنية ، أو العمل على نشر الثقافة المعتدلة داخل العائلة والمجتمع ، هذا الفكر يجب ان ينتهي وبخلاف ذلك لا يمكن لأحد أن يعيش بسلام حتى لو أنتهت داعش فسيظهر تنظيم غيره مادام المنبع الفكري الإرهابي التيمي موجود . المحاضرة الثامنة "وَقَفات مع.... تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري"