معاوية وفرض السيطرة على الشام في زمن الخليفة الثالث
الأحد , 26 فبراير , 2017
معاوية وفرض السيطرة على الشام في زمن الخليفة الثالث احمد ياسين الهلالي معاوية الذي كان والياً على ولاية واحدة من بلاد الشام في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أصبح والياً على جميع ولايات الشام بل وأقاليمها من الجزيرة إلى شواطىء بحر الروم في عهد الخليفة الثالث عثمان (رضي الله عنه ) الأمر الذي أدى إلى تكديس الكنوز وتجييش الجيوش فأصبح ملكاً ومالكاً للعباد والبلاد , الرجل الذي كان يعمل بحذر وبظاهر حسن في إدارة الولاية في عهد عمربن الخطاب أصبح يلقي الأوامر وشرط الشروط على أجلاء الصحابة من المهاجرين في عهد الخليفة الثالث ويهددهم ويتوعدهم بالقتل بعلم الخليفة , هذا ما كشفة و نقله العقاد في موسوعته الإسلامية الجزء الثالث وتطرق إليه المرجع الصرخي الحسني وعلق على بعض فقراته في محاضرته العشرين من بحث ( وقفات مع ....توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) والذي جاء في بعض فقراته . حيث قال : قال(العقّاد): {{ وكان الفاروق قد ولّى معاوية ولاية من الشام فضمّ إليه عثمان سائر الشام ((هذا المورد لضعاف النفوس والجهال والطائفيين والمتعصبين للمتمذهبين للمنافقين للكاذبين للمجرمين للتكفيريين، هنا سنعرف الجواب عن شبهة تحكى وتقال وتسجل على الخليفة الثاني بخصوص تولية معاوية أو غير معاوية من الولاة ، وسنعرف الجواب من أمير المؤمنين سلام الله عليه)) وألحق به أقاليمها من الجزيرة إلى شواطيء بحر الروم.. كان عثمان يسمع الأقاويل عن ولاية الشام ويتلقّى الشِّكايات ممّن يطلبون منه عَزْلَ ولاته وأوّلهم معاوية ((لاحظ هذا مورد الشاهد الذي نرد به على الطائفيين، فمعاوية في زمن خلافة عمر رضي الله عنه كان لا يتسلط على ولاية من الشام، أما في زمن عثمان فقد توسعت سلطة معاوية، وتوسع حكمه بكل الاتجاهات وبكل التوجهات وبكل الأنواع وبكل المكاسب))، فيعتذر لهؤلاء الشاكين بعذره المعهود ويقول لهم: إنّه إنّما ولّى على الشام من ارتضاه قَبْلَه عمرُ بنُ الخطاب ((بمعنى أنّ عمر هو الذي ارتضى معاوية وولايته فلماذا لا ترضونه في حكمي؟ لكن هذا الاحتجاج من قبل الخليفة عثمان على الناس غير تامّ، لأنّه على أقل تقدير توجد في هذه القضية حيثيتان؛ حيثية أنّه ولاه على ولاية من الشام وليس على كل الشام، والثانية: أنّ تصرفات وأفعال معاوية وما حصل منه في زمن عثمان لم يكن يحصل منه في زمن عمر، فهل حكم معاوية وسلطته وتسلطه وتصرفه وأوامره ونواهيه وإدارته كانت في زمن عمر كانت نفس الإدارة والتصرفات في زمن عثمان؟!! هل سكوت الناس الذي هم أصحاب الشكاوى والشكايات، وعدم صدور ذلك منهم في زمن عمر يدلّ على خوفهم من عمر، أو أنّ معاوية كان ملتزمًا ظاهرًا بالإدارة الصحيحة التي كان يرضي بها عمر، خوفًا من العقوبة وخوفًا من الخليفة عمر، إذن علينا أن نعرف أصل القضية، حتى نعرف هل هذا يشبه هذا حتى نجري فيه نفس الحكم؟ نعم ارتضاه عمر، لكن اشترط عليه والتزم معاوية بشروطها وشرائطها، فلا مشكلة إذا اشترطت على معاية الشروط والتزم بالشروط))، وقال ذلك مرّة لعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فقال له عليّ (عليه السلام): نعم((لاحظ: واقع حال وقضية حقيقية أو خارجية تعامل معها علي عليه السلام بما هي، فسرها بما هي، صنفها بما هي، وحكم عليها بما هي))، ولكنّ معاوية كان أطوع لعمر من غلامه يَرفَأ، ((إذن بعد كلام الإمام عليه السلام هنا لا يأتي النقد على الخليفة الثاني عمر بلحاظ توليته لمعاية في الشام؛ لأنّه كان مطيعًا ويظهر العدالة، يظهرالإدارة الصحيحة والزهد والتقشف وعدم الأخذ من بيت المال، إذن كان واليًا مطيعًا وإداريًا ناجحًا،فهذا ظاهر الحال، ويتعامل مع الأشخاص على ظاهر الحال، كما تعامل الإمام أمير المؤمنين مع الولاة في زمنه على ظاهر الحال )) قال العقّاد:( وصَدَقَ الإمام فيما قال، فقد كان معاوية يصطنع الإبّهة في إمارته ويقتصد فيها جهدَه بعيدًا عن أعين الفاروق، فإذا لامه الفاروق على شيء منها رآه بعينه، اعتذر له بمقامه بين أعداء ألفوا الأبهة واتّخذوها آية من آيات القوة والمنعة، وكان يؤدّي حساب ولايته لعمر كلّما سأله الحساب، ويقنع منها برزقه من بيت المال ألف دينار في العام، وأنفال ممّا كان يجمعه من تجارة أهله أو ممّا وراء الحساب...(النفاط كما وضعها العقاد في كتابه) ((العقاد يقول: إنّ معاوية كان يظهر لعمر هذه الأمور، وأنا أقول: معاوية كان يظهر لعمر هذه الأمور من الالتزام الإداري الظاهر، فماذا يفعل؟ إنّه يتعامل مع الظاهر كما تعامل أهل البيت مع الظاهر))، فلما بويع عثمان بالخلافة تركه في مكانه وضمّ إليه سائر الشام، وطلب منه معاوية أن يرخّص له في زرع الأرض التي تركها أصحابها، وهاجروا إلى بلاد الروم، فأجابه إلى طلبه، ووضع معاوية يديه على موارد من المال تقوم بأعباء دولة، ولم يكن يخشى عليها من الحساب ما كان يخشاه على عهد عمر بن الخطاب، وأوشكت الشام أن تقوم وحدها مملكة مستقلّة يتولاها مَلِك مستقل فيما عدا الأوامر التي كانت تأتيه من المدينة بتحصين الثغور وإمداد الغزاة وتسيير الجيوش إلى الأطراف بقيادة الأعلام من الصحابة))
المحاضرة (20) من بحث (وقفات مع ..توحيد التيمية الجسمي الاسطوري)
المحاضرة (19) من بحث (وقفات مع ..توحيد التيمية الجسمي الاسطوري)