أصبح العراق اليوم هو رأس الرمح لدول العالم لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي لم يترك بقعة من العالم إلا ووضع فيها بصمة إرهابية حيث القتل والتفجير والتهجير والترويع لكل البشر بما فيهم وعلى رأسهم المسلمين قبل غيرهم, فقدم العراق الغالي والنفيس في هذه الحرب الضروس وكان ولا يزال هو في المقدمة بل هو الذي يخوض تلك الحرب بالوكالة عن العالم أجمع وهذا بإعتراف كل قادة العالم, لكن الأمر الذي لم يكن قد إلتفت إليه قادة العالم والناس أو يكونا قد إلتفتوا إليه لكن يصرفون النظر عنه – لسبب أو لآخر – هو إن العراق لم يخض حرباً عسكرية فقط مع هذا التنظيم الإرهابي, بل هو يخوض حرباً فكرية أيضاً تعمل على طمر المنبع الفكري الإرهابي لهذا التنظيم.
حيث تصدى المرجع الديني السيد الصرخي الحسني لهذا الفكر التكفيري الإرهابي الدموي وأخذ على عاتقه أن يقمع هذا الفكر المنحرف بعد أن أتخذ جميع المتصدين للقيادة والزعامة الدينية من كل الفرق والطوائف والمذاهب الإسلامية جانب الصمت والسكوت عن هذا الفكر التيمي الإرهابي وكأن على رأسهم الطير !! ولا نعلم ما هو سبب سكوتهم وصمتهم وتغاضيهم عن هذا الفكر الجارف الذي حرق الأخضر واليابس في بلاد الإسلام قبل غيرها, بل كان ولا زال موجهاً لقتل وتكفير كل الفرق الإسلامية الأشعرية والمعتزلة والشيعة والسنة والصوفية, ومع ذلك لم يقم أي متصدي من القيادات الدينية من مرجعيات أو غيرها لهذه الفرق بأن يتصدى لهذا الفكر التيمي وكأنه لا يخصهم ولا يمسهم ولا يكفرهم !!.
فما كان للمرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني أن يشن حملته الفكرية العملاقة لمحو الأمية الداعشية ويقتلع هذه الأمية التكفيرية من جذورها, حيث إنه أثبت إن الفكر التيمي الداعشي لا يرقى أن يكون فكراً بل هو عبارة عن جهل في جهل, خرافة في خرافة, أساطير في أساطير, قائمة على أساس المغالطات والتقفيز والنطنطة والحشو الكلامي من أجل تكفير الناس وإستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم ومقدساتهم, حيث تصدى لفكر إبن تيمية لأنه فكر خرافي جاهلي تقمص عنوان التوحيد والدين لكنه في حقيقته خطراً يهدد الإسلام والمسلمين ويهدد البشرية بصورة عامة, وكان هذا التصدي الفكري هو من خلال سلسلة محاضرات ( بحوث الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " ) و ( بحوث وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري )..
ولم يكن هذا التصدي من أجل الظهور الشخصي والدعاية الشخصية بل هو نابع من الحرص على الدين والمذهب وعلى الإسلام وقيادات الإسلام وأئمة الإسلام الحقيقيين, كما بين ذلك في المحاضرة السادسة عشرة من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) حيث قال المرجع الصرخي...
{{... لا نريد من المستمع, من المتلقي أن يبني مجداً لشخص, أن يرتبط بشخص, أن يمجد الشخص, المذهب, الإسلام, الأخلاق, الإنسانية تذبح من هؤلاء الدواعش ومن الفكر التيمي, أنتم تبحثون عن شخص, قال الصرخي وحكى الصرخي, نحن نعطي علم, نعطي الفكر, نعطي الحجة التامة حتى تصل إلى الناس, ماذا أفعل بكم وماذا تفعلون بي, أنا احرق نفسي بفضل الله تعالى وبنعم الله عليّ أن أعطي ما أستطيع أن أدحض به حجة الدواعش وأقلل الكثير من القتل والتغرير ... بحوث توحيدية, بحوث فلسفية, نحاول أن نوصلها بأبسط إسلوب وبأبسط عبارات وبأبسط كلمات وبأوضح كلمات وبأتم حجة ...}}.
فكما أوضح المرجع الصرخي في هذا الكلام فإن الدافع للتصدي للفكر التيمي هو لما يمثله من خطر وتهديد للدين والإسلام والقيم والأخلاق والإنسانية وكذلك إكتفاء الآخرين بالتفرج دون أن يتقدموا ولو بخطوة بسيطة لدحض هذا الفكر الإرهابي الخطير, فكانت هذه المحاضرات العلمية الفلسفية تمثل الحملة العراقية الكبرى لمحو الأمية التيمية الداعشية, حيث إن كل أفكار مباني ومعتقدات إبن تيمية هي عبارة عن فكر وثقافة تجهيلية تدعو لطمس ومحو الثقافة الإسلامية الحقيقية وهي دعوة للأمية الجاهلية بعد علم وإسلام, فكان وقفة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني هو الضربة الحقيقية الموجعة لهذا الفكر التيمي, ليكون العراق هو الدولة الوحيدة التي وقفت فعلاً وقولاً وصدقاً بوجه الفكر التيمي الداعشي فكرياً وعسكرياً حتى يمحى من الوجود.
بقلم :: احمد الملا