حاول ويحاول العديد من التيمية أن ينكروا أصل التكفير الدموي في عقيدتهم التيمية, فهم يقولون إن إبن تيمية وشيوخه وأئمته ومن تأثر به لا يُكفرون الناس ولا باقي الفرق الإسلامية, وعندما تضع أمام هؤلاء المدافعين عن شيخهم ومنهجه التكفيري الدموي قولاً أو فتوى له تقول بتكفير المعتزلة أو الأشاعرة أو الشيعة أو الصوفية فيقولون لك هذه الفتوى تخص أهل زمانه فكيف تعممها على هذا الزمان ؟.
إذن هنا نسأل هؤلاء سؤال وهو ؛ ماهي عقيدتكم في شكل الأرض ودورانها ؟ الجواب واضح من كتب أئمتهم وشيوخهم في السابق والحاضر والمستقبل وهو إن الأرض مسطحة ثابتة والشمس تدور حولها, وهنا نسألهم سؤال آخر ماهو حكم من يقول بثبوت الشمس وكروية الأرض ودورانها حول الشمس ؟ سيكون الجواب واضح طبعاً وهو التكفير والقتل وإستباحة الدم والمال والعرض, ومن يقول إن هذا الأمر فقط على أهل زمان صاحب الفتوى نقول له كيف يكون ذلك فعندكم كل من يقول بكروية الأرض ودورانها هو مفترِ على الله ورسوله وكتابه والأمر ليس محصوراً عندكم في زمن معين بل هو مستمر إلى يومنا هذا...
إذ تعتقدون كل وتمام الإعتقاد بأن الأرض مسطحة وثابتة ومن يخالفكم بهذا الإعتقاد فهو كافر مباح الدم والمال, وهذا الإعتقاد ليس حديثاً بل هو منذ مئات السنين عندكم, وما يؤكد ذلك هو نونية القحطاني الأندلسي والتي يقول فيها ...
كَذَبَ الْمُهَنْدِسُ وَالْمُنَجِّمُ مِثْلُهُ * فَهُمَا لِعِلْمِ اللهِ مُدَّعِيَانِ
الأَرْضُ عِنْدَ كِلَيْهِمَا كُرَوِيَّةٌ * وَهُمَا بِهَذَا الْقَوْلِ مُقْتَرِنَانِ
وَالأَرْضُ عِنْدَ أُولِي النُّهَى لَسَطِيحَةٌ * بِدَلِيلِ صِدْقٍ وَاضِحِ الْقُرْآنِ
وَاللهُ صَيَّرَهَا فِرَاشًا لِلْوَرَى * وَبَنَى السَّمَاءَ بِأَحْسَنِ الْبُنْيَانِ
وَاللهُ أَخْبَرَ أَنَّهَا مَسْطُوحَةٌ * وَأَبَانَ ذَلِكَ أَيَّمَا تِبْيَانِ
ومن يخالف هذا الإعتقاد فيجري عليه حكم القتل والتكفير كما أفتى بذلك إبن باز وإستند في فتواه على رأي من سبقه من علماء وشيوخ التيمية, حيث يقول إبن باز في كتابه (الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب وعلى جريان الشمس وسكون الأرض) في الصفحة 23 (( كل من قال هذا القول – أي أن الشمس ثابتة والأرض تدور – فقد قال كفراً وضلالاً لأنه تكذيب لله وتكذيب للقرآن وتكذيب للرسول .... وكل من كذب الله سبحانه أو كذب وكتابه الكريم أو كذب رسوله الأمين " صلى الله عليه وآله وسلم " فهو كافر ضال مضل يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً مرتداً ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين كما نص على مثل هذا أهل العلم والإيمان في باب حكم المرتد))!!!...
فهل يوجد تكفير أوضح وأصدق من هذا التكفير لكل الناس بمافيهم المسلمين, فكل المسلمون –بإستثناء التيمية – يقولون بكروية الأرض ودورانها وهم حسب مبنى الدواعش التيمية كافرون ومالهم ودمهم مباح وهذا حكمكم عليهم سابقاً وفي الحاضر والمستقبل, يقول المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في المحاضرة السابعة عشرة من بحث ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) وفي تعليق له على نونية القحطاني...
{{.... السلفيون المعاصرون وبالتأكيد دواعش الفكر المارقة منهم بكل تأكيد بل على رأسهم, إهتموا جداً بنونية القحطاني فلذلك يقاتلون عن عقيدة, يذبحون الناس عن عقيدة, عندهم عقيدة فاسدة ويعتقدون بأن المقابل كافر على أساس هذه القاعدة, على أساس هذه العقيدة الفاسدة, يعتقدون بأنهم أهل التوحيد وباقي الناس هم أهل الشرك والسحر فيقتلون الناس على هذا الأساس, فنحن عندما ندعوا إلى الجانب الفكري حتى نقلل من عدد الذين يُخدعون ويُغرر بهم, حتى يقل عدد الملتحقين بتيار الكفر والإرهاب ... فصارت النونية تلقى قبولاً وإستحساناً من المعاصرين خاصة أتباع محمد بن عبد الوهاب, القحطاني في قصيدته نص على عدم كروية الأرض وأكد على إنها مسطحة بدليل قرآني وضاح صادق, بل إنه إعتبر ذوي النهى العقلاء يقولون بأنها مسطحة, ماهو دليلهم ؟ يقول بدليل القرآن !! ....(...)... المسألة خلافية قديمة لا إشكال من وجود مثل رأي القحطاني وباقي أئمة التجسيم التيمي بعدم كروية الأرض خاصة مع ملاحظة في رفض وتكفير التأويل والمئولة لكن العجب وكل العجب من أتباعهم في هذا الزمان عصر العلم والتكنولوجيا حيث يرفضون ويكفرون العلم وما جاء به فيصرون على رأي القحطاني ويرفضون الواقع العقلي والحسيّ لأنهم جمدوا وحجروا عقولهم فصاروا يرددون كالببغاوات ما قاله أئمتهم في سالف الزمان وهنا أيضاً نحترم إختيارهم وحتى إلغاؤهم لعقولهم تقديساً لأئمتهم فأننا نحترمهم عليه لأنه إختيارهم وبمحض إرادتهم, لكن ما لا يقبل أبداً أن يأتي مثل هؤلاء الجهال بعقول متحجرة فيكفرون الآخرين ويبيحون دماء كل من يخالفهم في سفاهاتهم وسفاسفهم....}}.
وهذا الأمر يكشف لنا لماذا الدواعش التيمية يقتلون أي إنسان يخالفهم في العقيدة والفكر حتى وإن كان على مذهب أهل السنة والجماعة, فهم عندهم كل البشر كافرون ماداموا لا يعتقدون بما يعتقدون به ومستخدمين السفاهات والخزعبلات وكل ماهو غير عقلي في تكفيرهم للناس.
بقلم نوار الربيعي