إن مسألة كروية الأرض من عدمها وثباتها ودورانها حول الشمس من عدمه, هي قضية ليست بحديثة بل هي مسألة خلافية قديمة تمتد إلى عشرات القرون التي سبقت الإسلام وكان أول من إعتقد بها هم اليونان, وهذا أمر طبيعي بحيث يوجد رأي ورأي آخر, لكن الأمر الخطير جداً هو إن يكون التكفير وإستباحة الدم والمال والعرض بسبب خلاف الرأي كما يفعل أتباع إبن تيمية وشيوخه وأئمته, وهنا وبما إن التيمية يقولون ويعتقدون بأن الأرض مسطحة وثابتة والشمس هي من تدور حولها ويكفرون كل من يقول خلاف ذلك, أود أن أسألهم بما يلي متمنياً الحصول على إجابة :
1-إذا كانت الأرض مسطحة وغير كروية فلماذا نرى الشمس والقمر بشكل كروي ؟ لماذا يختلف تصميم الأرض عن تصميم الشمس والقمر على الرغم من كونها ضمن نظام كوني واحد فماذا هي شذت عن غيرها ؟.
2-إذا كانت الأرض مسطحة وغير كروية وهذا يعني إن رؤية القمر بمنازله المتعددة وبأشكاله المختلفة ( محاق, هلال, بدر ) ستكون على مستوى واحد في كل الدول والمناطق لأنها في خط واحد غير كروي ومحدب, إذن كيف تختلف رؤية القمر من دولة لأخرى ومن مكان لآخر وحتى في الفترات الزمنية حيث يوجد فوارق زمنية في رؤية الهلال من دولة لأخرى ؟.
3-في ظاهرة الخسوف القمر, وهي ظاهرة الجميع يشاهدها حيث يُحجب ضوء الشمس عن القمر عند مروره في منطقة ظل الأرض, لماذا يكون شكل ظل الأرض على شكل كروي وليس على شكل آخر كالمربع أو المثلث أو المعين أو أي شكل هندسي آخر مسطح ؟.
4-إذا كانت الأرض مسطحة فما هو الشكل الهندسي لها ؟ هل هو مربع أو معين أو مثلث أو دائري أو أسطواني أو أي شكل آخر غير الكروي ؟.
5-إذا كان شكل الأرض مسطح وغير كروي فلماذا تقولون إن الشمس والقمر يدوران حول الأرض ؟ ألا تعني كلمة دوران حول الأرض بأن الأرض كروية ؟ وإلا كيف يدور شيء حول شيء غير دائري, فمثلا لماذا لا تقولون يتسطح القمر والشمس حول الأرض أو يتربعان حولها أو يتثلثان؟ لماذا تقولون الأرض ثابتة والشمس والقمر يدوران حولها ؟.
6-بما إن الأرض في عقيدة التيمية مسطحة وهذا يعني إنها على مستوى واحد وافق واحد وهذا ما يجعل شروق الشمس وغروبها يحدث في كل أرجاء العالم في الوقت ذاته, وهنا نريد أن نسأل أصحاب هذا الإعتقاد كيف يحدث تفاوت الأوقات بين دول العالم وفي أرجاء الأرض, حيث يكون هناك غروب وفي الوقت ذاته يوجد شروق في مكان آخر وكذلك يوجد وقت ظهيرة وعصر وفجر ومنتصف ليل ؟ كيف يحدث هذا التفاوت في أرض مسطوحة غير كروية ؟ هل يمكن تفسير هذا الأمر ؟.
7-ما تفسيركم لمسألة أختلاف التوقيت " الزمن " بين دولة وأخرى بل بين منطقتين في نفس الدولة.
3-ما هو تفسيركم لظاهرة إستمرار الليل في بعض البلدان كالسويد والنرويج والقطب الشمالي في بعض فصول السنة وفي بعض الفصول الأخرى يطول النهار ؟.
8-إذا كانت الأرض مسطحة وغير كروية, هذا يعني إن لها حدود " جروف " تدل على نهايتها, فهل يمكن لهم أن يعطون أين تقع هذه الحدود ؟.
وهنا نريد أن نشير إلى إن هذه الأسئلة لا دخل لها بالعلوم العصرية والتطور وإنما طرحت على أساس فكر وعقيدة التيمية ولهذا ابتعدنا عن طرح الإعتراضات كتحدب الأفق وغيرها من أمور تدل على كروية الأرض, لكن ومن باب " من فمك أدينك " طرحنا تلك الأسئلة لعل هناك من يعود لرشده ويبتعد عن الفكر التكفيري الدموي السافك للدماء والمنتهك للأعراض, ونقول بما يقول به المرجع الديني السيد الصرخي الحسني ....
{{... المسألة خلافية قديمة لا إشكال من وجود مثل رأي القحطاني وباقي أئمة التجسيم التيمي بعدم كروية الأرض خاصة مع ملاحظة في رفض وتكفير التأويل والمئولة لكن العجب وكل العجب من أتباعهم في هذا الزمان عصر العلم والتكنولوجيا حيث يرفضون ويكفرون العلم وما جاء به فيصرون على رأي القحطاني ويرفضون الواقع العقلي والحسيّ لأنهم جمدوا وحجروا عقولهم فصاروا يرددون كالببغاوات ما قاله أئمتهم في سالف الزمان وهنا أيضاً نحترم إختيارهم وحتى إلغاؤهم لعقولهم تقديساً لأئمتهم فأننا نحترمهم عليه لأنه إختيارهم وبمحض إرادتهم, لكن ما لا يقبل أبداً أن يأتي مثل هؤلاء الجهال بعقول متحجرة فيكفرون الآخرين ويبيحون دماء كل من يخالفهم في سفاهاتهم وسفاسفهم...}}.
حيث إن التيمية يكفرون كل من يقول بكروية الأرض ودورانها حول الشمس ويبيحون دمه وماله ويجعلونه فيء لبيت مال المسلمين كون حكمه كحكم المرتد الكافر المدعي على الله ورسوله, كما أفتى بذلك إبن باز في كتابه (الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب وعلى جريان الشمس وسكون الأرض) في الصفحة 23 (( كل من قال هذا القول – أي أن الشمس ثابتة والأرض تدور – فقد قال كفراً وضلالاً لأنه تكذيب لله وتكذيب للقرآن وتكذيب للرسول .... وكل من كذب الله سبحانه أو كذب وكتابه الكريم أو كذب رسوله الأمين " صلى الله عليه وآله وسلم " فهو كافر ضال مضل يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً مرتداً ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين كما نص على مثل هذا أهل العلم والإيمان في باب حكم المرتد ..)), وهذا طبعاً وكما يبدو من ظاهر فتوى إبن باز إنه ليس رأيه فقط بل هو رأي وفتوى كل من سار على خط التيمية لأنه يقول " كما نص على مثل هذا أهل العلم والإيمان في باب حكم المرتد " وهذا حتى لا يقول أحدهم إن ليس كل شيوخ التيمية لا يقولون بثبات وسطحية الأرض.
بقلم :: احمد الملا