اخر الاخبار

الأحد , 5 مارس , 2017


بادئ ذي بدء أود أن أنوه إلى إن كلمة أو مفردة " الأعجمي " الواردة في هذه السطور لا تخص دولة أو قومية محددة بل هي كلمة جامعة لكل القوميات غير العربية سواء كانت فارسية أو غربية أو كردية أو تركية أو غيرها, لذا اقتضى التنويه كي لا يحصل خلط أو فهم مغلوط عن القارئ الكريم ...
ابتدئ كلامي وأنا أبدي أسفي على العرب وعلى العروبة لأنهم جعلوا التبعية لدول وجهات غير عربية سبة وعار في ما بينهم بل جعلوا هذا الأمر سبباً وذريعة للقتل وسفك الدماء, كما يفعل الدواعش التيمية التكفيريون على وجه التحديد, بينما واقع الحال الآن يظهر وبكل وضوح إن كل العرب قد تعددت ولاءاتهم بما فيهم حتى الدواعش, فهم يهتفون ضد الصليبية واليهود وفي الوقت ذاته يستخدمون الأسلحة الصليبية ويبيعون على الصليب واليهود النفط لشراء الأسلحة وبينهم اتفاقيات ومعاهدات سرية لكنها مفضوحة, المهم في الأمر والكلام الآن عام تجد العرب الآن منقسمين على أنفسهم, هذا الطرف العربي يتهم الطرف العربي الآخر بالتبعية والولاء لجهات أعجمية شرقية, وهذا الطرف يتهم الآخر بالتبعية لجهات أعجمية غربية, فهذا يتهم ذاك بالولاء لإيران أو روسيا وذاك يتهم الآخر بالولاء والتبعية لتركيا و أميركا, وهذا الإتهام المتبادل ليس مجرد تراشق إتهامات بل هو حقيقة يؤكدها واقع حال العرب الآن, فهذا يستقوي بالغرب وذاك يستقوي بالشرق, وهذا يستعين بالشرق وذاك يستعين بالغرب لوضع الحلول لمشاكله.
فما يجري الآن في الساحة العربية وبالتحديد في ما يخص القضية السورية والعراقية واليمنية, تجد إن الأطراف المتصارعة هي عربية, وقد سلمت هذه الأطراف زمام أمورها بيد الأعاجم من الشرق والغرب وكأن الأمة العربية قد عقمت ولم تنجب قائدا أو حاكما أو ملكا أميرا أو رئيسا أو سلطانا قادر على أن يكون هو المحور الأساسي لحل كل الأزمات التي يمر بها العرب!! والسبب في ذلك هو الارتماء بأحضان الأعاجم وأخذ كل طرف يستعين بجهة أعجمية ليستقوي بها على الطرف العربي الآخر !! والنتيجة هي لم يصل العرب إلى الآن لحل لمشاكلهم ولم يتوقف نزيف الدم الذي سال بسبب صراعاتهم وتناطحاتهم, وهذا ليس بجديد بل له جذور وإمتدادات تاريخية قديمة ترجع إلى عدة قرون, ولعل فترة حكم الأيوبيين أحد أبرز تلك الشواهد, حيث كان الخليفة أعجمي – صلاح الدين الأيوبي كردي – أو مستشاره أعجمي والوزير أعجمي والخادم أعجمي, وكذا الحال في الخلافة العباسية أو في فترتها الأخيرة, والنتيجة السيف هو الحاكم بين العرب وإمعان في القتل وسفك الدماء!! بينما تجد الجفاء كل الجفاء عن القيادات العربية وتهميشها وتغييبها وتسليم زمام الأمور بيد الأعاجم وجعل الحل والعقد عندهم !!.
فكانت ولا زالت السياسة عند العرب هي التسليم والإنقياد للأعاجم بشتى قوميتاهم وكأن العرب لا يوجد فيهم الخير, فظلموا أنفسهم عبر التاريخ عندما جعلوا الأعجمي الكل بالكل كما بين ذلك المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في المحاضرة الثانية والعشرون من بحث ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) حيث قال ...
{{... هذه هي السياسة، كما يحصل الآن تجد السنّي يتحالف مع اليهودي أو المسيحي، مع الدولة الغربية أوالشرقية، مع الدولة الشيعيّة أو الصفويّة أو المجوسيّة أو الفارسيّة أو التركية أو الزنكية أو الأيوبية أو الفاطمية أو الإسماعيلية أو غيرها من عناوين، ضدّ السنّة أو ضدّ أبناء دينه أو مذهبه، وفي المقابل أيضًا تجد الشيعي يتحالف مع التوجهات الأخرى المختلفة دينًا وطائفة ومذهبًا مع توجهه، ضدّ أبناء مذهبه وطائفته ودينه، وهكذا تجد هذه هنا وهنا وهي عبارة عن مصالح وسياسة)) فَإِنَّهُ كَانَ يَخَافُهُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ (( إذن ارتباط صلاح الدين بنور الدين هو ارتباط شكلي، كما قلنا لم يأخذ صلاح الدين الدولة الفاطميّة ويسيطر عليها إلّا برضا وقبول وإمضاء ودعوة الخليفة الفاطمي، وخلاف هذا أتى بأساليب أخرى وكلّ إنسان له شأن في تسمية الأسلوب الذي انتهجه صلاح الدين، ويعطيه عنوان في كيفية أخذ صلاح الدين الحكم من الفاطميين، الآن لنرجع خطوة إلى الخلف، فماذا فعل صلاح الدين مع نور الدين وهو ولي نعمته ونعمة الأيوبيين؟ هو مرتبط بنور الدين وتحت ولايته ووصايته ولكن لا يرضى أن يدخل نور الدين إلى مصر خوفًا من عزله!!!.
لاحظ: الكلّ أعجمي! الخليفة أعجمي والنائب أعجمي والخادم أعجمي والعالِم أعجمي، وكأنّنا نعيش تلك الأيام، أو تلك الأيام هي حاضرة هنا الآن، ممّا يؤسف له لا يوجد خير في غير الأعجمي- أي غير العربي-، لا يوجد في العرب من فيه الخير والهمة والصلاح والرجولة والقدرة والعمل والاهتمام، فهذا يرمي نفسه لهذه الجهة ويستعين بها وذاك يرتمي للجهة الأخرى وهكذا، فنفس الحال الذي مرّ به العرب في تلك الفترة فهم يمرّون به في هذه الفترة، والكلام هنا ليس في الجانب القومي بل نقول: ألا يوجد مسلم غير أعجمي يصلح للقيادة وللرئاسة وللإمرة وللخدمة؟ ألا يوجد أمير شجاع جسور حكيم عالم بينهم، بل مسلم أعجمي فارسي تركي غربي أوربي أميركي أفغاني هندي صيني في السابق وفي هذا الزمان، يلتجيء إليه أهل الإسلام واصل الإسلام وقلب الإسلام في بلاد العرب؟؟؟ ...}}.
وهذا حال العرب منذ عصور سلموا أمورهم بيد غيرهم حتى تصاغرت تلك الدولة التي كانت تمتد من الصين إلى أوربا وتقهقرت وتراجعت فأصبحت عبارة عن دويلات تفرقها الولاءات والتبعيات للأعاجم وكأنهم ليس خير أمة أخرجت للناس!!.

المحاضرة الثانية والعشرون "وَقَفات مع تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري" ...



بقلم :: احمد الملا

بقلم: #_

القراء 410

التعليقات


مقالات ذات صلة

حدثٌ تاريخي يثبت تدليس الدواعش في سبب التأخر عن تحرير بيت المقدس!!!

أيها الدواعش المارقة، أين أنتم من منهج الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب؟!!

من سرق العراق هل يخشى أن يسرق ثمار مفكريه العلمية ؟!!!

الشرق الاوسط .. تحت سطوة اسرائيل

التحالف مع المحتلين الغرب شرعه المارقة الدواعش!!!

الشيخ العاجز أبو حراز أحد ضحايا الدواعش المارقة !!!!

مركز المنهج الوسطي للتوعية الفكرية

التيمية الفارغون فكريًّا يستعينون بالتنجيم والشعوذة لمعرفة خفايا التاريخ!!!

يا عقول فارغة .. هل كان النبي يدعو للشرك بالله ؟

محمد رسالة سلام وإعتدال

منهج الرسالة المحمدية المعتدل ..لا نهج ابن تيمية التكفيري بقلم /محمد النائل

أئمةُ التيميّة كاذبون يقاتلون تحت راية الصليب فكيف يحررون القدس

الدواعش المنحرفون اساس الصراع السلطوي على مر العصور !!!

لا مخرج للتيمية المتناقضين من خيانة أئمّتهم المارقة !!!

أئمة المذاهب لا يحتاجون إلى أتباعهم

تقاسيم الفاسدون على نغم السلب والنهب والإرهاب!!

الكرامة المنتهكة والحقوق المفقودة

القاموس التيمي التدليسي يمزقه التحقيق التاريخي الرصين

الدواعش وأئمتهم تاركون للعقل والعقلاء !!!

السنتان مع الإمام الصادق أنقذت أبي حنيفة من الهلاك!!

الخيانة و السرقة وجهان لجرمٍ واحد

القــدس بيـن خـذلان العـرب وجاسـوسية صهـيون!!

نغيظ الأعداء بتوحيد القلوب والأفكار

الأستاذ المحقق الصرخي يا دولة الدعشنة، لولا السنتان لهلك النعمان!!!

أمة الصادق الأمين تتخلى عن نصرته بالتخاذل وتحقيق مراد المغرضين

بالدليل ... كروية الأرض تبطل حديث النزول

أئـمة التيميـة تدليـس وأضـطراب وخفـة عقل وهـلاك

العراقيون وحب النبي

خريطة الشرق الأوسط

الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

الاستاذ المحقق الصرخي الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

وخض الغمرات للحـق حـيث كـان‌

التوحيد بين اثبات الانبياء وتجسيم التيمية الدواعش الادعياء

القدس مباعة منذ قرون

منهج السنة النبوية مختلف عن منهج التيمية

إيران تكسرت أذرعها في المنطقة واحد تلو الآخر !!!

رسالة إلى كل رموز التكفير : إنكم وفكركم إلى زوال

داعـش بيـن التصــدي الفكـري والعسـكري

ابن تيمية بين التاويل والتجسيم !!

النبي عيسى لا يتصدى بوجود المهدي فلِمَ الإنكار أيها الدواعش؟؟!!



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net