أصبح من المسلّمات أن الغزو الثقافي أكثر واخطر أنواع الغزو ، حيث يفوق الغزو العسكري بأضعاف كثيرة ، فإذا ما أردت احتلال أمّة فما عليك الا السيطرة على عقول أبنائها فتراها حينئذٍ تُساق إليك رغمًا عنها .
ومع شديد الأسف نرى في مجتمعنا العراقي الكثير من مظاهر الانحلال والانحراف التي لا تمتّ إلى الإسلام والأخلاق بصلة، كمظاهر عيد الحب والرقص على جراح المقاتلين في سوح الوغى، وما يزيدنا مرارة وأسى هو تعلق شبابنا هذه الأيام بهذه الأفكار المسمومة التي صُدّرت الينا من أعداء الإسلام والأخلاق التي يراد منها تشويه صورة الاسلام وإبعاد الشباب عن مبادئ وقيم الإسلام السامية ، فعيد الحب ما هو إلا تصدير يهودي ومؤسسه رجل ملحد؛ ففي هذا اليوم يطغى اللون الأحمر في كل مكان وترى الاحتفالات قائمة على قدم وساق ؛ بينما في الوقت نفسه ترى اللون الأحمر في جبهات القتال والدفاع عن الأرض والتصدي للهجمة البربرية الداعشية المنحرفة التي روّج لها وأسسها فكر ابن تيمية الضال المضل حينها تجري سيول الدماء لأبناء العراق الأعزاء الذين يسقطون مضرّجين بدمائهم الزكية في الحرب ضد هؤلاء التكفيريين، فهل يقبل الضمير ان تُقابَل هذه التضحيات الجمّة بتمايل أجسام شبابنا من على أرصفة شوارع مدننا الثكلى بأهلها ؟!! إنا لله وإنا إليه راجعون .
وقد وجدت في كلام رجل الدين الصرخي ما يلائم ما ذكرته من واقع مرير نعيشه اليوم ، وذلك في إحدى محاضراته التي يلقيها هذه الأيام في النت ليومين متتالين ( الجمعة والسبت ) من كل أسبوع حيث نجده يطرح الأفكار حول هذا الموضوع وبحرقة في القلب حيث يقول :
"الناس البسطاء الأبناء الأعزاء المخلصون المؤمنون يذهبون إلى جبهات القتال ويقتلون ويذبحون هناك، وفقدنا الكثير من الأعزاء، ويأتي سفهاء الأحلام وأهل السفاهة والتفاهة والانحطاط والانحراف وسوء الأخلاق والبهيمية يحتفلون بهذه الأعياد الفاسدة الواردة على بلاد الإسلام وعلى بلاد الشرق وعلى بلاد العرب وعلى بلدان الأخلاق، يحتفلون بعناوين ويقيمون المهرجانات التي تبيح المحرمات، التي تنتهك الأخلاق والحرمات، التي تجمع بين الذكور والإناث، فيأتيك سباق هنا، ومؤتمر أو احتفالية ورقص وطرب ولهو وفلنتاين وما يرجع إلى هذا الفسق والفجور والانحراف والانحلال، والأبناء الأعزاء يبذلون الدماء ويفقدون الأرواح، وكأن الأمر لا يهمنا ولا يعنينا، لا يوجد تفاعل مع كل تلك التضحيات، ما هذا الانحلال؟! ما هذا التمرد على الأخلاق وعلى الإنسانية؟! حتى تعجب أنهم يمارسون الرذيلة وسوء الخلق والانحطاط أكثر من تلك الدول التي صدرت إلينا هذه المظاهر الانحلالية الفاسدة".
http://e.top4top.net/p_4229638d1.png ومن حيث أننا نفتخر بأنّ ما يراق من دمٍ عبيط في سوح الوغى نستصرخ كل شريف من رجال دين وسياسة في العراق السليب في ان يكون لهم الدور في النصح والإرشاد والتحرك بكل ما يستطيعون للقضاء على هذه الأفكار الشاذة السلبية وبالطرق السلمية التي طرحها ديننا الاسلامي الحنيف في التعامل مع الفرد بكل موضوعية ونصح وإرشاد.
بقلم // شروق مصطفى