الطائفية والعنصرية سلاح الإرهاب وفتنة الحاضر والمستقبل
الأحد , 26 فبراير , 2017
الطائفية والعنصرية سلاح الإرهاب وفتنة الحاضر والمستقبل
محمد الدراجي
لايخفى على الجميع أن الفتن والشبهات التي أثارها المنافقون أثرت بشكل واضح على سمعة الإسلام الأصيل وبالخصوص الفتن والانحرافات التي أباحة دماء جميع المسلمين وغيرهم ممن يخالف العقائد الفاسدة في التجسيم والأفكارالأسطورية المشوشة المضطربة، فمزقت تلك العقائد والأفكار بلاد المسلمين حيث كان هؤلاء المنافقون دائمًا يجعلون كلَّ مورد وكلَّ فكرة وكلَّ رأي يصبّ في منهج التفريق والتكفير وإباحة الدماء ، ويترتب على منهجهم أن يكون موردُ الخلاف خطيرًا مُهلكًا مدمِّرًا إلى حد التكفير والإرهاب وسفك الدماء.
ولاشك أن من أوضح وأجلى مصاديق الفكر المشوش القاتل والنهج العدواني المتطرف هو النهج الذي جاء به ابن تيمية فكل ما وصلنا من فتاوي في كتبه توضح حقيقة فكره ومنهجه الذي تطرز وتأطر بأطار التكفير والفتن ومضلاتها التي مزّقَت المسلمين وبلدانهم وَزُهِقَت مئاتُ آلاف الأرواح المسلمة بسببها على طول الزمان .
لذلك نلاحظ تركيز وأصرار رجل الدين الشيعي الصرخي في التصدي لكشف خُزعبلات ومغالطات التيمية الدواعش حيث ناقش عقائدهم وأساطيرهم التجسيمية لأنها مصدرالتكفير والإرهاب والقتل لكل من يخالف توجهاتهم فمهما كان إنتماء من يخالفهم فسيكون له نصيب من التهم الجاهزه فإذا كان شيعياً فهو كافر أو مجوسياً أو صفوياً أو يهودياً أما إذا كان سنياً فهو مرتد متعاون مع المجوس أو الصفويين أو اليهود وقد كشف هذه الحقيقة المرجع العراقي الصرخي خلال محاضرته الـ 19 من بحث ( وقفات مع.... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) والتي ألقاها يوم الجمعة الموافق 19 جمادي الأولى 1438 هـــ الموافق 17- 2- 2017 مــ حيث تطرق إلى جانب من شخصية المغيرة وسيرَتِه:
وكما جاء في سِيَر أعلام النبلاء: الذهبي: {{ وروى الواقدي.. قال المغيرة بن شعبة: كنا متمسكين بديننا ونحن سدنة اللات، فأراني لو رأيتُ قومَنا قد أسلموا ما تبِعتُهم، فأجمَعَ نفر من بني مالك الوفود.... حيث يعلق سماحته خطر في بالي وذهني كلام: التهمة الجاهزة لهذا القوم أو إلى ذاك القوم، إلى هذا المجتمع أو إلى ذاك المجتمع، إلى هذا الصنف أو ذاك الصنف، إلى هذا البلد أو ذاك البلد، فالتهمة جاهزة كما يسوق الدواعش الآن على عنوان الفرس والمجوس وعنوان الصفويين على كل من يخالف هذا الخط، حتى لو لم يكن من الشيعة يتهم بهذه التهمة، إنّه مع المجوس أو منهم أو مع الصفويين أو مع ما يرجع إلى هذا العنوان، الآن لا نريد أن نذكر الأسماء والعناوين، لكن لا يصحّ حتى لو كان الإنسان على عبادة النار، كان من المجوس وأسلم، كان على اليهودية فأسلم، كان على النصرانية فأسلم، كان على عبادة الأصنام والأوثان فأسلم، كما كانوا هنا سدنة اللات، فما هو الفرق؟ بمعنى عندما يقال لهذا: أنت مجوسي وأصلك مجوسي، فأنت من أين؟ أنت من جماعة اللات والعزى وهبل الأصنام والأوثان، وتقول: هذا يهودي وابن سبأ يهودي، والشيعة أخذوا من اليهود ومن المجوس، وأخذوا من الحرانية وأخذوا من الصابئة، وأنت من أين أخذت؟ أخذت من اللات والعزى ومن الأصنام والأوثان، هل تصح هذه التهم التافهة؟ هل يصح هذا الكلام التافه؟.
والمشكلة هنا: أنّه في أردأ وأسوأ وأقذر حالات التجسيم والإشراك والوثنية والصنمية وعبادة الأوثان ويتهم الآخرين بالإشراك؟!! ويقتل الآخرين على أساس أنّه موحد وباقي الناس في شرك ووثنية وكفر، يتهم الشيعة وهم العرب وأصل العرب ويتهمهم من الصفويين ومن الفرس والمجوس، وعندما تسطر الآن أئمة الشيعة وأئمة الدواعش فتجد أكثر من 90 % من أئمة الدواعش إذا لم نقل 100% بحيث باقي الأرقام من الأئمة العرب لا ذكر لهم ولا يقارن عددهم مع باقي الأعداد، ستجدهم من الأعاجم، وأئمة الشيعة تجدهم هم العرب وأصل العرب ومنبع العروبة، لكن ليس الكلام بهذه الخصوصية، الكلام بالإيمان والأفعال والأقوال والصدق، بالإسلام والإنسانية والأخلاق، بالرحمة والأمان والسلام)). من هنا يجب على الجميع أي يتيقن أن هؤلاء الدواعش الأنجاس لا يفرقون بالذبح والقتل والتهجير بين سني أو شيعي أو صابئي أو مسيحي أو أيزيدي أو غيرهم فقد قتلوا وهجروا مئات الآلاف من الناس وقصص تمثيلهم بالقتل شاخصة للعيان فبالأمس أعدموا الشهيد مصطفى العذاري واليوم يذبحون أبو بكر عباس ياسين الدراجي السامرائي ودماء هؤلاء وكل الشهداء الأبرار أثبتت أن دماء العراقيين اختلطت لتسقي أرض العراق عزة وكرامة وتخرس كل الأفواه الطائفية الداعشية المسمومة التي تدق اسفين التفرقة بين أبناء الشعب العراقي من خلال أفعالهم الشنيعة والتي يراد بها ذبح أكبر عدد من العراقيين أو تشريدهم إلى المجهول .
المحاضرة التاسعة عشرة "وَقَفات مع.... تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري"