يحتار ذهن الإنسان وهو يشاهد هذا الإصرار العجيب من قبل البعض على محاولة إثبات رؤية الله سبحانه وتعالى بالعين المجرّدة في عملية تجسيم صريحة وواضحة للخالق عز وجل. وهذا ما تميّز به بن تيمية رغم محاولة البعض من أتباعه نفي ذلك بوسائل شتى لكنها لا تسمن ولا تغني من جوع كأنها طعام من ضريع. فالأدلة واضحة وضوح الشمس على تجسيم بن تيمية، وهذا ما بيّنه المرجع المحقق السيد الصرخي في المحاضرة الثالثة عشرة من بحث (وقفات مع .. توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) بقوله:
(( وقَفَات مع.. تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطُوري..أسطورة (11): الله شَابٌّ أَمْرَد جَعْدٌ قَطَطٌ..صحَّحه تيمية!!!..أسطورة (2): تجسيم وتقليد وجهل وتشويش..أسطورة (29): ابن تيميّة يَستدِلّ بـ {أبلَغ ما يقال لإثبات رؤية العين}!!..أسطورة (30): ابن تيمية يؤكِّد ويؤكّد..وأتباعه يُنكرون!!!: أوّلًا..ثانيًا: ابن تيمية أصَّلَ لرؤية العين وأصرَّ عليها وأكّدها في {أبلغ ما يقال..}، وبخمسةِ وجوه كما في الأسطورة السابقة!!! لكنّه لم يكتفِ بما قال، بل زاد وتعمّق في التأصيل والتثبيت والتأكيد على رؤية العين، فاستمر في بيانه تحت عنوان {أبلغ ما يقال..}، وفرّع على كلامه ومؤكِّدًا له، بادِّعاء أنّ ابنَ خُزيمة اعتمد في استدلاله على رؤية العين على الروايات التي أشار إليها ابن تيمية في دليله {أبْلَغ ما يُقال..}، فجاء بكلام ابن خُزيمة للتأكيد على دليلِه ولإضافة وجوه جديدة وأدلة جديدة للبرهان على رؤية العين، وإليكم بعض ما ذكره في بيان تلبيس الجهمية: 7: 291: {{أبلغ ما يقال لمن يثبت رؤية العين...وعلى الروايات الثلاث اعتمد ابن خُزَيْمةَ في تثبيت الرؤية حيث قال (ابن خُزَيْمةَ):
1ـ بَابُ: ذِكْرِ الْأَخْبَارِ الْمَأْثُورَةِ فِي إِثْبَاتِ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ خَالِقَهُ الْعَزِيزَ الْعَلِيمَ الْمُحْتَجِبَ عَنْ أَبْصَارِ بَرِيَّتِهِ، قَبْلَ الْيَوْمِ الَّذِي تُجْزَى فِيهِ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَت[ْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ]، ( التفت: ابن خُزَيْمةَ من أكبر أئمّة التوحيد الأسطوري - ويقال أنّه تاب عمّا حكى من أساطير والله العالم - وابن تيميّة قد أتى بكلام وبشواهد من إمام توحيدي أسطوري من أئمّته للتأكيد على ما قاله من وجوه وأدله في أبلغ ما يقال، إذن هذا العنوان الأوّل وابن خُزَيْمةَ أعطى فيه عنوان لرؤية العين، حيث قال: بَابُ: ذِكْرِ الْأَخْبَارِ الْمَأْثُورَةِ فِي إِثْبَاتِ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ خَالِقَهُ الْعَزِيزَ الْعَلِيمَ الْمُحْتَجِبَ عَنْ أَبْصَارِ بَرِيَّتِهِ، قَبْلَ الْيَوْمِ الَّذِي تُجْزَى فِيهِ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَت. أي يقصد، إنّ هذا الاحتجاب عن الخلق ليس على نحو الدوام وإنّما هذا قبل يوم الحساب، أمّا في يوم الحساب فالعباد سيرون الله بالعين ولا توجد أيّ مشكلة!!! فكما يراه النبي يراه الناس)).
وعلى أتباع بن تيمية من العلماء بدلاً من الدفاع عنه بالطرق الملتوية التي يتبعونها، عليهم أن يعيدوا النظر بأفكاره وأن يصحّحوا عقائدهم وعقائد أتباعهم قبل يوم الحساب
الكاتبة منتهى الليثي