المسلمون في مقام التنزيه والتقديس للذات الألهية والتيمية في مقام التجسيم والتشبيه
بقلم ضياء الحداد
في كل الديانات السماوية يكون هناك أختلاف في وجهات النظر وأختلاف في فروع الدين تؤدي الى ظهور المذاهب والتي تتفق في أصول الدين لكن تختلف في فروعه ، والدين الإسلامي ينقسم بالأساس الى مذهب سني وشيعي وتتفرع عن كل طائفة عدة مجاميع أصغر .
وهناك خلافات متوقعة في بعض المسائل لكن أصول الدين ومايخص الذات الألهية فيكاد ان يكون هناك شبه أجماع على ذلك فمثلا الشيعة بكل طوائفهم والسنة والأشاعرة والمعتزلة الكل تعتقد بتنزيه الله وتقديسه على خلاف التيمية الذين يعتقدون بالتجسيم والتشبيه للذات الألهية وهم يعتقدون بل يعبدون الوثن الشاب الأمرد الذي تم رؤية في المنام.
وهنا نذكر بعض الموارد التي تطرق لها ابن تيمية مدافعا عن فكرة تجسيم الذات الألهية :
قال ابن تيمية في كتابه الذي سماه بـ التأسيس في رد أساس التقديس (1/100 )ما نصه: "ولم يذم أحد من السلف أحداً بأنه مجسم، ولا ذم المجسمة"
وقال أيضا في نفس الكتاب(1/101 ) ما نصه: "وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من السلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وأن صفاته ليست أجسامًا ولا أعراضًا؟! فنفي المعاني الثابة بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل، جهل وضلال" اهـ
وقال أيضا في نفس الكتاب (1/109 )ما نصه: "وإذا كان كذلك فاسم المشبهة ليس له ذكر بذم في الكتاب والسنة ولا كلام أحد من الصحابة والتابعين"
وقال في نفس الكتاب (1/111 )مُثبتًا الجهة لله تعالى مع التصريح والعياذ بالله ما نصه: "والباري سبحانه وتعالى فوق العالم فوقية حقيقية وليست فوقية الرتبة" .
قال الإمام الشافعي رضي الله عنه فيما نقل ابن المعلم القرشي عنه في كتاب نجم المهتدي ص 555عن كفاية النبيه في شرح التنبيه ما نصه : وكذا من يعتقد أن الله جالس على العرش كافر...
وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه أيضا: "المجُسّم كافر" ذكره الحافظ السيوطي في "الأشباه والنظائر" ص 488.
وقال الإمام أحمد رضي الله عنه : "مَن قَالَ اللهُ جِسمٌ كالأجسَام كفَر"
وقال الإمام أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه في كتاب النوادر: "من اعتقد أن الله جسم فهو غير عارفٍ بربه وإنّه كافر به"
وقَد نَقَل الحافظُ تقِيّ الدّين السّبكي أنّ ائمة المذهب السني الأربعَة قَالُوا بتَكفِيرِ مَن نَسَبَ الجهَةَ إلى اللهِ.
وقد أعطى المرجع الديني السيد الصرخي الحسني دام ظله خلال المحاضرة الـ 12 من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري " والتي القاها مساء يوم الجمعة/ 28 ربيع الثاني 1438هـ - 27/ 1/ 2017م ، اكثر من رد وحجة وبيان لكشف ضحالة التيمية وشيخهم المجسم المشبه لله تعالى والذي جعل لله صور مختلفة منها التي يصف الله فيها على انه شاب امرد ويأتي للناس في المنام ويمكن رؤيته رؤية عين في اليقظة !!! ، لينكشف بذلك مستوى مخالفتهم تنزيه وتقديس الذات الألهية وهو المعنى الذي اكد عليه المرجع في الرد والاحتجاج على التيمية على انهم هم اهل التجسيم والتشبيه وعموم المسلمين من
( اشاعرة ومعتزلة وشيعة ) هم اهل التقديس والتنزيه ، كما يظهر ذلك في بيان تلبيس الجهمية لأبن تيمية والذي يغالط فيه نفسه ويبتعد عن اصل البحوث والاراء التي هو بصدد تأليف كتابه لأجلها...
وأكد سماحته قائلا :
(( احفظوا هذا الرد دائمًا على التيميّة وإفحامهم، وللاطمئنان إلى ما تعتقدون به، أيّها الأشاعرة والمعتزلة والشيعة، افهموا واحفظوا هذا المعنى، أنتم في مقام التنزيه والتقديس وهم في مقام التجسيم والتشبيه وعبادة الوثن الشاب الأمرد))
وأوضح المرجع لجوء التيمية الى حشو الكلام في الاكثار من الصحفات في مؤلفاته :
((كلمّا أكثروا الصفحات كلمّا وقف ابن تيميّة بين يدي الله على هذا اللغو وحشو الكلام، توجد صفحات يوجد فيها سطر ونصف – وحتى لا يزعل التيميّة فيها سطران- ويعتبرونها صفحة عندهم!! فليكثروا الصفحات حتّى يكون حسابه أشد عن الله تعالى، وهناك سيعرف من هو عليّ عليه السلام ومن هم أهل البيت عليهم السلام، ومن هم صحابة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن هم أهل التقديس والتنزيه)) .