ما اشبه اليوم بالأمس قصف و قتل الابرياء انموذجا التأريخ البشري حافل بالكثير من المواقف المتشابهة فيما بينها إلى حدٍ بعيد من حيث المقدمات و الاحداث الدائرة فيهما ، وما نتجت عنهما من نتائج تكون تارة ايجابية ، و تارة أخرى تكون سلبية ذات وقع كبير على نفوس البشر بسبب الصراعات القبلية او المذهبية او السياسية و القائمة تطول في نوعية و كمية هذه النزاعات الدموية ، فتعد القيادة بمختلف اتجاهاتها من أهم الاسباب التي تؤجج تلك الصراعات فهي - أي القيادة - تخضع لقانون الفشل و النجاح وهذا عائد إلى طبيعة المقدمات و حيثيات العناصر التي تتوقف عليها القيادة حتى تكون في المسار الصحيح و يكتب لها النجاح و بعكسه سنرى الويلات و المجازر التي تسيل بسببها انهاراً من الدماء و مقابر جماعية كلها بسبب الفشل الذريع للقيادة الغير ناجعة ، فلو اجرينا دراسة مستفيضة عن كيفية ادارة الشعوب الاسلامية في ظل قياداتها سواء السياسية و العسكرية و الدينية عندها سوف نخرج بإحصائية استثنائية تضع امامنا الحقيقة التي نبحث عنها لنقف عن احوال تلك الشعوب و حقيقة قياداتها التي تتحكم بمواردها الطبيعية و المادية فضلاً عن ادارة شؤون حياتها الاجتماعية و العلمية و الثقافية ، فالتاريخ يكشف لنا ما تعرض له الاشقاء في السودان من ابادة و تمثيل بالجثث فضلاً عن حرق الارض و الدور بما فيها من اموال و بشر دون رحمة او هوادة على يد القائد العربي صلاح الدين الايوبي لانهم يختلفون معه في الفكر و المنهج و الانتماء المذهبي و طاعة خليفتهم الفاطمي فذهب (300000 ) ضحية ذلك التخبط العسكري و النزاعات الطائفية و التي لم تقف عند هذا الحد فمع صك الامن و الامان الذي اعطاه القائد الايوبي لما تبقى منَنْ نجى من تلك المجزرة البشعة إلا أن القائد المتعصب و للحفاظ على الدنيا و الجاه و الكرسي و لاسكات صوت المعارض فقد واصل الايوبي مسلسل الجريمة فأتى على كل مخالف له في السودان ، و اليوم نحن نفس المأساة و نعاني من ذات الجريمة فكم قصفت عوائل بريئة ؟ وكم قتلت و هجرت و نزحت عوائل لا ناقة لها و لا جمل في الصراعات السياسية بين ساسة الفساد و الافساد في العراق فإن ارتكاب هذه المجازر البشعة انما يدلل على افلاس القائد العسكري و عدم قدرته على ادارة الملف العسكري بنجاح بالاضافة إلى أن الموقف العسكري ليس لصالح هذا القائد مما يجعله في خانة الولاء لصالح جهات تتولى ادارة الامور من خلف الكواليس تسعى لتحقيق مآربها الفئوية فعلى تلك الاحداث علق المرجع الصرخي الحسني قائلاً : (( لاحظ عندما يلتجئ القائد العسكري الحاكم إلى مدينة العدو إلى عوائل العدو و يقصف العوائل و يضرب العوائل و يبيد العوائل دليل على أن الموقف العسكري ليس لصالحه ، وهذا مؤشر يكشف بأن الكفة العسكرية كانت لصالح السودان و قبلهم أبادوا عوائلهم )) مقتبس من المحاضرة (22) من بحث وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري بتاريخ 3/3/2017 فسياسة الارهاب و القيادة الفاشلة هما مؤشرات سلبية تؤدي إلى سفك للدماء و قتل للأبرياء و النتيجة واضحة ، مزيداً من انهار الدماء ومعها ضياع المجتمع فيصبح عندها مجتمع تسوده شريعة الغاب حينها ستكون الامنيات رفيق دربنا و ظلنا الذي لا يفارقنا .