لا يخفى على الجميع أن الإسلام الآن بات يعاني من إتساع الفكر التكفيري الإرهابي السافك للدماء وأخذ هذا الفكر المنسوب إلى الإسلام ظلماً - بسبب من إنتحل صفة الدين والرهبنة ومشيخة الإسلام كإبن تيمية – أخذ يشوه صورة الإسلام من الخارج حتى بات يعرف بدين التشدد والتطرف هذا من جهة ومن جهة أخرى مزق هذا الفكر الإسلام من الداخل, فزرع الفرقة والطائفية المقيتة بين أبناء المذاهب, فباتت كل فرقة إسلامية تُكفر أختها لأنها تختلف معها في الإعتقادات الفرعية, وهذه السمة أصبحت طاغية جداً عند أتباع الفكر التيمي الداعشي الإرهابي, فهم لم يكتفوا فقط بالتكفير بل تعدوه إلى سفك الدماء وإنتهاك الأعراض!! وهذا ما أثر في الكثير من أتباع الفرق الإسلامية حتى صاروا لا يميزون بين الفكر التيمي وبين الفكر الإسلامي الحقيقي.
وهذا الأمر دعا بالمرجع الديني الصرخي الحسني أن يتصدى لهذا الفكر المنحرف الدخيل على الإسلام ليضع خطاً فاصلاً بينه وبين الخط الإسلامي العام وكذلك ليطهر الدين الإسلامي من هذا الفكر الأسطوري الذي لم يجلب سوى التشويه والفرقة والدم للإسلام والمسلمين, وقد بين المرجع الديني السيد الصرخي الحسني هذا الأمر من خلال رسالة إسلامية صادقة وجهها لكل المسلمين في العالم مساء هذا اليوم الجمعة العاشر من شباط 2017 م خلال المحاضرة السادسة عشرة من بحث (وقفات مع.... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) داعياً فيها أبناء الإسلام بكل مذاهبه للوحدة و الحوار والمجادلة بالحسنى والتعايش السلمي وإن كان هناك خلافاً عقائدياً وعدم الإنجرار خلف الفكر الإرهابي التكفيري التيمي الداعشي السافك للدماء ... وهذا نص ما قاله المرجع الصرخي...
(( يوجد خطوط دينية عامة إسلامية عند الصوفية, عند الشيعة, عند المعتزلة, ويوجد إختلافات وفروق في الفروع الفقهية والفروع العقائدية وأيضاً في الأصول لكن هذا هو واقع الحال وهو الموجود منذ الصدر الأول للإسلام وإلى يومنا هذا والناس تتعايش التعايش السلمي, فعندما نحاكي التأريخ ونتحدث مع التأريخ لا ننساق وننقاد للنفس المريضة ونبحث عن هفوات وأخطاء وكلمات ومواقف هنا وهناك تستغل للجانب الطائفي أو للطعن أو للحقن أو للإفتراء أو للدس, نحن نقول يوجد خلاف يوجد إختلاف لكن المهم كان يوجد التعايش السلمي بين الصحابة هذا يكفي, أنت لا تنتظر أن أنتقل وأترك مذهبي وأنا لا أنتظر منك أن تترك مذهبك, طبعاً أنا أعتقد بالحق وأتمنى أن يصيب هذا الحق ويدخل هذا الحق في قلوب الجميع, وأنت بالمقابل تعتقد بهذا بما عندك من دليل, فأنا أتمنى أن يدخل الناس وكل الناس في مذهبي لأني أعتقد بأنه حق وأنت أيضاً تتمنى هذا ليست بمشكلة هذه, فلك الأجر بالتمني وأنا لي الأجر أيضاً في هذا, لا يوجد مشكله هنا, لا تنتظر مني أن اترك مذهبي وائتي إلى مذهبك وأدخل في مذهبك, وتتعامل وتؤسس وتقف المواقف وتؤسس المواقف على هذا الأساس لا يصح هذا, نحن الآن نحتاج إلى الحوار نحتاج إلى التمدن الأخلاقي الإسلامي, الحوار الإسلامي, المجادلة بالحسنى, الآن أيضاً للجهال للأغبياء, لغير الجهال لغير الأغبياء للعلماء, ماذا فعل أهل الإشراك ؟ ماذا فعل أهل الكفر ؟ ماذا فعل المشركون بالنبي وأصحاب النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " في صدر الإسلام في مكة ؟ ماذا فعلوا بهم ؟ كل منكم يستحضر ماذا حصل ؟ إلتفت جيداً الآن ضع في بالك هذه الصورة, هذه يجب أن تصل للجميع ...
الآن إبحث في كل العالم في كل البلدان في كل المدن في كل البيوتات – التفت جيداً – في كل البيوتات, في كل أماكن البغاء – أجلكم الله – إبحثوا فيها, مهما تجد من فساد وإنحراف فإنه لا يرتقي إلى عشر معشار ما كان في العصر الجاهلي في مكة – إلتفت جيداً فأنا أريد أن أصل إلى هذا – يعني أقصد إبحث حتى في بلدان الغرب, في أفسد البلدان لا يوجد فساد مثلما كان الفساد في مكة؛ فقط سؤال بسيط واضح: هل فجر النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وأصحاب النبي أنفسهم بين مشركي مكة ؟ هل فخخوا البيت الحرام ؟ هل فخخوا البيوتات ؟ هل فجروا الأسواق ؟ هل حرقوا الأجساد ؟ فقط سؤال بريء ...
فنحن الآن نريد أن نحتج على الفكر التكفيري, لسنا في مقام تشريع شيء وإنما نحتج على الفكر التكفيري, فأنا كما لا أقبل من المقابل أن ينتظر مني أن اترك مذهبي وأدخل في مذهبه, أنا أعتقد وأتيقن مما أنا فيه وليس عندي أي شك فلا تنتظر مني أنا الذي سفهت أفكار إبن تيمية يقيناً وجزماً بهذا الأسلوب تنتظر مني أن أترك مذهبي وألتحق بمذهب التكفير !! ألتحق بإبن تيمية !! وجهل إبن تيمية !! وسفاهة إبن تيمية !! فأنا أريد بالجميع من السنة ومن الشيعة من أعزائنا ومن أبنائنا أن يتيقنوا بجهل الفكر التكفيري, جهل الدواعش وإمام الدواعش,أريد أن نصل لهذا اليقين, كما أنا أتيقن بهذا أرغب وأحب وأتمنى وأسعى أن يصل الجميع إلى هذا اليقين, ليبقى على التسنن, وهذا ليبقى على التشيع, لكن لا يلتحق بالتكفير وبالأفكار الداعشية التكفيرية ... )).
وهذه دعوة واضحة وصريحة من قبل المرجع الصرخي لكل مسلم في العالم من أجل إعطاء صورة مشرقة ناصعة البياض عن الإسلام وعن المسلمين جميعاً وخلق جو من التسامح والتراحم والتوادد حتى مع وجود الإختلاف العقائدي فيجب أن يكون التعايش السلمي هو السائد بين المسلمين كما هو الحال في زمن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والصحابة, وطرد كل فكر منحرف ضال ومضل دخيل على الإسلام كفكر إبن تيمية الخرافي الأسطوري والبراءة منه والتصدي له لأنه كالغدة السرطانية التي تنهش في جسد الإسلام ويجب إستئصالها من جذورها الفكرية الخبيثة, وهذا هو الحوار المتمدن الأخلاقي الإسلامي الذي نحتاجه اليوم نحن كمسلمين.
بقلم :: احمد الملا