تعتبر العين من أهم الأعضاء الرئيسية في الجسم؛ فهي المسؤولة عن عملية الإبصار والرؤية، فلولا نعمة البصر ووجود العين لما استطاع الإنسان أن يشاهد ما يدور حوله من جمال المناظر والإستمتاع بها، كما أنه لما إستطاع أن يحذر من بعض المخاطر التي قد تؤذيه، فما هي العين وكيف تقوم بعمليّة الرؤية، وكيفية حدوث الرؤية في العين؟، تحدث آلية الرؤية في العين عندما يسقط الضوء على الجسم فإنه ينعكس على العين, حيث تقوم القرنية في العين بتجميع هذه الأشعة الساقطة، ومن ثم تتجمّع هذه الأشعة من القرنية إلى شبكية العين، وتحتوي شبكية العين على الكثير من الخلايا العصبية الحساسة على شكل عصيّ ومخاريط، وتقوم هذه الأشعة الساقطة بتحفيز تكوين شحنات كهربائية تمر بإستخدام العصب البصري إلى الجزء المتخصص بالإبصار في الدماغ، ويقوم الدماغ بتفسير هذه الرسائل العصبية وترجمتها إلى صور وأشكال.
هذه هي الآلية التي تحدث فيها عملية الإبصار والرؤية للأشياء, وبعد سوق هذه المقدمة التي لا يختلف عليها إثنان من أصحاب العقل واللب من غير الدواعش التيمية وشيخهم الذين عندهم حدوث الرؤية والبصر للأشياء يكون نتيجة وجود النور في العين وليس بسبب نور الأشياء أو سقوط الضوء عليها!!, وهذا الكلام ليس افتراءا على ابن تيمية وأتباعه بل هو من صلب عقيدتهم, حيث يقول بن تيمية في بيان تلبيس الجهمية7: 294- 308 ((..فأبلغ ما يقال لمِن يثبت رؤية العين.. وعلى هذا فيكون خبر عِكرِمة عن ابن عباس ونحوه رؤية عين كما يذهب إلى ذلك طوائف مِن أهل الحديث: أ ـ ومع هذا فقد روي بهذا الإسناد بعينه عن عِكْرِمَةَ ما يبيِّن أنّ رؤية الآخرة على وجه آخر، وقال في هذه الرواية: {ذاك نوره الذي هو نوره إذا تجلّى بنوره لم يدركه شيء}. ب ـ وروى ... عن عِكرِمة في قوله"عزّ وجلّ" {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} القيامة22-23، قال مسرورة فرحة إلى ربّها ناظرة، قال عكرمة: انظر ماذا أعطى الله عبده مِن النور في عينيه أن لو جعل الله جميعَ مَن خَلَقَ اللهُ مِن الإنس والجِنِّ والدوابِّ والطيرِ وكلِّ شيء من خَلْقِ الله، فجَعلَ نورَ أعينِهم في عينِ عبدٍ من عبادِه، ثم كشف عن الشمس سترًا واحدًا ودونها سبعون سترًا ما قَدَرَ أن ينظرَ إلى الشمس، والشمسُ جزءٌ من سبعين جزءًا مِن نور الكرسي، والكرسي جزء مِن سبعين جزءًا مِن نور العرش، والعرش جزءٌ مِن سبعين جزءًا مِن نور الستر، فانظر ماذا أعطى الله "تعالى" عبده مِن النور في عينيه وقت النظر إلى وجه ربّه الكريم عيانًا..)).
وهنا نلاحظ كيف يقول بن تيمية ويستدل برواية عكرمة على إن الرؤية تحدث بجود النور في العين وليس بسبب سقوط الضوء على الأشياء فيدخل هذا النور إلى العين وأجزائها فتحدث الرؤية, وهنا نذكر تعليق المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني على كلام بن تيمية المذكور أعلاه في المحاضرة الرابعة عشرة من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الإسطوري) حيث قال:
{{... أقول: قف يا تيمية!!! وقفوا يا أتباع التيمية!!! وبدون أيّ تأويل، وإلّا ستكونون مؤوِّلة جهميّة ضالين مرتدّين مشركين!!! فبدون تأويل، وبكلّ صراحة نقول لشيخ تيمية: لقد أطحتَ حظ البصريات وعلماء البصريات والفيزياء وعلماء الفيزياء!!! (يعني بالعراقي: طيّحتْ حظهم وحظ الخلّفوهم)!!! فحتى طلبة الابتدائية يعرفون أنّ رؤية الأشياء تحصل عندما يكون الجسم المرئي منيرًا، فتصدر أشعة الضوء مِن الجسم المنير وتسقط على العين، فتحلّلها العين، فتحصل الرؤية بإذن الله تعالى، وليس كما تتصوّر يا تيمية، فبنيتَ كلامك على أساسه واهمًا أنّ الرؤيا تحصل بسبب صدور أشعة ضوء مِن العين، فتسقط على الجسم، فتحصل الرؤية!!! فماذا عندكم مِن جواب ومغالطات وحشو كلام في المقام؟!! لا شيء!!! إلّا بأن تدخلوا في الإسلام مِن جديد، وتَنْضَمّوا إلى أهل التنزيه الموحِّدين مِن المعتزلة والأشاعرة والشيعة وغيرهم، وستكونون مؤوّلة جهميّة أصليين خط ونخلة وفسفورة!! ...}}.
والغرض من هذا الإستدلال على إبن تيمية هو من اجل كشف مستوى ضحالة وسفاهة فكر بن تيمية وكيف إنه لا يفقه ولا يعرف أبده البديهيات وأن مستواه العلمي لا يرقى إلى مستوى طلبة الإبتدائية الذين يعرفون كيفية حدوث رؤية الأشياء.
المحاضرة الرابعة عشرة "وَقَفات مع.... تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري" ....
https://www.facebook.com/alsrkhy.alhasany/videos/1383105048427642/ بقلم: احمد الملا