إنهيارُ عقيدةِ التيمية
لقد عرف التاريخ الاسلامي العديد من التيارات الفكرية والمذاهب العقدية المختلفة والمتباينة منذ عصر الخلافة الراشدة الى يومنا هذا، وغالبا ما يكون مردُّ تلك الخلافات إلى أسباب فكرية او إختلاف في وجهات النظر، غير أنها لم تكُ تتعدى الخلاف في القضايا العلمية كالخلاف في فروع الشريعة، وبعض مسائل العقيدة وكان الطابع الغالب في النزاع بين تلك المذاهب هو النقاش الفكري والإستدلال العلمي لإثبات أحقية ما يعتقدون به. ولم نجد بين كل تلك المذاهب والفرق مذهباُ مبتنىً على التعصب والتحجر وتكفير الآخرين وإباحة أعراضهم ودمائهم مثل سلفية تيمية الحرّاني واتباعه ،ففي عصر الخلافة كان أسلافهم المارقة الخوراج الذين مرقوا عن الدين وكفَّروا الجميع وقتلوا النفس البريئة وأثاروا الفتنة بين المسلمين الى ان تصدى لهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب "عليه السلام" بعد ان حاججهم وإستتابهم فلم يذعنوا ولم يتوبوا فأعمل فيهم السيف واستأصل شأفتهم وأمات فتنتهم.
وما زالت عصابة منهم تنتحل الكفر والزندقة والعقائد المنحرفة الفاسدة وتضمر الحقد والبغض لأهل بيت النبوة "عليهم السلام" الى ان خرج علينا في هذا الزمان خوارج العصر المارقة الدواعش التكفيرون التيميون يرفعون شعار الاسلام ويحملون أفسد واتفه عقيدة تكفرية منحرفة فهم لايعرفون غير التكفير والقتل وإباحة الدماء والأعراض وهدم مراقد الاولياء والصالحين. مستمدّين ذلك من أصل التكفير والإنحراف شيخهم ابن تيمية الحرّاني صاحب العقيدة التكفيرية المنحرفة.
فابن تيمية ذلك المنحرف الكبير الذي إنخدع فيه الكثير مفكّر ومنظّر المنهج التكفيري ومؤسسه حمل أتفه وأسخف عقيدة مبتنية على الخرافة والاساطير، ولا ادري كيف تقبل اتباعه شخصا يعتقد بأن ربّه "شاب أمرد جعد قطط" يمكن رؤيته في المنام!! فأيُّ سخافة وخرافة تلك يابن تيمية، وأي ضحالة فكرية وقعت فيها يا شيخ الاسلام؟!.
وطوال هذه الفترة كان شيوخ التيمية يحقنون أذهان البسطاء والسذج بالعقائد الفاسدة وبفتاوى التكفير الضالة حتى أوهموهم بصلاح النهج التيمي وأحقيته!! ولو أعمل هولاء السذج عقولهم للحظات لعرفوا ضحالة الفكر التيمي وإنحرافه عن مبادىء الاسلام وثوابته وتعاليم نبي الرحمة "صلى الله عليه وآله" فهو "الذي بعث رحمة للعالمين" ولم يكن نقمة عليهم يبيح دمائهم واعراضهم.
واليوم وبفضل تصدّي المحقق الكبير السيد الصرخي الحسني عبر سلسلة محاضرات "تحاليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي" وبالتحديد بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري) حيث أحدثت تلك البحوث والمحاضرات ثورة فكرية هائلة زلزلت عروش التيمية وأقضّت مضاجعهم حتى أننا شهدنا تحوّلا مفاجئا لدى كبار شيوخهم وإعتدالا في أسلوب الخطاب في محاولة منهم للتغطية على سوءة عقيدتهم ولا نستبعد ان يعمدوا الى الكذب والتدليس وحذف بعض ما جاء في كتبهم بعد كل ما جاء به المحقق الصرخي من حجج دامغة وأدلة واضحة تدل على زيف وإنحراف نهجهم التكفيري..
وقد أشار الى ذلك المرجع الصرخي حيث قال:
"أنتم الآن توقعوا عندما يصدر كلامنا، وأيضًا عندما يصدر من الآخرين ممن يتصدّى للتوحيد الأسطوري وللتكفير التيمي، توقعوا أنهم في الطبعات الجديدة تتغيّر الكثير من الأمور، يحصل الكثير من التدليس وهكذا هم دائمًا مع الزمن يدلّسون بهذا الطريق فيكتبون بصورة جديدة ويمحون ما سبق ويدلّسون في الجديد ومع وجود الجهال ومع مرور الزمن يسير هذا التدليس على الناس ويصعب التمييز، فليس عندهم مشكلة، فهذه قضية قد تربّوا عليها وصارت جزءا من شخصياتهم ودمائهم ومنهجهم وسلوكهم التيمي".
وإنَّا ان شاء الله وبفضل هذا الفكر النيّر المعطاء سنشهد عن قريب انهيارا تاما شاملا للنهج التكفيري التيمي بعد أن إفتضح أمرهم وبان ضلال وإنحراف عقيدتهم الفاسدة المبنية على الخرافة والاساطير..
حازم الكرخي

بقلم: #_