تعرف الجريمة بأنها أي أفعال خارجة عن القانون وتنافي القيم والعادات والإجتماعية والغرائز الطبيعية السوية عند الإنسان, وهي كل فعل شاذ داخل المجتمع تكون نتائجه سلبية تسبب ضرراً للأشخاص والمجتمعات وتخل بنظام الدولة أو القبيلة أو الطائفة أو الدين, وتعد جريمة القتل من أبشع أنواع الجرائم التي يمكن للإنسان أن يرتكبها حتى وصف الله سبحانه وتعالى قتل الإنسان لأخيه الإنسان بدون أي سبب بقتل الناس جميعاً {مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً } المائدة: 32 ؛ ومن هذه النص القرآني وغيره من النصوص ومن السنة النبوية الشريفة نجد إن الإسلام قد حارب الجريمة ورفضها جمة وتفصيلاً.
لكن هناك من ارتدى لباس الدين من المجرمين ومن القتلة والمتعطشين للدماء ممن حقد على الدين وعلى المجتمع الإسلامي على وجه الخصوص لأسباب تتعلق بنشأته وحياته التي عاشها وأعطى لنفسه عنوان المشرع أو المرجع أو شيخ الإسلام ليجعل من الجريمة فقهاً شرعياً لكي يمارس القتل والجريمة بيده أو بيد غيره ممن يتبعه ممن سلبت عقولهم, فأعطى للقتل وسفك الدماء أبواب شرعية حتى يصبح إرتكاب الجريمة أمر مباحا ويعطى صبغة شرعية بل تصبح واجباً شرعياً!!, نعم كانت الجريمة ترتكب في عصر صدر الإسلام لكنها كانت مرفوضة تحت أي عنوان ومسمى لكن بعدما جاء إبن تيمية وشيوخه وأئمته وإلى يومنا هذا أصبحت جريمة القتل وسفك الدماء وإستباحة الحرمات مشرعنة, حيث إن إبن تيمية قنن كل الجرائم وفق منظومة " فقهية " وهذا الأمر واضح جداً في كتب ومؤلفات أبن تيمية وأدبياته وأدبيات أتباعه.
إذ إن الخط التيمي أخذ يؤسس للجريمة بصورة فقهية منظمة وذلك من خلال وضع قوانين التكفير القاتل السافك للدماء, فصارت كل الفرق والطوائف الإسلامية تحت مطرقة التكفير وسندان القتل, فجعلوا الجريمة فقهاً من خلال ما يكتبون في كتبهم من سموم تكفيرية مستغلين العقول الخاوية للضحك عليها وترويج فكرهم المنحرف التكفيري الضال من خلال جعل كل فكرة وكلَّ رأي يصبّ في منهج التفريق والتكفير وإباحة الدماء, كما أكد ذلك الأمر المرجع الديني السيد الصرخي الحسني خلال المحاضرة الثامنة عشرة من بحث " وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري " حيث قال :
{{... الرازي يؤلِّف كتاب (أساس التقديس) ويهدي نسخة منه لملك ذلك الزمان، وابن تيمية تصدى للردّ وبالردّ على كتاب الرازي، لكن الغريب في الأمر أنّ ابنَ تيمية فرّع الكلام، وأخذه إلى موضوع بعيد عن موضوع الكتاب، فجسّد الحشْوَ والحشْويّة تجسيدًا واقعيًّا شاملًا، وسنقتصر في هذه الأسطورة في نقاش ما سجّله ابنُ تيمية على مقدمة أساس التقديس أو على رسالة الإهداء مِن الرازي إلى ملك ذلك الزمان، مع ملاحظة أنّ شيخ التيمية وأتباعه دائمًا يجعلون كلَّ مورد وكلَّ فكرة وكلَّ رأي يصبّ في منهج التفريق والتكفير وإباحة الدماء، فيجعلون بل ويترتب على منهجهم أن يكون موردُ الخلاف خطيرًا مُهلكًا مدمِّرًا إلى حد التكفير والإرهاب وسفك الدماء، ومِن هنا جاء ويجيء ويتأكّد كلامُنا ونقاشاتُنا مع الشيخ ابن تيمية وما ترتّب على كلامه ومنهجه مِن فتن ومضلاتها التي مزّقَت المسلمين وبلدانهم وَزُهِقَت مئاتُ آلاف الأرواح المسلمة بسببها على طول الزمان ...}}.
وهذا أمر واضح وجلي جداً عند التيمية بصورة عامة, حيث إنهم ومن أجل أن يُشمل الجميع تحت عنوان التكفير والقتل وضعوا أساطير خرافية منها مسطحية الأرض وثباتها ودوران الشمس حولها وكل من يقول خلاف ذلك فهو مرتد كافر مدعي مباح الدم والمال والعرض !! وعلى هذا الأساس تتم ممارسة الجريمة – جرمية القتل – تحت عنوان مشرعن إسلامي وأول من وضع أساستها كما بينا هو أبن تيمية وأئمته وشيوخه وأتباعه.
بقلم :: احمد الملا