كشف المستور في مؤامرة إغتيال الخليفة الثاني !! بقلم :حازم الكرخي التاريخ ليس مجرد تدوين للوقائع اوسرد للأحداث والحكايات فقط، بل هو تفسير لكل هذه الأحداث والوقائع،ومعرفة الاسباب والدوافع الظاهرة والخفية التي ساهمت في نشوئها وبالتالي تشخيص الموقف الصحيح منها تشخيصا سليما مستندا على ادلة مقنعة رصينة . ولم ينجُ تاريخنا الاسلامي من التشويش والغموض تارة والكذب والدس والتدليس تارة اخرى ولعل دوافع ذلك ترجع الى اسباب سياسية سلطوية، ولا تكاد تخفى أهمية دراسة التاريخ الإسلامي ،لارتباطه الشائك مع العديد من قضايا الامم المعاصرة، مثل حقيقة الفتنة بين صحابة الرسول،ونشأة الفرق والمذاهب، والاختلاف بينها، وجذور ذلك الاختلاف وأسبابه ، وغير ذلك من جوانب الأهمية والفوائد الناتجة عن دراسة التاريخ، نظرا لانعكاس نتائج تلك الاحداث على واقعنا وتلاعبها بمجريات الاحداث .. ولعل من ابرز تلك الاحداث التي لها ارتباطا وثيقا بواقعنا المعاصر ما اعقب وفاة الرسول من صراعات واحداث اورثت خلافات عقائدية امتدت جذورها الى يومنا هذا ولو حظيت كواليس تلك الوقائع بدراسة حيادية من ذوي الاختصاص لتغيرت مجريات الامور في عصرنا الحاضر ولحلت العديد من القضايا الخلافية بين المذاهب الاسلامية.... فمثلا في حادثة اغتيال الخليفة الثاني عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" تختلط الاوراق ويتعقد المشهد وكأنك تقرأ رواية شخصياتها مجهولون او تطلع على قصة مبعثرة الاحداث!! فالغموض يكتنف الحدث واصابع الاتهام توجه الى شخصية تافهة من دون معرفة دوافع الاغتيال وملابسات الجريمة،الى ان جاء المحقق الصرخي ليكشف لنا تلك المؤامرة الخبيثة التي حيكت ودبرت لاغتيال الخلفية بتواطىء وتدبير كبار الرموز انذاك امثال المغيرة بن شعبة وكعب الاحبار وغيرهم ممن ساهم وشارك في تدبير جريمة الاغتيال فالقاتل هو غلام المغيرة "ابو لؤلؤة المجوسي"!! وكان رسول الله "صلى الله عليه واله" قد اوصى باخراج هؤلاء من المدينة فكيف دخل هذا المجوسي المدينة بل كيف وافق عمر على دخوله وهو الحازم الصارم في تنفيذ الاحكام الاسلامية حتى على ارحامه!! يعلق المحقق الصرخي على هذه الحادثة في بحث "وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري قائلا" منفذ الجرمية مملوك للمغيرة بن شعبة وحسب تصريح عمر"رضي الله عنه" ان قاتله لم يكن مسلما بل كان مجوسيا فلا يجوز له دخولالمدينة وارض الجزيرة بل حسب وصية رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" انه يطرد هؤلاء يخّرج هؤلاء من ارض الجزيرة! وتنفيذ عمر للوصية بدقة واصرار ! فهنا سؤال عن السماح بدخول قاتل عمر"رضي الله عنه" المجوسي المدينة كيف دخل المدينة وهو مجوسي وكيف قبل عمر دخوله المدينة ولماذا وافق الخليفة على طلب ادخاله عندما طلب ذلك منه المغيرة مالكُ ابي لؤلؤة قاتل الخليفة عمر !.. ثم يستدرك المحقق الصرخي ""ولا يخفى على العاقل أنّه إذا وقعتْ جريمة فإنّ المحقِّق والباحث وكلّ عاقل ينظر إلى المستفيد منها وخاصّة إذا كان هناك شخص أو جهة مستفيدة ومستفيد أكبر مع وجود تهمة ثابتة واقعًا تدلّ عليها الأفعال والأقوال والمواقف!!! هنا جريمة اغتيال رئيس الدولة وخليفة المسلمين واقترن اغتياله مع تصريحه وتعهّده في بسط العدل والأمان في العراق وبين أهل العراق، قال {{أَتَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا قَدْ حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لاَ تُطِيقُ؟... انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لاَ تُطِيقُ... لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ لاَ يَحْتَجْنَ إِلَى رَجُلٍ بَعْدِى أَبَدًا (فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ)}}. ، المغيرة كان واليًا على الكوفة لكنه كان ممنوعًا مِن جبي الأموال، وكان عثمان بن حُنيف هو المسؤول عن ذلك، وكان عُمَر قد التقى بمسؤولَي العراق عثمان وحذيفة وأوصاهما بالعراق وأهله خيرًا وتعَهّد بأن يجعل العراقيين في خير وأمان إلى الحد الذي لا تحتاج فيه أرامل العراق إلى الرجال وكلّ ذلك حصل دون حضور والي الكوفة المغيرة!!!" واما كعب الاحبار الذي قام بتنبيه الخليفة بموته قبل ثلاثة ايام من حادثة الاغتيال!! فمن اين علم بذلك وهل نصدق انه قد وجد ذلك في التوارة كما يزعم !! اترك الحكم لكل عاقل منصف وهنا يعلق المحقق الصرخي "لا نبتعد عن العنصر المهم المفيد في كشف مؤامرة الاغتيال حيث ان كعب الاحبار كان يعلم بمقتل عمر بأيام وقد اخبره بان يوصي ويستعد للموت بعد ايام، قال الطبري جاءه كعب الاحبار فقال له يا امير المؤمنين أعهد فانك ميت في ثلاثة ايام قال عمر وما يدريك ... قال كعب اجده في كتاب الله عز وجل التوراة...، فلما كان من الغد جاءه كعب فقال يا امير المؤمنين ذهب يوم وبقي يومان ثم جاءه من غد الغد فال يا امير المؤمنين ذهب يومان وبقي يوم وليلة فلما كان الصبح خرج عمر الى الصلاة ودخل ابو لؤلؤة في الناس في يده خنجر له رأسان يصابه في وسطه فضرب عمر ستة ضربات احداهن تحت سرته وهي التي قتلته".. فهل نصدق ان كعبا علم بحادثة اغتيال الخلفية من التوارة!! ام نصدق ان ابا لؤلؤة المجوسي قد دفعه حقده على إغتيال الخليفة ام أن هذه مؤامرة كبرى حيكت بتدبير كبارالرؤوس المتزعمة انذاك ،فالزعامة والرغبة في السلطان من ابرز الدوافع التي ادت الى اغتيال الخليفة عمر بن الخطاب ،هذه الحقيقة والمؤامرة الغامضة التي كشف النقاب عنها المحقق الصرخي بعد آلاف السنين وما زالت الامة الاسلامية تدفع ثمن تلك المؤمرات السلطوية الخبيثة.