المرجع الصرخي : أيها الخوارج التيميّة يؤكِّد الشيخ الرئيس ابن سينا أنّ قانون العلم الطبيعي مختلف عن قانون العلم الإلهي!!!
الخميس , 26 يناير , 2017
المرجع الصرخي : أيها الخوارج التيميّة يؤكِّد الشيخ الرئيس ابن سينا أنّ قانون العلم الطبيعي مختلف عن قانون العلم الإلهي!!! احمد ياسين الهلالي تتنوع علوم الحياة وتختلف من علم إلى آخر فلكل علم من العلوم أدواته وقواعده وقوانينه وطرق دراسته وكيفية تطبيقه , فلا يمكن لنا مثلاً تطبيق قواعد وقوانين علم النحو وقواعد اللغة ويستدل بها على العلوم الفيزيائية أو الكيميائية أو الفلكية أو غيرها من العلوم المختلفة ,فهذا غير ممكن وغيرمنطقي فمن يريد الحصول على النتائج الصحيحة والمعقولة فعليه أن يدرس تلك العلوم بقواعدها وقوانينها الجديدة لا بقوانين وقواعد العلوم الأخرى ,هذا بالنسبة إلى العلوم الطبيعية التي تستطيع ادراكها القعول وتقتنع بنتائجها فكيف في العلوم الأخرى التي تحتاج إلى مقدمات نفسية وروحية وقلبية ويكون فيها استحالة إدراك الحس والخيال , كما في العلوم والمعارف الإلهية ,لذا فإن الخوض في ذات الله تعالى وكيفية تعريفها والإيمان بها هي من خصوصيات المعصوم (عليه السلام) ولايتيسر لأحد غيرالمعصوم الخوض بها ,لا كما بقول بها التيمية والدهرية والمشبهة ,وقد روي عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في توحيده لله تعالى (لَمْ تَرَهُ العُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الاَبْصَارِ وَلَكِنْ رَأَتْهُ القُلُوبُ بِحَقَائِقِ الإيمَانِ... قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ فَلاَ يُقَالُ: شَيءٌ قَبْلَهُ، وَبَعْدَ كُلِّ شَيءٍ فَلاَ يُقَالُ: شَيءٌ بَعْدَهُ... هُـوَ فِي الاَشْـيَاءِ كُلِّهَا غَيْرُ مُتَمَازِجٍ بِهَا وَلاَ بَائِنٌ عَنْهَا... سَمِيعٌ لاَ بِآلَةٍ، بَصِيرٌ لاَ بِأَدَاةٍ، لاَ تَحْوِيهِ الاَمَاكِنُ، وَلاَ تَصْحَبُهُ الاَوْقَاتُ، وَلاَ تَحُدُّهُ الصِّفَاتُ، وَلاَتَأْخُذُهُ السِّنَاتُ، سَبَقَ الاَوْقَاتَ كَوْنُهُ، وَالعَدَمَ وُجُودُهُ، وَالإبْتِدَاءَ أَزَلُهُ... كَانَ رَبَّاً إذْ لاَ مَرْبُوبٌ، وَإلَهَاً إذْ لاَ مَأْلُوهٌ، وَعَالِمَاً إذْ لاَ مَعْلُومٌ، وَسَمِيعَاً إذْ لاَ مَسْمُوعٌ..) لذا فقد كان رد واثبات استحالة الحس والخيال والوهم للصفات الإلهية من قبل المرجع الصرخي الحسني على الكرامية والحنابلة والدهرية والمشبهة في محاضرته الحادية عشرة من بحث ( وقفات مع ....توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) حيث قال في الوجة العاشر: إن معرفة أفعال الله تعالى وصفاته، أقرب إلى العقول، من معرفة ذات الله تعالى، (وقد أثبتنا مع الكرامية والحنابلة والدهرية والمشبهة استحالة ادراك الحس والخيال والوهم للصفات الإلهيةـ وإذا استحال ادراك الصفات فبالأولى استحالة ادراك الذات) ثم المشبِّهة وافقونا على أنّ معرفة أفعال الله تعالى وصفاته على خلاف حكم الحس والخيال..... فهذه الدلائل العشرة: دالة على: {(كونه سبحانه وتعالى مُنزَّهًا عن الحيّز والجهة)، (ليس أمرًا يدفعه صريح العقل)}، (( أي أنّ قولنا: بان الله سبحانه وتعالى منزه عن الحيز والجهة لا يدفعه صريح العقل كما تقولون؛ لأنّ قولكم هذا أيضًا يستلزم قول: لا يدركه الحس والخيال والوهم، أذن لا يوجد فرق وما أتيتم به فهو باطل. وبالرغم أنكم تدّعون أنكم العلماء وأنكم شيوخ الإسلام والموحدون والمكفّرون للناس والمبيحون للأعراض والأموال والأرواح ولكنّكم وقعتم بنفس الإشكال ) وذلك هو تمام المطلوب، وبالله التوفيق. ونختم هذا الباب: بما روي عن أرسطاطاليس [أرسطو] أنّه كتب في أوّل كتابه في الإلهيات: {من أراد أن يشرَعَ في المعارف الإلهية، فليستحدث لنفسه فطرة أخرى} قال الشيخ[ابن سينا الشيخ الرئيس] رضي الله عنه: {{وهذا الكلام موافق للوحي والنبوّة، فإنّه ذكر مراتب تكوّن الجسد في قوله تعالى{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ}، فلمّا آل الأمر إلى تعلّق الروح بالبدن قال: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ}، وذلك كالتنبيه على أنّ كيفيّة تعلّق الروح بالبدن، ليس مثل انقلاب النطفة من حال إلى حال، بل هذا نوع آخر مخالف لتلك الأنواع المتقدّمة، فلهذا السبب قال: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ}، وكذلك الإنسان: (أ)إذا تأمّل في أحوال الأجرام السفليّة والعلويّة وتأمّل في ًصفاتها، فذلك له قانون. (( التفت جيدًا: هنا في الأجرام العلوية والسفلية يتحدّث عن الأجسام، عن المخلوقات، عن الموجودات، عن العالم، إذن يقول التأمّل في الأجرام السفلية والعلوية هذه القوانين والنظريات والمقدّمات والنتائج والعلوم المتحصّلة من المحسوسات ومن الخيال ومن الوهم، هذا التأمّل له قانون)) (ب)فإذا أراد أن ينتقل منها إلى معرفة الربوبية . وجب أن يستحدث لنفسه فطرة أخرى، وعقلاً(نهجًا) آخر، بخلاف العقل الذي اهتدى به إلى معرفة الجسمانيات}} ( بمعنى أنّه إذا تأمل في أحوال الجسمانيات وفي صفاتها فإنّ ذلك له قانون، فاذا أراد أن ينتقل من الجسمانيات إلى معرفة الربوية فهذه تحتاج إلى قانون آخر، إلى فطرة أخرى، إلى عقل آخر يختلف عن ذاك العقل والتفكير السابق، فهو يحتاج إلى استعداد وإلى تهيؤ وإلى مقدّمات)) [[أقول: وقال سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }المؤمنون، وقال تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}السجدة]] (( التفت جيدًا: هناك قال: "ثم أنشأناه خلقًا آخر" وهنا قال: "ثم سواه"، إذن تسوية تختلف عن الخلق السابق، تختلف عن تلك المراحل، إذن سواه ونفخ فيه من روحه؛ أي أنشأه خلقًا آخر، إذن انتقل من العالم السفلي إلى العالم العلوي، إلى عالم الربوبية، إلى عالم المعنى) )) [ثم قال الرازي]:وهذا آخر الكلام في هذه المقدّمة. وبالله التوفيق .
ان السيد الحسني رسم الطريق الصحيح والمنهج الواضح في التصدي لللامر بالمعروف والنهي عن المنكر كجده الحسين عليه السلام في الوقوف بوجه الطواغيت الظلمة الفاسدين