إن الدين الذي ندين به إنما أنزله الله لنا عن طريق نبيه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي الأمي صلى الله عليه وآله وسلم، وبلغنا عنه عن طريق الصفوة المختارة من جيل البشر، التي تعرف بالصحابة، تلك الجماعة المؤمنة التي اختارها الله لصحبة نبيه، ولتلقى الدين عنه مباشرة، وكُلِّفت تبليغَه إلينا. وكانت هذه الجماعة أبر الناس قلوبًا وأعمقهم علمًا وأقلهم تكلفًاً، وبلغت من صدق إيمانها، وحسن إخلاصها، وجميل صنيعها في الدين الذي آمنت به، وحسن بلائها في سبيل إعلاء كلمة الله، أن رضي عنها رب العرش، وأعلن رضاه عنها في كتابه الخالد، وبلغت من حبها لنبيها، وصفاء قلوبها وطهارة نفسها، ونزاهة قصدها، وعفة عزيمتها بحيث استحقت أن يقيم نبيُّها حولها سياجًا منيعًا من أمره الكريم، حين قال: "لاتسبوا أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه". ولكن ماذا نقول بعد أن ابتليت الأمة بفكر سقيم مبني على الأهواء والاستحسانات والغايات النفسية أمثال ابن تيمية الذي يصف الصحابي الجليل سعد بن عبادة حيث يقول شيخ الإسلام ابن تيمية !! قال القرطبي {وأجمعت الصحابة على تقديم الصدّيق} . أقول هنا خطوات: 1... 2... 3...44ـ إضافة لذلك فإنّ المتيقن أنّه لا يَثبُتُ اجماعُ الصحابة ممن كان حاضرًا السقيفة؟! فعلى الأقل تخلف سيد الخزرج وسيد الأنصار الصحابي البدري الرضواني سعد بن عبادة (رضي الله عنه) عن البيعة: أ ـ ابن تيمية: منهاج السنة8 :{{ بيعة الصدّيق... وقد عُلِم بالتواتر أنّه لم يتخلف عن بيعته إلّا سعد بن عُبادة وأما علي(عليه السلام) وبنو هاشم فكلهم بايَعَه باتّفاق الناس، لم يمت أحد منهم إلّا وهو مبايع له، لكن قيل علي(عليه السلام) تأخرت بيعته ستة أشهر وقيل بل بايعه ثاني يوم، وبكل حال فقد بايعوه من غير إكراه،ثم جميع الناس بايعوا عمر إلا سعدا(بن عُبادة)، وأما بيعةُ عثمان فاتّفق الناس كلُّهم عليها وكان سعد(بن عُبادة) قد ماتَ في خلافة عُمَر فَلَم يدرِكْها، وتخلُّفُ سعد قد عُرِفَ سبَبُه فإنّه كان يطلبُ أن يصيرَ أميرًا، ويجعلَ من المهاجرين أميرًا ومن الأنصار أميرًا، وما طَلَبَه سعد لم يكن سائغًا بنص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإجماع المسلمين..}}انتهى كلام ابن تيمية وهنا يأتي التعليق للمحقق الصرخي الحسني حيث قال ( لاحظ ابن تيمية شيخ المارقة، شيخ الخوارج، شيخ الإرهاب والتكفير والدولة والدواعش ماذا يقول بحق سعد البدري الرضواني سيد الخزرج وسيد الأنصار؟ يقول (وتخلُّفُ سعد قد عُرِفَ سبَبُه، فإنّه كان يطلبُ أن يصيرَ أميرًا !! ) . .مقتبس من المحاضرة 16 من بحث (الدولة..المارقة...في عصرالظهور...منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم) بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي للسيد الصرخي الحسني 14 ربيع الثاني 1438هـ - 13 - 1 - 2017 مـ رابط المحاضرة الخامسة عشرة من بحث (الدولة.. المارقة ... في عصر الظهور ...منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم)رابط المحاضرة الخامسة عشر من بحث (الدولة المارقة .. في عصر الظهور ...منذ عهد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم)