يُعرف التأويل بأنه إعطاء معنًى لحديث أو قول أو نصّ لا يبدو فيه المعنى واضحًا لأوّلِ وَهْلة وصرف معناه الظاهر الى معنى آخر ضمن قواعد لفظية منطقية , حيث تمثل هذه القواعد والضوابط المنطقية والعرفية العقلائية للألفاظ القاعدة والأساس الذي من خلاله تفهم وتحمل على معانيها المقصودة فهي ضوابط أولية قبلية مرتكزة في ذهن السامع قبل أن يستعملها المتكلم وحسب أقسام معاني هذه الألفاظ الى الحقيقية والمجازية والمنقولة والمشتركة والإرتجالية والمختصة لذا يكون الحوار والتفهيم والإفهام قائم على هذا الأساس والاصل , وقد جاء تنزيل آيات القرآن الكريم وصدور أحاديث السنة النبوية وفق هذه الضوابط لتحقيق الغاية والهدف من الأرشاد والتبليغ والنصح والهداية , ولهذه المعاني اللفظية الأهمية الكبرى في الإصول العقدية الإلهية وتنزيه الخالق جل وعلا وتقديسه من كل ظاهر في المعنى على غير وجهه الذي يتعارض مع التوحيد والعدل والذات المقدسة , وليس لعاقل ومسلم بحقيقة الإسلام يعتقد انه يجوز الظلم لله تعالى ويسقط عدالته بمجرد مروره على قوله تعالى (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) فيفهم منها المعنى الظاهر المنسبق للذهن عمى العين الجارحة !! وعلى هذا الأساس يُحشر أعمى في الآخرة ويُعذب ويعاقب بينما هذا الإنسان الأعمى لا دخل ولا سلطة ولاحول في خلقتهِ ! بالإضافة الى مخالفة الصريح من الأيات الاخرى التي تعتبر ميزان الثواب والعقاب هو العمل وليس على أساس أصل الخلقة! فيلجأ اهل العقل والمنطق على تأويل معنى الأعمى الى أعمى البصيرة والقلب وليس أعمى العين الجارحة لتنزيه الخالق وتقديسه من الظلم ! وبالنسبة للأحاديث الواردة والتي فيها شبهة التجسيم بغض النظر عن صحتها وثوبتها أو عدمه , إذا دار الحوار والإستدلال على معانيها على أساس التقديس وتوجيه المعنى الظاهر وحمله الى عدة احتمالات حسب القرائن اللفظية والمقامية وهذا وفق قاعدتي التنزيه والتقديس وتعدد معاني الألفاظ ! فلا تبقى حجة لمن خالف هذه القواعد والمنطق بالجمود على معنى ظاهر واحد يترتب عنه التجسيم والتشبيه والظلم وتجاوز خطوط التقديس والتنزيه الإلهي ! ولكن التيمية الدواعش مرقوا عن هذه القواعد العلمية والمنطقية والعرفية وأنكروا التأويل كما مرقوا عن الدين ونهج النبي الأمين (صلى الله عليه واله ) وأنكروا وصاياها , فتمسكوا بالمعنى الظاهري عناداً ولجاجة وجهلاً ولم يردعهم ويثنيهم حتى لو لزم ذلك إنتقاصهم للذات الإلهية وتجسيمهم وتشبيههم لله تعالى بخلقه ! فكان النقاش والحوار والنزال مع هؤلاء هو من أجل التقديس والتنزيه في مثل هذه الموارد من خلال اللجوء للتأويل كما أكد المحقق المرجع السيد الصرحي الحسني في محاضرته الــــ 12 في بحثه الموسوم (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) في 27-1-2017 ( وروى ابن خُزَيمة عن أبي هريرة (رض) عن النبي(عليه وعلى آله الصلاة والسلام) أنّه قال: {لا يقولن أحدكم لعبده: قبح الله وجهَكَ، ووجْهَ من أشبَهَ وجهَكَ (فإنّ الله خلقَ آدمَ على صورته)....والرازي عادة ما ينقل عنه أو ينظر له في مقام البحث، وهو معاصر له).
والجواب، اِعلَمْ: أنّ الهاء في قوله (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) {على صورته}، يُحتمل أن يكون عائداً إلى شيء غير صورة آدم عليه السلام وغير الله تعالى، ويُحتمل أن يكون عائداً إلى آدم، ويحتمل أن يكون عائداً إلى الله تعالى، فهذه طرق ثلاثة:...
(لاحظ لا يوجد إلزام، بل هو احتمال في مقام البحث، وتوجد معانٍ كثيرة للتأويل، وكل شخص يعتقد بالمعنى الذي يراه مناسبًا وهو الأقرب، وكلٌّ حسب ما يملك من قرائن وإشارات تدل على المعنى المراد، والمحك بيننا أنّنا لا نصل إلى هتك التقديس والتنزيه، المحك أن تنتقل من عنوان التجسيم والتشبيه إلى عنوان التقديس والتشبيه، الجهمية هم المنزهون والمقدسون للذات الإلهية والصفات الإلهية، والتيمية هم أهل التشبيه والتجسيم والهتك للتقديس والتنزيه الإلهيّ، إذن الرازي وكل أهل التقديس والتزيه يريدون منك أن تكون منزهًا لله ومقدسًا له تعالى، لذات الله وصفات الله، ما هو عملك؟ إذا أتاك المتشابه في الآيات أو الروايات عليك أن لا تقبله على حقيقته الظاهرية وبما هو ظاهر منه، وإنما يجب أن تقبل بالتأويل، فما هو التأويل؟ توجد عدة معانٍ تشترك مع هذا المعنى من وجه، فكل منا يؤول حسب الحجة والقرائن التي عنده لكي يحافظ على التنزيه والتقديس، وهذه التأويلات تبقى محتملات وغير ملزمة، لهذا يقول الرازي: يحتمل)
https://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=473765 المرجع الصرخي : ياتيمية في حال عدم التقديس والتنزيه يجب التأويل لدفع تجسيمكم للذات الألهية !!
سعد السلمان