بنو أمية والدواعش وظهور الفساد في الأرض بقلم: ضياء الحداد
الفساد يكون بالإعراض عن المنهج الّذي رسمه المولى عزّ وجلّ وقرّره لما فيه مصالح البلاد والعباد, فالإعراض عنه معناه أن يصبح كلّ واحد منّا عبدا لأهوائه. وإذا صارت الأمور حسب أهواء الناس كان الشقاء والشرّ والفساد بدلا من السعادة والخير والصلاح. قال تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ﴾. ويتفق الناس أن الفساد قد ظهر في البلاد الاسلامية في مرحلتين متشابهتين بالفكر والمنهج ومختلفتين في زمن الظهور، الأولى كانت بظهور الأمويين والثانية بظهور الدواعش المارقة . يقال أن مروان أقبل يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر، فأخذ برقبته وقال: أتدري ما تصنع؟ قال: نعم، فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه، فقال: جئت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم آت الحجر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن إبكوا عليه إذا وليه غير أهله. فهل كان مروان وذريته من أهل الدين؟ أم هل كانوا يحبون أهله ويوقرونهم؟ عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله قال: قال: رأيت أسامة بن زيد يصلي عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فخرج مروان بن الحكم، فقال: تصلي إلى قبره؟ فقال: إني أحبه، فقال له قولا قبيحا، ثم أدبر، فانصرف أسامة، فقال: يا مروان إنك آذيتني، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن الله يبغض الفاحش المتفحش، وإنك فاحش متفحش". قال تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً. جاء المحبون عند المحبوب يدعون ربهم ويمدحون حبيبه، فوجدوا الله توابا رحيما، وجاء الفاحش المتفحش، ينهى عما أنكره من أن يحفظ المحبون ودّهم لخير محبوب صلى الله عليه وآله وسلم، ليحفظ عقيدة معقدة مبتدعة لم يعرفها السابقون الأولون، وعرفها التكفيري الداعشي. عقيدة الأمويين وعقيدة الدواعش فاحشة فاسدة مجرمة تكفر الجميع وتبيح دماء الناس وإنتهاك أعراضهم وإستباحة حلالهم أنه داء الدواعش الذين يقيمون أنفسهم رقباء على عقائد الناس، يلهبون ظهورهم بسياط التبديع والتفسيق، ما لم يتيسر لهم التعذيب والتقتيل، ظنا منهم أنهم حماة الإسلام، وغيرهم هباب فما زالت، بل إستفحلت هذه العقيدة وأنتشرت في أرجاء العالم بأسره متعدية الحدود العربية والإسلامية. وللأسف الشديد مع ظهور فساد الدواعش يظهر فساد ثاني بين الناس ممّن يعادي الدواعش وهذا الفساد ينبع من نقطتين أولهما الأنانية وفقدان الشعور الوطني والقومي والديني وثانيهما الذلة والخنوع والخوف من مواجهة الفكر المنحرف ومواجهة فساد المفسدين وتضييق الخناق عليهم وغلق الأبواب بوجوههم. يقول سماحة السيد الحسني : ظهرَ الفسادُ في البرِّ والبحرِ بما كسبت أيدي الناس الآن تحصل السرقات ويحصل الفساد والانتهاك والاعتداء على الحرمات وعلى الناس وعلى الأراضي وعلى الزرع وعلى المياه وعلى الهواء، من الداخل ومن الخارج، من الدول والمنظمات ومن الأشخاص، وينتهي البلد ويفقر الناس وتفقر البلاد، وتدمر البلاد وتسبى العباد، وكل إنسان يقول: يا روحي يا نفسي يا جيبي، يا مصلحتي الخاصة، يا واجهتي، إلى أن وصل الحال إلى ما وصلنا إليه، فمن أين يأتي الفرج ومن أين يتحسن الحال ؟! وقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، فمتى يرجع الناس إلى ما كانوا عليه ؟ إلى بعض ما كانوا عليه من الدين والإيمان والأخلاق ومن الرحمة والإنسانية ؟ . مقتبس من المحاضرة {20} في بحث" وقفات مع.... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري" ضمن سلسلة بحوث :تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للسيد الصرخي الحسني26 جمادى الاولى 1438 هــ - 24 -2- 2017 م http://b.top4top.net/p_425cai9u1.jpg
تابعوا البث على المواقع التالية : البث الصوتي mixlr.com/alhasany -------------------------- البث الفيديوي
أي تخفيف واي تمويه واي تدليس لائمة النواصب دواعش الفكر والاخلاق وهذه منهجيتهم و جرائمهم ومصائبهم على الامة خالفوا الجميع ساروا بالأمة نحو الضياع نحو الهلاك من اجل ان يحصلوا على مبتغاهم ويشبعوا نزواتهم ورغباتهم والنتيجة ضاعت الامة وضعفت بسببهم