إبتلي الإسلام وأهله بصاحب الفكر التكفيري الداعشي ابن تيمية, حيث يتهم من يقول بتنزيه الله سبحانه وتعالى بالكفر والزندقة والإفتراء على الله ورسوله وهو في الوقت ذاته يفتري على الله ورسوله الكذب ويقول ويصر على التجسيم, حيث نراه يتهم " البشير المريسي" بأنه أجهل جاهل ويقول بأبطل باطل لأنه قال في تأويل له لحديث رؤية الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " بأن ما شاهده الرسول لم يكن الله بل صورة الله, فيرد عليه إبن تيمية مستنداً لقول شيخه وإمامه المجسم " الدارمي " ويذكر ذلك في كتابه " بيان تلبيس الجهمية " الجزء السابع في الصفحة 246 , حيث يقول (( فَيُقَالُ لِهَذَا الْمُعَارِضِ – أي المريسي - كَمْ تَدْحَضُ فِي بولِك، وَتَرْتَطِمُ فِيمَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، أَرَأَيْتَكَ إِذَا ادَّعَيْتَ أَنَّ هَذِهِ كَانَتْ صُورَةً مِنْ خَلْقِ اللَّهِ سِوَى اللَّهِ أَتَتْهُ، فقال {هَلْ تَدْرِي يَا مُحَمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى}؟ أَفَتَتَأَوَّلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ" أَنَّهُ أَجَابَ صُورَةَ غَيْرِ اللَّهِ: فقال لها يا ربّ لا أدري (لَا يَا رَبِّ لَا أَدْرِي) فَدَعَاهَا رَبًّا دُونَ اللَّهِ؟!! أَمْ أَتَتْهُ صُورَةٌ مَخْلُوقَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ" {أَتَانِي رَبِّي}؟ إِنَّ هَذَا لَكُفْرٌ عَظِيمٌ ادَّعَيْتَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ"، أرأيتَ صُورَةً تَضَعُ أَنَامِلَهَا، وَكَفَّهَا فِي كَتِفِ النَّبِيِّ "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ" فَيَتَجَلَّى لَهُ بِذَلِكَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ غَيْرُ اللَّهِ؟ ففي دعواك إدعيت على رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " إنه أقر بالربوبية لصورة مخلوقة غير الله )).
وهو وفي نفس المصدر في الصفحة 290 ((فيقتضي أنّها رؤية عين كما في الحديث الصحيح المرفوع عن قَتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم": {رَأَيْتُ رَبِّي فِي صُورَةِ شَابٍّ أَمْرَدَ، لَهُ وَفْرَةٌ جَعْدٌ قَطَطٌ، فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ} )) ويقول في الكتاب ذاته في الجزء الأول صفحة 325 ((ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس)), حيث يُقر ويعتقد ويؤمن بأن الله سبحانه وتعالى جاء للرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " على شكل صورة, وفي الوقت ذاته يقول بإمكانية رؤية الرب لأي إنسان بحسب إعتقاد هذا الإنسان في ربه, أي يمكن أن يرى الإنسان على شكل شاب أو على شكل أحدى الحيوانات أو على شكل حجر أو على شكل قمر أو أي صورة يعتقد بها الإنسان!! فهل ياترى يتجلى الله سبحانه وتعالى أو يتخذ هيئة وشكل وصورة مخلوق من مخلوقاته ؟ تعالى الله عما يصف إبن تيمية وشيوخه وأئمته وأتباعه المجسمة الجاهلون, هم لا يريدون أن ينزه الله سبحانه وتعالى ولا يقبلون بتأويل رية الصورة على نحو ينزه الله من التشبه بمخلوقاته بل يصرون على إنه يتحول إلى صور عديدة – بحسب حال الرائي وإعتقاده بربه – حتى لو كان يعتقد بأن الله بقرة أو قرد أو جرذ !! ويأتي إبن تيمية ويتهم المريسي بالكفر والتأويل الباطل والإفتراء على الله ورسوله ؟.
وهنا لا يسعني سوى ذكر تعليق المرجع الديني السيد الصرخي الحسني على رأي إبن تيمية في هذا الخصوص والذي ذكره في المحاضرة السادسة عشرة من بحث ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ), حيث قال ..
{{... أولًا: اضطراب نفسي وفكري واضح عند دواعش الفكر والأخلاق المارقة وشيوخهم، فلا تعرف ماذا يريد وإلى أين يريد أن يصل أحدهم؟!! وهل يمكن أن تجتمع متناقضاته في مصبّ واحد موافق للعلم والشرع، أو تبقى دوّامة المغالطات والحشو ولغو الكلام المستلزمة للتكفير وسفك الدماء وانتهاك الأعراض وسلب ونهب الممتلكات؟!! فمرة تجد توجّهَه وسلوكَه نحو رفض الروايات والأقوال والآراء والمحتملات، وأخرى نحو تأييدها وقبولها والدفاع عنها، وثالثة نجده يقبل بعضًا ويرفض الآخر، وأخرى يرفض ما قبِله سابقًا وقبول ما رفضه، وهكذا، فلا تعرف هل التيمية يقولون برؤية اليقظة أو لا؟!! وهل رؤية اليقظة - إن ثبتت عندهم- تشمل العين والفؤاد؟!! وهل ثبتت عندهم الرؤيا في المعراج أو لا؟!! وهل ثبتت عندهم رؤيا في اليقظة في الدنيا في غير الإسراء والمعراج؟!! ومع ثبوت الرؤية في اليقظة، فهل هي خاصة بالأنبياء أو بخاتم الأنبياء فقط (عليه وعليهم وعلى آله الصلاة والسلام) أو تشمل باقي الناس؟!! وهل يأتي يوم نجد التيمية قد تركوا المغالطات وانتهجوا نهجًا علميًا شرعيًا منصفًا في الحوارات؟!! ومع بقائهم على مغالطاتهم، ولا مشكلة في هذا ونحترم اختيارَهم، لكن هل نتصوَّر يومًا أنّهم سيتركون التكفير والإرهاب وسفك الدماء؟!! ولا حول ولا قوة إلاّ بالله!!!
ثانيًا: نلاحظ تأكيدًا وإصرارًا شديدًا جدا مِن تيمية ومِن شيخه الدارمي على أنّه رأى الله وأنّه كفّ الله وأناملُ الله، وأنّ القوانين الطبيعية الفيزيائية والانتقال الحراري جرتْ على الربّ!!! وإذا رفضت هذا، فأنت {تَدحَض في بولِك}، وأنّك قد ادعيتْ على رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" كفرًا عظيمًا، فأنت زنديق كافر تستحق القتل ورمي جثتك في المزابل!!!
1ـ {فَيُقَالُ لِهَذَا الْمُعَارِضِ: كَمْ تَدْحَضُ فِي بولِك... أَرَأَيْتَكَ إِذَا ادَّعَيْتَ أَنَّ هَذِهِ كَانَتْ صُورَةً مِنْ خَلْقِ اللَّهِ سِوَى اللَّهِ أَتَتْهُ}، لاحظ كيف أنّه لا يقبل أبدًا أن تقول غير الله أتاه!!!
2ـ {أَفَتَتَأَوَّلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ" أَنَّهُ أَجَابَ صُورَةَ غَيْرِ اللَّهِ: فقال لها يا ربّ لا أدري}، غير مقبول منك هذا أبدًا، فقد أتاه الله، ورأى الله، وتكلَّم مع الله!!!
3ـ (أَمْ أَتَتْهُ صُورَةٌ مَخْلُوقَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ" {أَتَانِي رَبِّي}؟!! إِنَّ هَذَا لَكُفْرٌ عَظِيمٌ ادَّعَيْتَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ")، إنْ أنكرتَ أنّ الله قد أتاه وكلّمه ووضعَ كفَّه على كَتِفه، فقد كفّرتَ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" كفرًا عظيمًا!!!
4ـ {أرأيتَ صُورَةً تَضَعُ أَنَامِلَهَا، وَكَفَّهَا فِي كَتِفِ النَّبِيِّ"صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ" فَيَتَجَلَّى لَهُ بِذَلِكَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ غَيْرُ اللَّهِ؟} لا يمكن ذلك لمخلوق أبدًا، فيثبت يقينًا أنّه قد أتاه الله، وتكلّم معه الله، وأنّه "عليه وعلى آله الصلاة والسلام" قد رآه، رآه، رآه، رآه، رآه... حتى انقطاع النفس!!!
5ـ وإذا ثبتتْ عندكم الرؤية، وبهذا اليقين والاطمئنان، فلماذا في مغالطاتكم ومجادلاتكم الباطلة تحاولون إنكار ما نسب للإمام أحمد أنّه قال رآه، رآه، رآه، رآه... حتى انقطاع النفس؟!!.}}.
وهنا نلاحظ مدى الإفك والإفتراء الذي يقوم به ابن تيمية على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله الكريم ويتهم المدافعين والمنزهين بالإفتراء والكفر ؟! فأبن تيمية الذي هو أجهل جاهل ويقول بأبطل باطل يتظاهر بتنزيه الرب وهو في حقيقته يقول بكل السفاهات والتجريح والقدح بالذات الإلهية.
بقلم :: احمد الملا