يتهم التيمية الشيعة بأنهم مخالفون لسنة رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " وإنهم مبتدعة في العديد من الموارد ومنها زيارة القبور وتسطيحها والتختم باليمين وأبرزها " زواج المتعة " حتى أخذوا يكفرون الشيعة ويسفكون دمائهم من أجل ذلك هذا بصرف النظر عن السب والشتم, وهنا نطرح لهم ما قاله ابن قيم الجوزية في كتابه (إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان) نقلاً عن شيخه ابن تيمية عن زواج المتعة من الصفحة 490 إلى الصفحة 493 وقد ذكرنا المصدر لمن يريد أن يطلع ولم نذكر موارد كلام الجوزية بالنص تلافياً للإطالة ....
حيث يقول الجوزية نقلا عن ابن تيمية إن الإسلام في أوله أباح المتعة وكثير من الصحابة تمتعوا في زمن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وإن النبي لم يلعن متمتع أو متعتة قط, وهذا الكلام وحده كفيلاً بالرد عليهم وعلى قولهم إن زواج المتعة محرم فكيف يكون محرم والنبي كان قد أباحه ؟ فهل نأخذ من النبي أومن بعض الصحابة الذين حرموه ؟ خصوصاً وإن ليس كل الصحابة حرموا زواج المتعة بل هناك من أباحه استنداً لرأي النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهنا رجح كفة من ؟ الذين استندوا للنبي أو الذين استندوا لرأيهم الخاص ؟...
لكن التيمية الدواعش التكفيريين تخلوا عن العديد من السنن النبوية الشريفة لأن الشيعة قد إلتزموا بها, ولكي يميزوا أنفسهم عن الشيعة حتى يكفرونهم فقد خالف التيمية هذه السنن وحرموا ما أحله الله وحللوا ما حرم الله وكما يقول المرجع الديني السيد الصرخي الحسني ( ما شاء الله على الرافضة، هم التزموا السنة، والتيمية قد هجروا السنة، حتى لا يتشبهوا بالرافضة فهجروا السنة)..
مع ملاحظة أمر هام جداً وهو ؛ نحن هنا لسنا بصدد مناقشة حلية أو حرمة زاوج المتعة بقدر ما نريد أن نكشف زيف وخداع التيمية الدواعش المارقة الذين يحاولون تغيير السنن والتلاعب بها كيفما يريدون من أجل خلق الأعذار والمبررات للقتل وسفك الدماء وتكفير المسلمين, حيث إن حقيقة منهج ابن تيمية وأتباعه هو المخالف لسنة النبي "صلى الله عليه واله وصحبه وسلم" وهجر تلك السنن الإلهية النبوية التي يعترف ابن تيمية وغيره بصدورها عن النبي "صلى الله عليه واله وصحبه وسلم" معللين أسباب ضرورة هجر تلك السنن النبوية كونها صارت شعارا للشيعة أو الرافضة على حد وصفهم وهو ما يؤكد ابتعاد ابن تيمية وأتباعه عن سنة النبي ( عليه الصلاة والسلام ) وتعليلهم بترك تلك السنن يؤكد على أن الشيعة أكثر التزاماً بالسنة بل الأغرب من ذلك تجد ما ينقل أو يدعيه ابن تيمية من صيام النبي (صلى الله عليه وآله )وصحبه الكرام يوم عاشوراء دون تمييزه عن اليهود فرجح ابن تيمية الإلتزام بالصيام كسنة دون أن يرجح باقي السنن كالتختم باليمين وتسطيح القبور فهل يصح هجرها بدعوى إنها صارت شعارا للشيعة ؟!.
وما دام قد خضنا في مسألة التختم باليمين وتسطيح القبور أصبح لزاماً علينا أن نذكر بعض تعليقات المرجع الديني السيد الصرخي الحسني على بعض الموارد الموجودة في كتب أهل السنة والتي يؤمن ويعتقد بها التيمية...
1- في ربيع الأبرار ج5، قال الزمخشري ;عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ " يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ، وَقُبِضَ وَالْخَاتَمُ فِي يَمِينِهِ ". وقال الزمخشري: ذكر السلامي (وهو أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد المخزومي) أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتختّم في يمينه والخلفاء بعده، فنقله معاوية إلى اليسار، فأخذ المروانية بذلك، ثمّ نقله السفاح إلى اليمين فبقي إلى أيام الرشيد، فنقله إلى اليسار، فأخذ الناس بذلك.
وعلق المرجع قائلا (هذه هي سنة معاوية، تركوا سنة النبي وسنة الخلفاء في التختّم في اليمن، فأخذوا بسنة معاوية فتختّموا باليسار!!!)
2- البيضاني في الصراط المستقيم: إنّ المشروع التختّم في اليمن، لكن لمّا اتخذه الرافضة عادة جعلنا التختّم في اليسار.
3- الجاحظ في كتاب نقوش الخواتيم يقول: إنّ الأنبياء من آدم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تختّموا في أيامنهم - أي في اليمن- وخلعه ابن العاص من يمينه ولبسه في شماله وقت التحكيم.
4- الراغب في المحاضرات، يقول: إنّ أول من تختّم في اليسار معاوية، فلبس المخالف لشماله علامة الضلالة باستمراره على خلع علي من إمامته . إذًا صار أولًا من تختّم باليسار، وصار التختّم باليسار شعارًا لشيعة معاوية بأنّه ليس فقط خلع عليًّا من الإمامة وإنّما هو مستمر على خلع علي من الإمامة، فخالف السنة وأصر على مخالفة علي وبغض علي والخروج على إمامة علي، وجعلَ التختّم باليسار شعارًا لهذه المخالفة، شعارًا للخروج على الولي وعلى الإمام، شعارًا لمخالفة السنة النبوية الشريفة.
5- قال الإمام البروسوي في كتابه روح البين ج4، في التختّم باليمن: فإنّه في الأصل سُنة، لكنّه لمّا صار شعار أهل البدعة والظلمة صارت السُّنة أن يُجعَل الخاتم في خنصر اليد اليسرى في زماننا.
6- وقال الحافظ العراقي في بيان كيفية إسدال طرف العمامة، فقال: لم أرَ ما يدل على تعيين الأيمن إلّا في حديث ضعيف عند الطبراني، وبتقدير ثبوته فلعله كان يرخيها من الجانب الأيمن، ثم يردّها إلى الجانب الأيسر كما يفعله بعضهم، إلّا أنّه صار شعار الإمامية، فينبغي تجنّبه لترك التشبّه بهم. شرح المواهب للزرقاني. وعلق سماحة المرجع على ذلك بقوله " ما هذا الدين؟ وما هذا المنهج؟ وما هذا السلوك؟!!"
7-الغزالي قال: إنّ تسطيح القبور هو المشروع، ولكن لما اتّخذته الرافضة شعارًا لهم عدلنا عنه إلى التسنيم .
وعلق المرجع الصرخي حول كل تلك السنن التي التزمها بما يوصفون بالرافضة وهجرها ابن تيمية ومن ارتبط بنهجه المضل والمبعد عن السنة قائلا : ما شاء الله على الرافضة، هم التزموا السنة، والتيمية قد هجروا السنة، حتى لا يتشبهوا بالرافضة فهجروا السنة. كما في الذخيرة للغزالي والصراط المستقيم للبيضاني.
وهذا يكشف مستوى الجهل عند إبن تيمية وشيوخه وأئمته وأتباعه لأنهم تركوا السنن النبوية والسبب في ذلك هو عدم التشبه بالشيعة !! أي عقل هذا وأي تفكير ؟ تفكير سقيم طائفي دموي والأكثر غرابة من ذلك إنهم جعلوا تلك السنن التي تركوها سبباً لقتل كل من يتمسك بها سواء كانوا شيعة أو غيرهم!! أليس هذا من تسويلات الشيطان في العقول المريضة والقلوب التي لا تعرف سوى الحقد والكراهية البغيضة فصارت مرتعاً ومرقصاً للشيطان, فكانوا ولا زالوا أنموذجاً حياً لشياطين الأنس التي تتلاعب بعقول البشر حسب أهوائها ورغباتها الدنيوية القائدة لجهنم.
بقلم :: احمد الملا