المحقق الصرخي ..ما هذا التقييم للآراء يا خوارج آخر الزمان ؟
الثلاثاء , 7 مارس , 2017
المحقق الصرخي ..ما هذا التقييم للآراء يا خوارج آخر الزمان ؟ من البديهيات عند البشر أن تقييم الاحداث يتوقف على معطيات مهمة ، فالمهنية و الموضوعية و المصداقية تأتي في طليعة تلك الركائز الاساسية في منهجية التقييم الواجب توفرها قبل الخوض في غمار اروقة هذا المنهاج ، فهو يدور حول فكرة ما تركت بصمتها الكبيرة على سلوك الفرد حتى جعلته يكون اسير وقعها ، فيتولد لديه بوادر النزعة الكتابية فيسطر ما يجول في بواطن مخيلته فيرسمها بالكلمات على ارض الواقع ، لكن مع غياب تلك الاطر الاساسية فلا جدوى من التقييم حينها سيكون كالجسد بلا روح ، و يكون نتاجه أيضاً موضع انتقاد ، فمثلاً الاحداث العسكرية و نتائجها تخضع بين الحين و الآخر إلى دراسة مستفيضة و تقييم عام لما سيقع من احداث يكون لها التأثير الكبير برسم خارطة ايديولوجيتها من خلال شكلها العام و الخاص و طبيعة النتائج التي ترتبت عليها و ماهية النتائج التي تمخضت عنها ، لكنه من المعيب على قارئ الاحداث استحسان التقييم وفق معطيات لم تكن موجودة على ارض الواقع ، فمثلاً نجد أن ابن الاثير في كتابه الكامل يقيم الاحداث و الاراء وفق زاوية محددة دون أخذ النظر لباقي الزوايا الاخرى و يقينا إنه يفتقر إلى الاعداد الامثل في تهيئة مقدمات التقييم مما جعله يقع في متاهات لا طائل منها ، ففي تقييمه لوقائع عسكرية كادت أن تقع لولا تدخل السماء فحالت دون ذلك ، ففي حكم العقل و منطق العقلاء يثبت أنه ليس من الضروري تقييمها و استحسانها و خلط اوراقها و اضفاء رتوش مزيفة عليها ؛ لأنها وكما اسلفنا انساقت للمشيئة الالهية والتي قالت كلمة الفصل فيها فحالت دون أن تقع المعارك الطاحنة بين حكام و مماليك الايوبيين وهذا ما يكشف لنا حقيقة التقييم الذي قال به ابن الاثير ومَنْ على شاكلته من أئمة التكفير و اتباعهم دواعش العصر مارقة آخر الزمان وهم يحرفون الحقائق حسب اهوائهم و تحقيقاً لمآربهم الشيطانية وهذا ما اثار استغراب المحقق الصرخي الحسني بسبب تقييم أئمة الفكر للأحداث التي تجري صدفة وغير متوقعة فهذا ما علق عليه الصرخي قائلاً : ((فهل تقييمه هذا بلحاظ النتيجة التي حصلت صدفة (بمشيئة الله تعالى) فلم تحصل مواجهة بين نور الدين وصلاح الدين؟ ولكن لا يكون تقييم الأمور بالنتائج التي تترتّب صدفة (بمشيئة الله تعالى)، من الواضح أنّه لولا الموت لكانت المواجهة بينهما حتمية فهل سيختلف التقييم حينئذ عند ابن الأثير فلا يكون ذلك من أحسن الآراء وأجودها ؟ )) مقتبس من المحاضرة ( 23) من بحث وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري بتاريخ 4/3/2017 فعجباً لما عند من الدواعش و أئمتهم من متاهات لا جدوى منها ورغم ذلك هم متمسكون بها و يعدونها من الانجازات العظيمة التي قدمت القراءة الصحيحة للأحداث الجارية من حولنا فمتى يستيقظون من حلمهم الوردي هذا الذي جلب الخراب و الدمار للبلاد و القتل و الارهاب للعباد ؟