ونحن نتصفح التاريخ بكل صفحاته نجد المضيئة منها والتي استنار منها العظماء فضلًا عن العوام ومنها ما نجده ضحلًا مدلسًا لكل حقائق التاريخ ، فالخط الأموي خط ظلامي مشوه للحقائق الرسالية التي من اجلها بُعث الرسول الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهذا الخط امتاز بالأعمال العدائية التي ظهرت للعيان كدخول أبي سفيان الإسلام مكرهًا وعلى أثره أينعت شجرة الطلقاء بكل فروعها الخبيثة التي تمادت على المسلمين باسم الخلافة للرسول وباسم الدين الإسلامي ، اما ما نجده من آثار مباركة للخط الصحابي الشريف فهو شذرات مضيئة في التاريخ الإسلامي المشرّف فشتّان بين خط معاوية وخط الصحابة الأجلاء فما قالته أم المؤمنين عائشة ( رض) بحق فاطمة ( عليها السلام) وميراثها ما هو إلا دليل على براءة الخط الصحابي مما يدعيه الخط الأموي الخبيث الذي جعل من الجهال الناصبين العداء لخط أهل البيت قاعدة لتأسيس مشروعهم الدنيوي المقيت الذي يجعل من الصحابة رمزًا لكسب تأييد المجتمع الإسلامي آنذاك وجعله مقويًا لكفّتهم الأموية الفارغة التي كشفت زيفها رواية أم المؤمنين عائشة ،حيث انها ذكرت في روايتها ان السيدة فاطمة عليها السلام أرسلت الى أبي بكر تطلب منه ميراثها فأبى ذلك ، وهذا الموقف روته ام المؤمنين بكل صراحة وحياد ، وهذا ما بينه سماحة المرجع السيد الصرخي في محاضرته ( 17 ) من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ) ، ففي صحيحي البخاري ومسلم وردت هذه الرواية (البخاري:المغازي// مسلم: الجهاد والسير: {{ ..عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ (رضي الله عنها): أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ بِنْتَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وآله وسلم أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ..فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ عليها السلام مِنْهَ شَيْئاً فَوَجَدَتْ(غَضِبَت) فَاطِمَةُ عليها السلام عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ فَهَجَرَتْهُ ( ... }} . وعلق سماحة السيد الصرخي على هذه الرواية قائلًا :" لست أنا ولا الشيعة من تقول، بل عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها هي من تقول، لاحظ هذا خط الصحابة المرتبط بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام، وبكل تأكيد فإنّ الصحابة غير معصومين فتوجد شبهة وإشكالات وأخطاء واجتهادات، لكنها ليست كالخط الأموي، فالخط الأموي ينفي كل شيء ويقلب الموازين والحقائق، أما خط الصحابة فهو خط إسلامي يقول بالذي عنده والذي له والذي عليه، مع ملاحظة أنّ هذا مما وصلنا بعد تجاوز مراحل الغربال الأموي والسلطة والحكام الأمويين، فجزى الله الصحابة والخلفاء وأم المؤمنين خير الجزاء، فلولاهم لانقلبت الحقائق رأسًا على عقب" .
وهذا فيض من غيض من مواقف الخط الصحابي الجليل الذي كشفه الفيلسوف الكبير السيد الصرخي في محاضراته التاريخية .
وإليكم – إخوتي القراء – رابط المحاضرة كاملة للمزيد من الاطلاع :

بقلم // شروق مصطفى

بقلم: #_