عُروة بن حِزام يُبطل أكاذيب دواعش الفكر والسلوك!!
مها محمد البياتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من مظاهر الانحراف الفكري هي القدرة على التضليل والخداع والتشويش وإلباس الباطل لباس الحق فيدخل الإنسان في شبهة وذلك لتشبهها بالحق، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تضرب على وتر العاطفة الإنسانية وتستميل الأشخاص من خلال إثارة عواطفهم وانفعالاتهم تجاه شخصية أو عنوان معين فيتم هذا الأمر مع الأطفال وصغار السن لأجل زرع ما يريد من هدف للتضليل, فزعماء ورموز الحركات الفكرية المنحرفة هذه تضلل وتخدع صغار السن والجهلاء من العامة وتغرر بهم باستعمال اللغة الانفعالية في التأثير عليهم وتغييرهم ويحرصون على تربيتهم وتعليمهم من صغرهم وخلق الاقتناع في نفوسهم بأن ما يقوله هذا الشيخ أو هذا الزعيم هو من المسلّمات وغير قابل للنقاش.
وخلال الدراسات النفسية والتحقيقات لبعض المغرّر بهم واعترافاتهم الشخصية اتّضح أنهم تربّوا على أن يطيعوا هذا الزعيم الروحي كرمز ديني بدون التأكد من صحّة المعلومات، وتعلموا أن ما يقوله من الأفكار هي أوامر وأهداف لا نقاش فيها. وتعتبر الأفكار بداية للسلوك فالشخص الذي لديه اتجاهات إيجابية وصحيحة وتمت تربيته على الصحيح فإننا نعتقد أن هذا الشخص سوف يسلك الطريق الصحيح إذا ما توفرت لديه الظروف المناسبة لهذه المواقف. في المقابل فإن الشخص الذي يحمل أفكاراً سلبية عن الآخرين وتم التغرير به كي يسلك اتجاهات انفعالية نحوهم فإنه قد يسلك سلوكاً مؤذيًا نحوهم.
وهذا الأمر نلاحظه جلياً في الفكر التيمي الداعشي, فإن أتباع ابن تيمية قد تمّت تغذيتهم بهكذا طريقة حتى صار هذا الأمر ينطبق عليهم بشكل واضح, وخير شاهد على ذلك قولهم واعتقادهم بأمور غير عقلية وغير منطقية فأخذوا يعتقدون ويؤمنون بما يقوله شيوخهم بأن الأرض مسطّحة ثابتة والشمس هي التي تدور حولها, وإن الشرق هو الشمال وإن أرض نجد هي العراق وما إلى ذلك من أمور غير منطقية ولا يقبلها أي عقل بشري إلا عقولهم. هذا ما أكّده المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في المحاضرة {19} من بحث "وقفات مع.. توحيد التيمية الجسمي الأسطوري"

والتي أثبت فيها أنهم يقولون باختلاف الجهات بحسب الروايات التي ناقشها شيخهم الألباني في كتابه (السلسلة الصحيحة) والتي يقول فيها إن نجد هي العراق وإن الشرق هو الشمال!! كما أثبت المرجع الصرخي بطلان دعوتهم تلك من خلال استدلاله عليهم بأبيات من الشعر الجاهلي التي تثبت إن نجد غير العراق وإن العراق موجود منذ القدم ومنها أبيات شعرية لعُروة بن حِزام, حيث قال المرجع الصرخي:
(الكلام في جهات: الجهة الأولى: المَشرِق عند الرازي..الجهة الثانية: الشرق الشمال ونَجْد العراق.. عند الوهابيّة!!!..الجهة الثالثة: لم يكن عراق.. كانت تبوك ولم يكن شام!!!..الجهة الرابعة: نَجْد في الأدب والتاريخ والأثر: هل نجْد تسمية حديثة كما يدّعي أتباع ابن عبد الوهاب ولم يكن لها وجود في صدر الإسلام عصر صدور الروايات فضلًا عن العصر الجاهلي؟!! الواقع يخالف ادعاءهم، والشواهد كثيرة جدًا، ومنها في الأدب والتاريخ والأثر، ومنها: ...(...)...رابعًا: عُروة بن حِزام (وفاته30هـ): {{جعلتُ لعرّافِ اليمامةِ حكمهُ**وَعَرّافِ نَجدِ إنْ هما شَفيانِي}} مروج الذهب2: 154// رسائل الجاحظ:130// مقدمة ابن خلدون94..// الحيوان1: 63// الحيوان6: 204// المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام12: 349: د. جواد علي..سادسًا...).
وهنا نلاحظ أن هناك اضطرابًا نفسيًا وفكريًا واضحًا عند دواعش الفكر والأخلاق المارقة وشيوخهم فلا تعرف ماذا يريد وإلى أين يريد أن يصل أحدهم؟!! وهل يمكن أن تجتمع متناقضاته في مصب واحد موافق للعلم والشرع أو تبقى دوامة المغالطات والحشو ولغو الكلام المستلزمة للتكفير وسفك الدماء وانتهاك الأعراض وسلب ونهب الممتلكات؟!!.

بقلم: #_